×
محافظة المنطقة الشرقية

اجتماعي/ هيئة الهلال الأحمر تقيم ندوة عن القانون الدولي الإنساني لأكثر من 8 جهات حكومية

صورة الخبر

حذر أطباء ومختصون في مجال التغذية من تناول مشروبات الطاقة بين قطاع كبير من أفراد المجتمع، خاصة الطلاب ممَّن يظنون أنَّها تمنحهم مزيداً من القدرة الذهنية والجسدية، دون النظر إلى الأضرار والمضاعفات المترتبة عليها، التي تصل إلى الإصابة بالسمنة وأمراض القلب والضعف الجنسي والإجهاض. وأكدوا على أنَّ انتشار تناول مشروبات الطاقة بين الطلاب يُعدُّ ظاهرة تستدعي التدخل بقوة، لمواجهتها؛ حفاظاً على صحة أجيال المستقبل، موضحين أن هذه المشروبات تحتوي على كثير من المواد التي تؤثر على الصحة الذهنية والجسدية على المدى البعيد. وأشاروا إلى أنَّ خطورة مشروبات الطاقة تتمثل في احتوائها على مواد كيميائية تقلل فاعلية الجهاز العصبي وترفع الضغط وتزيد ضربات القلب، كما أنَّها تؤثر على الكليتين والكبد، وقد يصل الأمر إلى حد إدمانها، وحدوث اضطرابات نفسية، لافتين إلى أنَّه تبيّن أنَّ هذه المشروبات عبارة عن مواد صناعية تسبّب خللاً في تفاعلات الجسم الداخلية، ينتج عنه خلل في وظائف الأعضاء، وهنا يبدأ الجسم في عدم التكيّف مع المواد الطبيعية التي يُفرزها، والمسؤولة عن توازنه، كما أنَّه يصبح في حاجة دائمة إلى بديل خارجي صناعي، ليصل إلى حد الإدمان أحياناً. وأوضحوا أنَّه على العكس من الشائع عن هذه المشروبات من أنَّها تحسن المزاج العام، إلاَّ أنها تسبّب الاكتئاب؛ وذلك لأنَّ الذي يتناولها بشكل مستمر يجد نفسه دائماً في حاجة إلى تناولها لتحسين المزاج، وبالتالي فإنَّ عدم تناولها يُصيب الفرد بالتوتر والعصبية لحين تناولها، حيث يجد الإنسان نفسه يستيقظ في الصباح مكتئباً ومتعكر المزاج لحين تناول الجرعة التي اعتاد عليها، وهو ما يُعد نوعاً من الإدمان. أكد د.فهد الخضيري –أستاذ، وعالم أبحاث في تخصص المسرطنات- على أنَّ تناول مشروبات الطاقة يزيد من تسارع نبضات القلب، واحتمالية الإصابة بالجلطات والسكتة القلبية، ويؤثر ذلك سلباً على الجهاز العصبي والدورة الدموية، مع احتمالية الإصابة بمرض السكري والسمنة لدى متناوليها، متعجباً من نشؤ هذه الظاهرة بين المراهقين. وقال: "إنَّ تناول مشروبات الطاقة أصبح ظاهرة منتشرة بين المراهقين والشباب، بغرض تحفيز الأداء الذهني أو البدني للطلاب لممارسة الرياضات والتمرينات الرياضية العنيفة، حيث تحتوي هذه المشروبات على كميات كبيرة من الكافيين والسكريات والأحماض الأمينية". غير مفيدة على الإطلاق وأوضح د.الخضيري أنَّ تناول علبة واحدة من مشروبات الطاقة يعادل تناول (10) أكواب من القهوة العادية التي يتناولها الجميع، مبيناً أنَّ هذه الكمية الكبيرة من الكافيين التي يتناولها الفرد مرة واحدة تؤثر بشكل كبير على الصحة الجسدية والذهنية لمن يتناولها؛ لأنَّ مثل هذه الكميات الكبيرة من الكافيين غير مفيدة على الإطلاق لأيّ جسم. ولفت إلى أنَّ هذه المشروبات تحتوي على نسبة كبيرة من الكافيين الذي يؤثر بدوره على الجهاز العصبي للشخص الذي يتناولها، مشيراً إلى أنَّ بعض الطلاب يعتقدون خطأً أنَّ هذه المشروبات تزيد التركيز والتحصيل، بيد أنَّ العكس هو الصحيح، إذ أنَّها تكون منبّهة على المدى القصير، ومع مرور الوقت ينتهي تأثيرها ومفعولها في الجسم، وقد يصاب الذي يتناولها بالخمول والكسل. معدلات عالية وأشارت د.