مقتل أربعة أشخاص من تنظيم القاعدة في اليمن في غارة جوية استهدفت سيارتهم في مديرية مودية التابعة لمحافظة أبين.العرب [نُشر في 2017/03/29]معركة بلا هوادة ضد المتشددين عدن (اليمن) - قتل أربعة أشخاص يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم القاعدة في جنوب اليمن، فجر الأربعاء، في غارة شنتها طائرة أميركية بدون طيار، بحسب ما أفاد مسؤول أمني يمني. وأوضح المسؤول اليمني أن الطائرة استهدفت سيارة في مديرية مودية بمحافظة أبين "كانت متجهة إلى أحد المواقع التي ينشط فيها التنظيم في ضواحي المديرية". وتابع أن السيارة أصيبت بصاروخين "ما أدى إلى مقتل جميع من كانوا على متنها"، وعددهم أربعة. وترى واشنطن في "قاعدة الجهاد في شبه جزيرة العرب"، الفرع اليمني لتنظيم القاعدة، أخطر فروع الجماعة الجهادية المتطرفة في العالم. وكثفت الولايات المتحدة منذ تسلم دونالد ترامب الرئاسة في يناير الماضي ضرباتها ضد التنظيم في محافظات أبين وشبوة (جنوب) والبيضاء (وسط). وقتل أكثر من 20 من عناصر التنظيم في هذه الغارات، بحسب مصادر أمنية ومحلية في اليمن. وفي منتصف مارس الجاري ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن إدارة ترامب منحت وزارة الدفاع الأميركية الضوء الأخضر لتنفيذ ضربات جوية وعمليات للقوات الخاصة في اليمن من دون الحاجة لطلب موافقة البيت الأبيض. ووسعت الإدارة الأميركية من حربها على تنظيم القاعدة في اليمن، فبعد عملية إنزال جوي في محافظة البيضاء وسط البلاد أسفرت عن مقتل العشرات، كان تنظيم القاعدة عُرضة لسلسلة هجمات جوية. ويرى مراقبون أن الضربات الأميركية تؤشر على "بداية حرب واسعة" ضد التنظيم المصنف بأنه الأخطر في شبه جزيرة العرب. ويبدو أن الإدارة الأميركية فضلّت عدم المجازفة بمعركة برية، وخصوصا بعد مقتل عسكري أميركي في المعركة السابقة مع القاعدة في بلدة يكلا بالبيضاء، والتي قوبلت بتنديد محلي لسقوط أحد أفراد قوات التدخل السريع، بالإضافة إلى سقوط عدد من المدنيين بينهم أطفال ونساء. وكان قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال جو فوتيل أقر في منتصف مارس بأن عملية البيضاء تسببت بمقتل "4 إلى12" مدنيا، لكنه قال إن التحقيق الذي فتح بعد العملية لم يكشف عن وجود أي قصور أو قرارات سيئة أو خطأ في التقدير من جانب العسكريين. وتقول إدارة ترامب إن هجوم البيضاء أسفر عن الحصول على "معلومات مخابراتية قيّمة ستؤدي إلى مزيد من الانتصارات في المستقبل". وكانت وحدة من القوات الخاصة في سلاح البحرية (نيفي سيلز) نفذت العملية في منطقة يكلأ في محافظة البيضاء، مستهدفة مجمعا فيه قياديون في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وقتل في الهجوم قائد فريق القوات الخاصة وليام راين اوينز (36 عاما) وجرح ثلاثة جنود اميركيين آخرين في اشتباكات عنيفة. كما خسرت القوات الأميركية طائرة مروحية من طراز "في 22 أوسبري" إثر تعرضها لحادث أصيب فيه ثلاثة عسكريين أيضا. وكثفت الولايات المتحدة منذ بضعة أشهر الغارات الجوية على تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ويبدو أن وتيرتها تضاعفت منذ وصول دونالد ترامب إلى السلطة. وقتل ما لا يقل عن 22 مقاتلا يعتقد أنهم من فرع القاعدة اليمني منذ 2 مارس في هذه الضربات. واستفاد تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية من الحرب والفوضى لتعزيز مواقعهما في جنوب وجنوب شرق اليمن. وكان الهدف من العملية جمع معلومات استخباراتية خصوصا من خلال ضبط أجهزة كمبيوتر ومعدات الكترونية للتنظيم الذي تعتبره الولايات المتحدة الفرع الأكثر خطورة للتنظيم الجهادي.