رفعت هيئة مكافحة الفساد (نزاهة) يدها، عن مشاركة جهات حكومية، وبخاصة الأمنية، إضافة إلى شركات أهلية، تقوم بتكريم موظفيها «رافضي الرشوات»، كنوع من التحفيز والتقدير على أمانتهم، موضحة أن ذلك «من مهمات عملهم». على رغم أنها أبدت اهتماماً بالفكرة على وجه العموم. وشجعت الهيئة على رفض الأشخاص العاديين «الرشوة»، مطالبة بتكريمهم لـ «تعففهم عن الخيانة»، رافعة كفّها عن الإسهام في ذلك لأنه ليس من اختصاصها، باعتباره «مالاً خاصّاً». وأوضحت هيئة «نزاهة» أن «الرشوة مرتبطة بالموظف، أو يكون الموظف ركناً فيها»، معتبرة أن ما يُدفع للأشخاص العاديين، بغرض تسهيل خدمة معينة، أياً كانت «خيانة أمانة»، مستشهدة براعي الأغنام سوداني الجنسية، تناقلت مواقع التواصل الاجتماعية مقطعاً مصوراً له، وهو يرفض مبلغاً مالياً قدم كـ»رشوة»، مقابل تسليم رأس من الأغنام بأسعار مختلفة عن سعرها الفعلي. وأكدت الهيئة على رفض «الرشوة» بشكل عام، معتبرة ذلك «خدشاً للسلوك الإسلامي من الدرجة الأولى». واستبعد مصدر في هيئة مكافحة الفساد (نزاهة)، تبنيهم المشاركة في تكريم الموظفين ممن يرفضون تلقي «الرشى» أثناء أداء عملهم في الجهات الحكومية والخاصة، عازياً ذلك إلى أن «الموظف حينما يرفض رشوة من داخل جهة العمل، أو خارجها فهذا واجبه». وقال المصدر لـ«الحياة»: «يجب على الموظف أن يمتنع عن أخذ الرشوة، وهذا جزء من عمله»، موضحاً أنه «في حال تفكيره بأخذ رشوة؛ يجب أن يعاقب». وذكر أن مقطع الراعي السوداني، الذي رفض «الرشوة» من زبائنه، مقابل تسليمهم رأساً من الأغنام بأسعار مختلفة عن سعرها الفعلي «سلوك إسلامي بالدرجة الأولى»، موضحاً أن الهيئة تساعد على نشر هذه الثقافة بين أفراد المجتمع، مطالبة بتكريمه، وأن يصبح ذلك «ديدناً متعارفاً عليه». وأشار إلى أن هذا «تعفف عن الخيانة»، موضحاً أن «الرشوة ترتبط بالموظف العام، أو يكون الموظف ركناً فيها، أما ما يُدفع للأشخاص عادةً يعتبر «خيانة أمانة»، أو «إثماً». وقال المصدر: «ليس من اختصاصنا ما يقدم للأشخاص العاديين من رشى»، لأن «الهيئة تكافح الفساد المالي والإداري في الجهات الحكومية أو الشركات بمختلف مجالاتها، وأخذت على عاتقها متابعة الخدمات المقدمة من الجهات الحكومية للمواطنين والمقيمين في البلد، ومراجعة الأنظمة والإجراءات في الدوائر الحكومية، موضحاً أن «مقطع الراعي السوداني يعتبر مالاً خاصاً، وليس لنا علاقة فيه». وكانت جهات حكومية بما فيها قطاعات أمنية، وشركات أهلية بمختلف مجالاتها، قامت أخيراً بتكريم موظفين رفضوا تلقي رشى، معتبرة ذلك من الأهداف التي تسعى إلى نشرها، وإيصالها إلى أفراد المجتمع، وجعلها ديدناً في مجالات العمل. فيما انتشر مقطع فيديو يتضمّن راعي أغنام وهو يرفض مبلغاً مالياً من أحد زبائنه الذي أعطاه إياه كـ «رشوة» مقابل تسليمه رأساً من الأغنام بقيمة مختلفة عن قيمتها الفعلية، الأمر الذي لاقى انتشاراً واسعاً، وتلا ذلك مبادرات لتكريمه من شخصيات دينية ورجال أعمال. بدوره، أوضح مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام في الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة) محمد صديق عثمان، أن «الهيئة تستقبل الاقتراحات كافة، التي بدورها تساعد على بناء المجتمع، وتسهم في نشر الثقافات للفرد في عدم خيانة الأمانة»، واصفاً ما تقوم به الجهات الحكومية، وبخاصة القطاعات الأمنية، في تكريم أفرادها «رافضي الرشى» أثناء أداء مهمات عملهم بـ«الشيء الجميل». وقال عثمان لـ «الحياة»: «هذا يعتبر من الاقتراحات التي نسعد باستقبالها». وطالب عثمان، بأن يتم تسجيل مقترح إسهام هيئة مكافحة الفساد (نزاهة) في مشاركة تكريم الجهات الحكومية لموظفيها «رافضي الرشى»، وإرساله ليصل إلى الهيئة التي بدورها تقوم بعرضه على رئيس الهيئة، لتسجيله اقتراحاً لديها». وقال: «أرجو أن يتم بعث هذا الاقتراح، ليتم عرضه على الرئيس، وسيتم الرد بعد الاطلاع على وجهة نظره»، من دون أن يوضح إن كان ذلك ضمن أدوار الهيئة، وما إذا كانت الهيئة تسعى للقيام بتفعيل ذلك مستقبلاً، لافتاً أن ذلك «يجد كل تقدير لديهم». هيئة مكافحة الفسادجهات حكوميةالرشوة