×
محافظة الرياض

تاج راسي كبير السن تواصل فعالياتها

صورة الخبر

الأخبار التي تأتي من الصومال غير سارة، حيث تعيش هذه الأيام أزمة غذائية ومائية خانقة تسببت فيها موجة الجفاف التي تضرب غالبية المناطق، حيث يواجه نحو 60 ألف طفل الموت، و4.7 مليون شخص، أي نحو 40 في المئة من السكان، بحاجة إلى المساعدات الإنسانية.ولكن يبقى السؤال المهم، ماذا عن بقية البلدان مثل اليمن والسودان وسورية والعراق وليبيا، هل هي أحسن حالاً من الصومال؟ بالطبع لا، فوضع اليمن أصبح أسوأ من الصومال، والتقارير الدولية تؤكد أن أكثر من مليوني طفل يعانون سوء التغذية، ومن الصعب الوصول إليهم بسبب وعورة الطرق والأوضاع.أما سورية فتستحق أن نطلق عليها «الجرح النازف»، والآن أصبحت الرقم الأول في العالم بعدد اللاجئين. وذكر تقرير مركز أبحاث الهجرة والحدود التابع للشرطة التركية، أن عدد اللاجئين السوريين الخاضعين لقانون الحماية الموقتة بلغ نحو ملايين. وفِي كل يوم هناك أخبار تتواتر عن الحرب و«قوارب الموت» التي تبحر في عرض البحر بحثاً عن الأمان في أوروبا، أو على الأقل ضمان إيجاد توابيت خاصة لهم وأماكن تصلح لكي يدفنوا موتاهم.ما الذي يحدث في العالم العربي بالضبط؟ هل نحن جزء من هذا العالم المتحضر، أم أننا أصبحنا عالة على المجتمعات المتحضرة المتقدمة لدرجة أن الذين يهاجرون إلى أوروبا لا يستطيعون الاندماج في مجتمعاتها التي توفر لهم كل شيء تقريباً؟ لماذا نبحث دائماً في كتب التاريخ القديمة صفراء اللون، عن ذريعة حتى نبرر المجازر بحق الأبرياء العزل، ونتفاخر بالدم والقتل وتوابيت الحياة؟بالأمس، انتشلت السلطات الليبية العديد من الجثث مجهولة الهوية والجنسية، لأشخاص كانوا في طريقهم سراً إلى أوروبا... ويمر هذا الخبر مرور الكرام. المهم أنهم ماتوا بسلام ووضعوا في «توابيت الحياة»، فيما كانوا يحلمون بالوصول إلى دول تعترف بحقوقهم وآدميتهم.لكن ورغم مناجم الوحل والفشل، هل هناك سبيل للخروج من هذه الأزمة؟ نعم، وهو العيش والانتماء إلى العصر الذي نعيش فيه، ومحاسبة المفسدين، واحترام إرادات المواطنين في الدول العربية، ومنع المتطرفين من مصادرة الاسلام.إن التيارات المتطرفة لا تخرج إلا في الفراغات التي تسببها فشل الدول، وتيار متطرف مثل «داعش» خير مثال على ذلك، وهو نتاج سنوات طويلة من الظلام. والأسباب التي أدت إلى إبحار الشباب إلى اوروبا، هي نفسها التي أوجدت تيارات متطرفة مثل «داعش». وإذا كنّا جادين في إيجاد حلول للشباب والقضاء على التطرّف، فتجب محاربة البطالة والجهل وسوء التعليم والقتل على الهوية... ومن دون حل لهذه القضايا لن نستطيع أن نقضي على التطرّف و«توابيت الحياة».akandary@gmail.com