أهدر منتخبنا الوطني لكرة القدم الليلة البارحة نقطتين مهمتين في بداية انطلاقة التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس آسيا في الامارات 2019، بتعادله السلبي مع منتخب سنغافورة في اللقاء الذي جمع الفريقين على ستاد البحرين الوطني وحضره جمهور قليل شجع منتخبنا طوال اللقاء الذي قاده طاقم تحكيم من سيريلانكا بقيادة الدولي نيفون روبيش. جاءت المباراة بمستوى فني دون المتوسط فرض فيه منتخبنا أفضليته من حيث الاستحواذ على الكرة ولكن من دون فاعلية حقيقية أو أن يتمكن من فتح الدفاع السنغافوري الذي ظل مقفلا من خلال الانضباط التكتيكي الدفاعي الذي أدى به المباراة معتمد على المرتدات القليلة والكرات القصيرة وعبر أسلوب رفع من خلاله الضغط العصبي على لاعبينا، ولم يحسن المدرب سكوب التعامل مع المباراة في شوطها الثاني من خلال أسلوب اللعب الذي ظل قائما على العرضيات التي كانت في متناول الحارس السنغافوري المتألق ودفاعه، ومع ذلك ضاعت بعض الفرص المهمة في الشوط الثاني على لاعبينا وبالذات اسماعيل عبد اللطيف. الشوط الأول لعب منتخبنا من البداية بتشكيل ضم كل من: سيد محمد جعفر (حارس مر مى) – أحمد عبد الله – وليد الحيّام – أحمد جمعة – سيد رضا عيسى - هشام منصور ( ابوبكر آدم 81)– سيد ضياء سعيد (عبد الله عبدو 68) – كميل الأسود – علي حبيب (اسماعيل عبد اللطيف 46) – عبد الله يوسف – محمد الرميحي، وقد فرض الفريق افضليته في الاستحواذ على منطقة المناورة التي سيطر عليها كميل الأسود وسيد ضياء بحركتهما وتنويعهما للعب ولكن في الناحية الهجومية لم يحسن الفريق فك التكتل الذي فرضه لاعبو الفريق السنغافوري دفاعيا، وغياب صانع اللعب المتمكن قلل من الخطورة داخل صندوق الحارس حسن عبد الله والذي أحسن التعامل مع الكرات العرضية التي كانت تأتي من علي حبيب في جهة اليمين وهشام منصور في جهة اليسار، وقد يكون الضغط الذي شكله فريقنا من البداية جعل الفريق السنغافوري يرجع الى نصف ملعبه، ولكن ظل الحارس خارج الاختبار خلال الشوط لأنه لم تسدد أي كرة تجاه مرماه، والكرة الوحيدة التي سددها كميل الأسود من خارج منطقة الجزاء اصطدت في الدفاع وذهبت لركنية. أما الفريق السنغافوري والذي كان يعمل طوال الشوط من أجل الخروج بالتعادل ومنع أي كرة خطرة على مرماه عبر التكتل والتعامل الجيد مع الكرات الهوائية من قبل محمد فر تيز و بينت دانيل وعرفان فاندي، مع الاعتماد على الكرات المرتدة والنقلات القصيرة، وأعتقد أن الفريق بعد الدقيقة 15 صار فريق سنغافورة يقترب من صندوق سيد محمد جعفر الذي ظل مرتاحا، والكرة التي سددت من خارج الصندوق لم تحمل القوة المخيفة فتعامل معها بسهولة، ولكن تبقى الهجمة الأخطر في هذا الشوط لفريق سنغافورة ، عبر المرور الجيد للاعب الطرف محمد شاكر، والذي عكس كر ة لزميله البديل محمد نظام، ولكن الأخير لعب الكرة جنب القائم. الشوط الثاني مع بداية الشوط الثاني، كان واضحا أن المدرب سكوب سعى لتغيير أسلوب الفريق، من خلال الكثافة الهجومية المركزة، عبر ، بدلا من علي حبيب ، فكان من البداية يهاجم بثلاثة لاعبين، عبر اسماعيل و الرميحي وعبد الله يوسف، مع الدعم الخلفي من قبل كميل الأسود و سيد ضياء سعيد، وسدد سيد ضياء كرة قوية صدها الحارس على دفعتين 58 ثم ضاعت فرصة للرميحي 60، وكان الفريق السنغافوري يواصل ذات النهج الذي كان عليه في الشوط الأول عبر التكتل داخل صندوقه مع الاعتماد على المرتدات من دون أن يفقد أكثريته العددية في الدفاع، وهذا يمثل انضباطا تكتيكيا، وقد اضطر سكوب الى الدفع باللاعب عبد الله عبدو كبديل لسيد ضياء، وقد حصل نوع من التحول في أداء فريقنا من خلال حركة عبدو والذي فعّل الكرات العرضية بصورة أفضل، فكانت هناك فرص أربع لفريقنا في توقيت متقارب، أهدرت وكانت الأخطر لإسماعيل في الدقيقتين 73 و77، وأخريين لزميليه عبد الله يوسف 75 و الرميحي 76، واضطر سكوب لزيادة الفاعلية بإشراك ابوبكر آدم في خط المقدمة بدلا من هشام منصور (81)!، وأعتقد أنه جانبه الصواب في قراره لأن آدم ظل تائها، و ظل السيناريو كما هو من حيث نجاح الفريق السنغافوري في فرض دفاعه، ولكن من دون أن يعمل فريقنا على فك هذا التكتل أو على سحب لاعبي الفريق، فظل الحارس حسن عبد الله متمكنا من التقاط كل الكرات العالية فكان نجما لفريقه وللمباراة، ولتنتهي المباراة بالتعادل السلبي.