مسرحية «لا بوهيم» للموسيقار جاكومو بوتشيني على مسرح دبي أوبرا، كانت السبب الرئيسي لتواجد السوبرانو البريطانية الكندية جيسيكا ميرهيد، أحد أبطال العمل الشهير خلال عرضها بدار أوبرا دبي للمرة الأولى محلياً، حيث أكدت ميرهيد أنها تكتشف جمال الشرق الأوسط والخليج للمرة الأولى بعيون إماراتية، بدأ من بهاء مدينة دبي المحاطة بدفء وعمق التأثير المتصل بالثقافة والفنون، رعايتها الكاملة لكل أطيافه النوعية، التي تسد الثغرات التواصل المجتمعي وطبيعته المتغير لفهم الآخر محلياً وعالمياً، وكلما ارتقت فعاليات الفنون المقدمة للجمهور ازددنا ارتياحاً للحياة واغتباطاً بها واطمئناناً لها وتضيف جسيكا: خلال زيارتي القصيرة للإمارات عبر مدينة دبي، لمست عن قرب النسيج المتماسك في المجتمع المتعدد الجنسيات والأعراق، حيث لا تشكل تلك الفروق بشكل أو بآخر على طبيعة التعاطي وأسلوب الحياة المنسجم، والمدرك تماما لكافة حقوقه وواجباته اتجاه الآخرين، حيث يسود الحوار والحرص على تبادل المعارف والثقافات، والتي أكبر الأثر على نشر السعادة الحقيقة بكل معطياتها، ونبذ الطائفية والتطرف الذي هاجس كثير من المجتمعات في العالم، لذلك كان من الواجب علينا كفنانين ومهتمين بالحقول الثقافية أولاً وقبل كل شيء أن نحدد ما هو الحوار؟ وما هي مفردات هذا الحوار؟ وما هي اللغة التي يجب علينا أن نتخاطب فيها؟ فلا حد ينكر أننا كغربيين استفدنا بشكل كبير من الفنون العربية وتراثها ومن يطلع على أعمال الفنانين الغربيين يرى أنهم تأثروا بالفن الشرقي وبنوا عليه أعمالاً كثيرة ساهمت بدورها بتعزيز ثقافة الحوار. وأعربت جسيكا عن فخرها وتقديرها للمجتمع الإماراتي المتعدد الجنسيات لأنه يعبر عن الوجه الحقيقي والصحيح للعرب والمسلمين.، مؤكده أن الفن لغة عالمية وتتجسد أهميتها من خلال الجهود الإماراتية الحثيثة لتفعيل نشاطاتها ونقلها كمنظومة تفاعلية شيقة، وأن كانت مستحدثة على ثقاف المجتمع كما هي الحال مع الفنون الأوبرالية، ولقد كانت المفاجأة بالنسبة لها أن الحضور أثناء العرض قد فاق كل التوقعات، وأشادت بحرص القائمين على المؤسسات التعلمية في الدولة في نقل تلك التجربة إلى طلاب وطالبات المدارس من خلال حضورهم لتدريبات العروض، والورش المصاحبة على هامش العروض لمناقشة تفاصيل العمل الأدبي والمسرحي للأوبرا «لا بوهيم» والنابع من الرؤى الثقافية الإماراتية القادرة على إيصال رسالتا وخلق جسر من التواصل مع الآخرين، لمواجهة الواقع بلغة عصرية وملهمة السلام عنوانها والسعادة أملها في استشراف المستقبل.