تواصلت أنشطة وفعاليات «ملتقى الثريا» الطلابي لليوم الثالث بجزيرة السمالية، بتنظيم من نادي تراث الإمارات والذي يستمر لمدة أسبوعين، تحت رعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات، وتحتوي فعاليات الملتقى برامج تربوية صممت من أجل رفع الحس الوطني للطلبة، وحب الوطن والولاء والانتماء له، وزرع الثقة والاعتماد على النفس من خلال إبراز الماضي العريق لأهل الإمارات، وغرس حب عمل الخير أيضاً، إضافة إلى الأنشطة التي تنمّي لدى الطالب، المبادرة للتطوع والتعاون والتكافل، وذلك بهدف إعداد جيل قوي وقادر على المساهمة في بناء الوطن، مع المحافظة على سمات الشخصية الإماراتية المعروفة بأصالتها وعراقتها. جاءت نشاطات الملتقى هذا العام انطلاقاً من حرص النادي على إيصال رسالته النابعة من عادات وتقاليد المجتمع الإماراتي، للأجيال القادمة، من خلال التواصل الدائم مع المجتمع، وخاصةً الطلبة، وركزت هذه الفعاليات على المحاور الرئيسية، «لعام الخير»، يهدف ترسيخ المسئولية المجتمعية، وروح التطوع لدى الناشئة، إضافة ً إلى تأصيل خدمة الوطن في الأجيال الجديدة، كأحد أهم سمات الشخصية الإماراتية. وفي إطار الملتقى قام 200 طالب من مراكز أبوظبي والوثبة والسمحة والعين وسويحان التابعة لنادي تراث الإمارات، بالبرنامج اليومي في جزيرة السمالية والذي اشتمل على ركوب الهجن والفروسية والسباحة والمقناص والقوارب الرملية والطيران الإلكتروني، والمحامل التراثية والصيد وجولات بحرية إضافة إلى تعليم الطلاب رياضة المبارزة بالسيف «الشيش» وبرنامج صيد الأسماك بالشباك «برنامج الدفارة». ويعلم برنامج الدفارة «الصيد بالشباك» الطلاب كيفية صيد الأسماك باستخدام الغزل «الشبك»، ويشرف على تنفيذه المدرب التراثي محمد حثبور الرميثي ويساعده المدرب بدر الحسيني، وخلال هذا البرنامج يتعلم الطلاب كيف كان الأجداد يصيدون الأسماك بالطرق القديمة، وكيف يراعون حركة المد والجزر «الماية» أثناء الصيد، وماهي أفضل الأماكن وأفضل الأوقات للصيد، كأن يتعلم الطلبة طريقة رمي شباك الصيد وسحبها، وعملية استخراج السمك من شباك الصيد. وتقوم السفينة التراثية بجولات بحرية للطلاب حول جزيرة السمالية بتعريف الطلاب كيف كانت رحلات الغوص قديماً وكيف كان البحارة يحصلون على الأكل والشرب أثناء رحلة الغوص التي تمتد لفترة طويلة، ليتم تعريف الطلاب بمهنة البحّارة على ظهر المحمل والأدوار والواجبات التي عليهم، وتشمل الرحلة أيضاً، تعريف الطلبة بمعالم جزيرة السمالية من جهة البحر، ويساعد النوخذة حثبور أثناء الرحلة المشرف سعيد درويش الرميثي. من ضمن فعاليات الواجهة البحرية في جزيرة السمالية، يقدم النوخذة خليفة علي ميزة الرميثي شرحاً لطلاب الملتقى حول أجزاء المحمل التراثي والمواد المصنوع منها، وما هي أجزاء «كالبدن والدقل والشراع والدستور والصدر والتفر والسطاح والسكان» وتعد الشيش «المبارزة بالسيف» رياضة عربية تراثية قديمة تميز فيها العرب ولا زالوا، وتحولت بشكلها الحالي لتصبح رياضة أولمبية معتمدة، وقد كان لنادي تراث الإمارات السبق في تأسيس اتحاد الإمارات للمبارزة منذ العام 2005، ويحتضن النادي هذه الرياضة ليتعلم الطلاب إحدى الرياضات التي تنمي فيهم القوة والشجاعة والصبر والتركيز وسرعة رد الفعل والبديهة واللياقة البدنية والإيجابية، ويشرف على هذا البرنامج المربع محمد سعد. وقام فرع أبوظبي النسائي بمجموعة من الأنشطة التراثية التعليمية للطالبات اللاتي وصل عددهن إلى 40 طالبة، وشملت الأنشطة على رحلة ترفيهية وعدد من الورش التراثية مثل الأشغال التراثية «السدو والتلي» مسابقات رياضية ورشة القارئ الصغير ورشة الطبخ ورشة الورد المجفف ورشة التطريز وألعاب تنمية الذكاء، كما قدم فرع السمحة ل 35 طالبة عدداً من الأنشطة والفعاليات مثل ورش الأشغال اليدوية مثل التي والخوص، وورشة إعادة التدوير، وورشة ديكوباج. وزار وفد طلابي «الإريتري» من جامعة زايد، مكون من عشرين طالباً وطالبةً، جزيرة السمالية التابعة لنادي تراث الإمارات في أبوظبي، للاطّلاع على معالم الجزيرة المختلفة، والمحميات الطبيعية، والميادين التراثية فيها، وذلك بهدف تعريفهم بتراث الإمارات، والجهود المبذولة للمحافظة على المحميات الطبيعية، وقد مارس الوفد الزائر مجموعة من الرياضات التراثية مثل ركوب الهجن والفروسية ورياضة الصقور، ومنشط «ممشى القرم»، إضافة إلى جولة تعريفية في الجزيرة شملت على الواجهة البحرية والبيوت التراثية. وعبّر الطلاب الزائرين عن شكرهم لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس النادي، على زيارة إحدى المحميات الطبيعية والتراثية، وعلى كرم الضيافة وحسن الاستقبال.