×
محافظة المنطقة الشرقية

مؤتمر فينجر: أوزيل وسانشيز يرغبان في تجديد عقديهما.. ويوجد نادي واحد في لندن

صورة الخبر

تعرض أصحاب حانة في حيفا الواقعة على الساحل الشرقي للبحر المتوسط والبعيدة نحو 158كلم عن القدس، إلى حملة تحريضية عنيفة بسبب تقديم بيرة فلسطينية. ويشكل العرب في حيفا نحو 10 في المئة من عدد السكان لكنهم ينتشرون في كل أحيائها تقريبا. يقدم بار ومطعم "لابيرا" في البلدة القديمة في حيفا المطلة على الميناء كل شهر نوعا جديدا من البيرة. لكنه عندما استقدم قبل فترة بيرة فلسطينية، تعرض أصحابه لحملة تحريض وشتائم. وكان المطعم يعج بزبائنه العرب واليهود. ويقول المالك إريك سلاروف "عندما أعلننا إحضار بيرة +شيبرد+ الفلسطينية التي تنتج في الضفة الغربية ليتذوقها الزبائن، تعرضنا لحملة تحريض شنها علينا نشطاء اليمين الإسرائيلي مطالبين بمقاطعتنا". ويضيف لوكالة فرانس برس "على صفحتنا على موقع فيس بوك، هوجمنا بالعبرية والروسية من مجموعات عنصرية انهالت علينا الشتائم". وتتحدر مجموعة كبيرة من اليهود من الاتحاد السوفياتي السابق. وتنتج بيرة "شيبرد" في مدينة بير زيت في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وعلى صفحة "لابيرا" على فيس بوك، كتب يافيس أموس "بار الخونة الذين يحضرون بيرة ومشروبات من الضفة الغربية.. أنصح بعدم الذهاب هناك". وكتب شارون ماغين "بيرة فلسطينية مصنوعة من دم يهودي، ونقود بيعها تؤدي إلى إهدار دم يهودي آخر". وعند مدخل البار، وضع برميلان كبيران للبيرة. ويقول إريك الذي افتتح مع أصدقاء له البار قبل سنوات في ميناء المدينة القديمة، "نحن لا نشتغل في السياسة. نحن نصنع خمسة أنواع من البيرة، أحضرنا بيرة الطيبة (الفلسطينية) وبيرة إسكتلندية وبيرة من تل أبيب. هذه بيرة للأصدقاء يشربونها معا. لكن يبدو أن هذه الفئات القومية العنصرية حفنة قليلة من الناس لم تصل فكرة التعايش إلى قلوبهم". ويشير إلى وجود "مؤيدين" لما قام به المطعم قصدوا المكان لطلب البيرة الفلسطينية. ويعتبر إريك أن "حيفا نموذج للتعايش بين التجار العرب واليهود. وفي مطعمنا زبائننا من العرب واليهود، وفي مطبخنا عرب ويهود". ويؤكد أن الحملة لا تعني "أن التعايش غير موجود... هذه الفئة أقلية، وهي مثل الكلاب التي تعوي ولكن لا تعض". وتشكل القصة نموذجا لمواقف اليمين المتطرف الإسرائيلي. ويقول عضو بلدية حيفا سهيل أسعد "حيفا مدينة غير معزولة عن إسرائيل والسياسة الإسرائيلية، مع أنها في أجواء إيجابية مقارنة بالمدن المختلطة الأخرى في موضوع التعايش". ويشير إلى أن "سكان حيفا العرب يشكلون نسبة 10 في المئة فقط، لكن العرب موجودون في كل الأحياء تقريبا". ويضيف أن "حيفا تتأثر برياح اليمين... مع كل هجمة يمينية نشعر بالتوتر بين اليهود والعرب وبيننا نحن أعضاء البلدية". ويؤكد أن ظاهرة اليمين المتطرف لم تكن بهذا الحجم قبل عشرين عاما. ويبلغ عدد سكان حيفا نحو 300 ألف. ويقدر عدد العرب في إسرائيل بمليون و400 ألف نسمة يتحدرون من 160 ألف فلسطيني بقوا في أراضيهم بعد قيام دولة إسرائيل عام 1948. وهم يشكلون 17,5% من السكان ويعانون من التمييز خصوصا في مجالي الوظائف والإسكان. - حيفا مدينة التعايش - في مدينة حيفا، يرتفع مركز للبهائييين بقبته الذهبية المحاطة بحديقة جميلة تتوسط المدينة. في جادة الجبل أو شارع بن غوريون، تنتشر المطاعم العربية. وتنصب شجرة عيد الميلاد في الأعياد في حيفا، ويضاء شمعدان (رمز يهودي) وهلال في الوقت نفسه، ويزين الشارع بالإضاءة. وأطلقت بلدية حيفا على هذا الزمن اسم "عيد الأعياد". وتعتبر مدينة حيفا مركزا ثقافيا للعرب، إذ لا يمر شهر دون عرض موسيقي عربي ضخم في قاعة الأوديتوريوم أو قاعة كريغر للفنون، ويشهد مسرح الميدان ومسرح الكرمة عروضا ثقافية، ويقدم نادي حيفا الثقافي نقاشات أسبوعية حول كتب... ويقول مدير مركز "مساواة" المدافع عن حقوق المواطنين العرب في إسرائيل لفرانس برس "إن قوة العرب في حيفا نابعة من القدرة الاقتصادية والوجود العربي اليومي فيها، فعندما تتجول في حيفا تعتقد أن العرب يشكلون 50% من سكانها لا 10%". ويضيف أن "اليمين المتطرف ذي العقلية الاستيطانية في حيفا يستهدف أي علاقة جيدة بين اليهود والعرب". مشيرا إلى سوابق أخرى في مدينة عكا عام 2006 وفي حيفا في 2015. ويعتبر أن "استهداف اليمين للمدن المختلطة جزء من خطته الاستيطانية، من أجل خلق اشتباكات مع المجتمع الفلسطيني داخل إسرائيل ومع الأغلبية اليهودية، وليثبت أنه لا يوجد احتمال أو إمكانية تعايش بين اليهود والعرب". قبل أشهر، تعرض مغني الراب العربي تامر نفار لحملة تحريض رسمية وشعبية من اليمين الإسرائيلي أثناء عرض قدمه في مسرح في حيفا. وطلبت وزيرة الثقافة الإسرائيلية ميري ريغيف الثلاثاء من المستشار القانوني للحكومة فتح تحقيق ضد إدارة مسرح الميدان العربي في حيفا بتهمة التحريض على الجنود الإسرائيليين. وجمدت ميزانية المسرح للمرة الثانية، بعد أن كانت جمدتها في 2015 لمدة سنة. وكان وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان طالب بمقاطعة العرب في إسرائيل والامتناع عن شراء بضائعهم بعد تنفيذهم إضرابا ليوم واحد تضامنا مع غزة عام 2014. وتعرضت المحلات العربية في حيفا للمقاطعة. على الرغم من ذلك، يقول ليونيد ليبكين، الشريك في بار "لابيرا" إن حملات التحريض لن تنجح. ويضيف "رغم الحملة التي شنوها علينا، صمدنا، والدليل أننا لا زلنا نعمل وهذه المجموعات وجدت من يقف ضدها".   فرانس24 /أ ف ب نشرت في : 29/03/2017