قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الإثنين (27 مارس/ آذار 2017) إنه ملتزم بالعمل مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أجل إحراز تقدم في جهود السلام مع الفلسطينيين ومع العالم العربي بشكل عام. وأعلن نتنياهو ذلك التعهد في كلمة ألقاها أمام أكبر جماعة ضغط أمريكية موالية لإسرائيل في وقت تسعى فيه إدارة ترامب للاتفاق مع حكومة نتنياهو اليمينية على الحد من البناء الاستيطاني على أراض يريدها الفلسطينيون لإقامة دولة عليها في المستقبل في إطار مسعى أميركي لاستئناف مفاوضات السلام المتوقفة منذ فترة طويلة. لكن نتنياهو الذي تحدث عبر اتصال بالأقمار الصناعية من القدس تجنب أي ذكر للمباحثات الحساسة ولم يصل إلى حد تأكيد الالتزام بحل الدولتين للصراع الفلسطيني الإسرائيلي الدائر منذ عقود. وقال نتنياهو أمام المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (ايباك) "إسرائيل ملتزمة بالعمل مع الرئيس ترامب على إحراز تقدم في السلام مع الفلسطينيين ومع جميع جيراننا العرب". لكنه كرر طلبه بأن يعترف الفلسطينيون بإسرائيل كدولة يهودية وهو ما يرفضونه. وأشاد نتنياهو بترامب الذي أرسى حالة أكثر إيجابية في التعامل مع إسرائيل من سلفه الديمقراطي باراك أوباما الذي كثيرا ما تصادم مع الزعيم الإسرائيلي. وشكر نتنياهو الرئيس الجمهوري الجديد على طلب في الموازنة الأميركية في الفترة الأخيرة "يبقي على المساعدات العسكرية لإسرائيل كاملة". وأبدى ثقته كذلك في الشراكة الأميركية الإسرائيلية من اجل منع طهران من تطوير سلاح نووي في أعقاب الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع قوى عالمية وعلى "مواجهة عدوان إيران على المنطقة". وفي كلمة أمام أيباك لاحقا أمس الاثنين تعهدت نيكي هيلي سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة بأن إدارة ترامب ستراقب إيران "مثل الصقر" للتأكد من التزامها بالاتفاق النووي. ويعارض نتنياهو الاتفاق الذي منح طهران إعفاء من عقوبات في مقابل قيود على برنامجها النووي. وفيما يتعلق بمسألة المستوطنات اختتمت جولة من المحادثات الأميركية الإسرائيلية يوم الخميس الماضي دون التوصل إلى اتفاق. وقال أشخاص مقربون من المحادثات إن الخلافات مازالت قائمة بشأن المدى الذي يتعين أن تمتد إليه قيود البناء. ويواجه ائتلاف نتنياهو الحاكم انقسامات أثارت تكهنات بأن يسعى إلى إجراء انتخابات مبكرة. وكان العديد من الإسرائيليين قد توقعوا أن يعطي ترامب الضوء الأخضر لتوسعة المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة بعد تصريحات موالية لإسرائيل أدلى بها أثناء حملته الانتخابية. لكن ترامب، على غير المتوقع، حث نتنياهو الشهر الماضي على "الحد من البناء في المستوطنات بعض الشيء". وهناك شكوك في الولايات المتحدة والشرق الأوسط بشأن فرص استئناف الجهود الدبلوماسية الإسرائيلية الفلسطينية. وتوقفت محادثات السلام منذ عام 2014. وتعتبر أغلب الدول المستوطنات الإسرائيلية التي بنيت على أراض احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 غير قانونية. وتعارض إسرائيل ذلك مشيرة إلى حقوق تاريخية وسياسية في الأرض فضلا عن اعتبارات أمنية. وأظهر ترامب موقفا متناقضا بشأن حل الدولتين الذي ظل حجر الزاوية في السياسة الأميركية على مدى نحو 20 عاما لكنه في الفترة الأخيرة دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس للزيارة.