دعا عدد من قادة الدول العربية، الأربعاء 29 مارس/آذار 2017، في قمتهم السنوية المنعقدة بالسويمة على شاطئ البحر الميت غرب العاصمة الأردنية، إلى حضور عربي أكثر فاعلية في الأزمات التي تعصف بالمنطقة العربية. وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، في كلمته: "نحن نتابع من كثب الأزمة السورية دون وسيلة حقيقية للتدخل مع أطراف أخرى فاعلة تتصدى لصياغة مستقبل سوريا، ودون إسهام عربي حقيقي. هذا أمر أجده معيباً". وتحدث أابو الغيط عن الأوضاع الإنسانية الصعبة في سوريا واليمن والعراق والصومال، وقال: "لقد أصبح لزاماً علينا كعرب، أن نتصدى بشجاعة لهذه الأوضاع؛ لأنها تمس بكرامة الإنسان العربي وحقه في العيش والحياة". وشدد على أن الوحدة العربية هي الطريق الوحيد للنجاة. كان العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، الذي تسلم رئاسة القمة العربية، قال في كلمته: "لا بد لنا أن نأخذ زمام المبادرة لوضع حلول تاريخية لتحديات متجذرة، ما يجنبنا التدخلات الخارجية في شؤوننا". وعدّد التحديات بـ"خطر الإرهاب والتطرف الذي يهدد أمتنا ويسعى لتشويه صورة ديننا الحنيف واختطاف الشباب العربي ومستقبلهم"، داعياً إلى العمل معاً "على تحصينهم دينياً وفكرياً". كما دعا إلى العمل "يداً واحدة لحماية القدس والتصدي لمحاولات فرض واقع جديد، وهو ما سيكون كارثياً على مستقبل المنطقة واستقرارها"، في إشارة إلى الطروحات بنقل السفارة الأميركية إلى القدس. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، من جهته: "إن تطبيق رؤية حل الدولتين على أساس حدود 1967، هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام"، مشدداً على أهمية الحصول على الدعم العربي. وركز الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، على موضوع الإرهاب. وقال إن الشعوب تتطلع "إلى موقف قوى يستعيد وحدة الصف العربي؛ للوقوف بحسم في مواجهة الأخطار التي طرأت على منطقتنا خلال السنوات الماضية، فأضعفت الجسد العربي حتى بات يعانى تمزقات عدة". واعتبر إضعاف كيانات الدول العربية والصراعات الطائفية والمذهبية وتزايد التدخلات الخارجية في شؤون الدول، استغلها "الإرهاب الآثم"؛ لـ"يملأ الفراغ". ودعا إلى التصدي للإرهاب "بكل الحسم والقوة"، في موازاة "بذل أقصى الجهد لتسوية الأزمات القائمة في المنطقة". واعتبر مواجهة الإرهاب "يجب أن تكون شاملة، تبدأ من الحسم العسكرى، وتستمر لتشمل العمل على تحسين الظروف التنموية والاقتصادية والمعيشية في بلادنا وبشكل عاجل وفعال". ورأى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الذي يحضر القمة، في كلمته، أن "الخلافات في العالم العربي فتحت الباب للتدخلات الخارجية والتلاعب وخلق عدم الاستقرار والنزاع الطائفي والإرهاب". وأضاف: "في هذا الوقت الانتقالي وأعمال العنف، الوحدة ضرورية جداً".