تتضمن ميزانية الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لعام 2018 زيادة قدرها 4.5 مليارات دولار ستذهب لتمويل برنامج وزارة الأمن الداخلي، الخاص بتعزيز حدود الولايات المتحدة ونظام الهجرة، حيث تتضمن هذه الموازنة تصميم وبناء جدار حدودي. ويأتي مقترح ترامب القاضي بزيادة الإنفاق على الحدود، والدفاع، على حساب تمويل البرامج البيئية وبرامج المساعدات الخارجية والفنون، من بين أمور أخرى، لكن هناك مشكلة مع الجدار الذي يسعى ترامب لإقامته، ولا يوجد دليل على أنه سيحقق أهدافه. والسبب بسيط للغاية، وهو أن المهاجرين لن يتدفقوا بغزارة عبر الحدود كما درجوا على ذلك. وتظهر أبحاث جديدة عرضت في مؤتمر بروكينغز الذي انعقد أخيراً، أن تدفقات العمال الشباب ذوي المهارات المتدنية إلى داخل الولايات المتحدة، من المتوقع أن تتباطأ في السنوات المقبلة، بسبب ضعف نمو عرض العمالة في المكسيك وغيرها من بلدان أميركا اللاتينية نفسها. وفي حقيقة الأمر، كان هناك ازدهار في الهجرة من الثمانينات إلى منتصف العقد الأول من القرن الـ21، وبحلول عام 2015 كان نحو 75% من المهاجرين، ذوي المهارات المنخفضة، يعيشون في الولايات المتحدة. • المهاجرون غير المرخص لهم ارتكبوا جرائم عنف، لكن البيانات لا تُظهر أنهم يرتكبون جرائم بمعدل أعلى من المواطنين المولودين في الولايات المتحدة. وتظهر دراسة أعدها الخبيران غوردون هانسون تشن ليو، وكريغ ماكنتوش من جامعة كاليفورنيا سان دييغو، أن عدد المتسللين عبر الحدود المكسيكية - الأميركية، انخفض بالفعل إلى مستويات سبعينات القرن الماضي. ويشكل المكسيكيون أكثر بقليل من نصف السكان المهاجرين غير المصرح لهم بالهجرة والعمل، لكن عددهم انخفض لأكثر بقليل من مليون شخص، بعد أن بلغ ذروته في عام 2007، وفقاً لتقديرات مركز بيو غير الحزبي للبحوث. خلال شهر ترامب الأول في البيت الأبيض، انخفض التسلل عبر الحدود بشكل حاد. وأعلنت وزارة الأمن الداخلي أن حركة العبور غير القانونية انخفضت بنسبة 40% بين يناير وفبراير. وبالإضافة إلى ذلك فإن عدد المهاجرين غير المصرح له بالدخول، أصبح الآن كبيراً في البلاد، ليس لأنهم جاؤوا متسللين عبر الحدود، بل لأنهم تجاوزوا فترة انقضاء تأشيراتهم. وقدرت وزارة الأمن الداخلي أن جدار ترامب سيكلف ما مجموعه 21.6 مليار دولار خلال فترة تشييده. وقد أصر ترامب على أن المكسيك ستدفع كلفته، وهو ما رفضه الرئيس المكسيكي، إنريكي بينيا نييتو، بشدة. ومنذ بدء حملته الرئاسية، وصف ترامب المهاجرين غير الشرعيين بأنهم مجرمون، وذكر أن المهاجرين المكسيكيين جلبوا المخدرات والجريمة ونعتهم بالمغتصبين، على الرغم من «إنني أعتقد أن البعض منهم أناس طيبون». وبصفته رئيساً، دعا ترامب أسر ضحايا الجرائم التي ارتكبها المهاجرون، لأول خطاب له أمام الكونغرس، حيث أعلن خلاله أنه سينشئ مكتباً حكومياً جديداً يعنى بجرائم المهاجرين. غير أنه لا يوجد أي دليل على أن الجدار الحدودي سيخفض متوسط معدل الجريمة في الولايات المتحدة. ولا شك أن المهاجرين غير المرخص لهم ارتكبوا جرائم عنف، ولكن البيانات لا تظهر أنهم يرتكبون جرائم بمعدل أعلى من المواطنين المولودين في الولايات المتحدة. ويقدر معهد سياسات الهجرة في عام 2015، أن 300 ألف من المهاجرين غير المصرح لهم البالغ عددهم نحو 11 مليوناً، الذين يعيشون في الولايات المتحدة، قد دينوا بجناية، وأن المزيد منهم ارتكب جنحاً.