تهاني الحربي إلى أنَّ ما تسمى بمشروبات الطاقة نوع من المنتجات التي تروج لها الشركات المنتجة كمنتج يزيد من النشاط البدني والتركيز الذهني والأداء الرياضي، واستهدفت بذلك المراهقين والشباب والرياضيين، مضيفة أنَّ الأمر لم يقتصر على الفئات العمرية الكبيرة، بل إنَّ ترويجها وانتشارها قد طال الأطفال أيضاً، لافتة إلى أنَّ الدراسات بينت أنَّ (70%) من مستهلكي مشروبات الطاقة تتراوح أعمارهم ما بين (13) الى (35) عاماً. وأضافت أنَّ الدراسات بينت أيضاً أنَّ (50%) من الطلاب يتناولونها بصورة منتظمة، ومع زيادة استهلاكها خلال الأعوام القليلة الماضية كان السؤال الذين يدور في أذهان الباحثين والمهتمين بالتغذية والصحة هو حول مدى أمان هذه المشروبات، وما الفائدة منها، وهل لها أضرار على صحة الإنسان؟، موضحة أنَّها تتكون من كميات كبيرة من الكافيين والتاورين والجنسنج والفيتامينات وبعض الأعشاب والسكر أو المُحليات الصناعية. وبينت أنَّ تلك المكونات السابقة يستطيع استهلاكها الشاب السليم بكميات محدودة وموزونة، لكن المعدلات العالية التي تحتوي عليها هذه المشروبات مع استهلاكها من مصادر غذائية أخرى تزيد من المخاطر، كاضطرابات النوم والإرهاق والقلق والصداع المزمن وارتفاع ضغط الدم وخفقان القلب وفقدان الشهية والدوار والسمنة والإجهاض، كما أنَّها تزيد من السلوكيات العدوانية لدى الشباب وتصيبهم بهشاشة العظام. خطة وطنية ولفتت د.تهاني الحربي إلى أنَّ مخاطر استهلاك هذه المشروبات قد تصل إلى الجلطات الدماغية وتلف الكبد والفشل الكلوي والإصابة بداء السكري من النوع الثاني، حيث أنَّ كميات السكر الكبيرة ترفع من معدلات السكر بالدم وتقلل من استجابة الأنسجة لهرمون "الأنسولين" مع الوقت، كما أنَّ بعض المكونات التي تحتوي عليها هذه المشروبات، كالجنسنج، تتعارض مع مسيلات الدم (warferin)، والسترويد، وبعض أدوية القلب (digoxin). وأوضحت أنَّ كل المخاطر السابقة تتعلق بالشخص السليم، فما بالك بالأطفال أو الاشخاص المصابين ببعض الأمراض، كفرط الحركة وتشتت الانتباه وارتفاع ضغط الدم أو السكري أو أمراض القلب؟، مضيفةً أنَّ زيادة أسعار هذه المشروبات للحد من استهلاكها غير كافٍ والمستهلك لا يعي الأضرار الناتجة عن المنتج، وبالتالي فإنَّ على الجهات المعنية وضع خطة وطنية مناسبة للحد من استهلاك هذه المشروبات. ورأت أن تبدأ الخطة بالتوعية وإيضاح السلبيات وإقناع المستهلكين بالإضرار الجسدية والعواقب النفسية التي تسببها تلك المشروبات، وذلك تحت عنوان (وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ)، مع وضع البدائل الأفضل بين أيديهم، للشعور بالطاقة وزيادة التركيز، كاعتماد غذاء صحي غني بالفواكه والخضار، والمواد الغذائية منخفضة الملح والسكر، وشرب الماء، وكذلك النوم الكافي، إلى جانب ممارسة الرياضة، إضافةً إلى استهلاك الكافيين بالكمية الموصى بها وهي (250 مج)، مع الالتزام بنصائح الطبي. أضرار صحية وأكدت أميرة محمد -أخصائية تغذية- على أنَّ العديد من الأبحاث العلمية والدراسات أثبتت الضرر الصحي الذي تسببه مشروبات الطاقة للجسم، التي قد تكون قاتلة عند الإدمان عليها والاستهلاك اليومي المفرط لها، مضيفةً أنَّ أول وأكبر ضرر قد تحدثه مشروبات الطاقة هو زيادة معدل نبضات القلب وعدم انتظامها، وذلك يرجع إلى محتواها العالي جداً من الكافيين وأنواع اخرى من المنبهات، التي قد تكون الكمية المهولة منها هي السبب الرئيس لمعظم الأضرار الصحية، إلى جانب السكر والمُحليات الصناعية. ولفتت إلى أنَّه ارتبط استهلاك مشروبات الطاقة بخطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة، ومنها: أمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، وتليف الكبد، والفشل الكلوي، وكذلك هشاشة العظام، إلى جانب السكري من النوع الثاني والسمنة، إضافة إلى تسببها بخلل في هرمونات الجهاز الهضمي وزيادة إفراز حمض المعدة، الذي ينتج عنه تقرحات والتهابات في جدار المعدة والمريء، مشيرة إلى أنَّه لا يخفى على البعض أنَّ المنبهات مُدرةً للبول، ممَّا قد يؤدي في بعض الحالات إلى جفاف شديد، خاصةً لمن يبذلون جهداً بدنياً عالياً. تأثيرات سلبية ونفت أميرة محمد أن يكون لمشروبات الطاقة دور في تحسين المزاج، وقالت: "مشروبات الطاقة بجميع مكوناتها لا تُحسِّن المزاج، بل على العكس تماماً فهي لها تأثيرات سلبية على الجهاز العصبي، تؤدي إلى زيادة التوتر والعصبية والقلق والأرق، وكذلك عدم القدرة على النوم، إلى جانب فقدان القدرة على التركيز، وجميع هذه التأثيرات ترجع إلى الكمية المرتفعة جداً من الكافيين والمنبهات في مشروبات الطاقة". وأضافت: "بالمقارنة مع كمية الكافيين في القهوة والشاي والشوكولاته، فهي قليلة جداً، والأهم هو أنَّ الفرد يتناول الكمية المسموح بها من الكافيين، وهنا نستطيع القول إنَّ الكافيين يحسن المزاج بالكمية المسموحة فقط دون إفراط أو تفريط"، موضحةً أنَّ نسبة السكر العالية في مشروبات الطاقة تقلل من مستوى هرمون "التستوستيرون"، وهذا يؤدي إلى الضعف الجنسي، كما أنَّ هناك دراسة بريطانية أثبتت أنَّ مشروبات الطاقة تؤثر على قدرة الرجل في الإنجاب، وتسبب الإجهاض ووفاة الجنين في بطن الأم الحامل، بسبب محتواها العالي من الكافيين. إعلانات وهمية وخاطئة أوضحت فيفيان وهبي - أخصائية تغذية - أنَّ الدراسات أثبتت العديد من سلبيات تناول مشروبات الطاقة على صحة الإنسان، ومن ذلك: ارتفاع ضغط الدم، وزيادة دقات القلب، والتوتر، والقلق، والسكتات القلبية، إذ إنَّ نسبة «الكافيين» العالية في العبوة الواحدة، التي تصل إلى (٥٠) مل، وهي نسبة تعادل كوبين من قهوة «الإسبريسو» قد تؤدي إلى اضطرابات نفسية عند الإفراط في استهلاكها، كما أنَّ نسبة الكافيين العالية قد تؤدي إلى الذبحات القلبية، وقد تسبب الموت المفاجئ. وقالت: «إنَّ كثرة الإعلانات عن مشروبات الطاقة تُعدُّ وهمية وخاطئة، فهي تؤدي لزيادة الوزن، كما تحتوي على أملاح عالية قد تؤدي لاضطرابات في القلب، كما أنَّ نسبة «الكافيين» العالية قد تؤثر على الكبد وتسبب ارتفاع حموضة المعدة، وآثاراً جانبية على الكلى، وزيادة نسبة السكر في الدم، إضافةً إلى ضرر الملونات والمنكهات الصناعية على صحة الإنسان». منبهات طبيعية وبينت أنَّ «الكافيين» مُدر للبول؛ ممَّا ينتج عنه خسارة مياه الجسم وجفافه؛ مُضيفةً أنَّ مشروبات الطاقة تعمل كالمخدرات في الجسم، كما أنَّها تتسبب في تحفيز الجهاز العصبي؛ ممَّا قد يؤدي للإدمان، موضحةً أنَّ مشروبات الطاقة ليست مصدراً للطاقة، كما تروج له بعض وسائل الإعلام، بل إنَّها من المواد المنبهة؛ لاحتوائها على السكر و»الكافيين» بنسبة عالية، لافتةً إلى أنَّ معظم الشركات لا تلتزم بالقوانين ووضع التحذيرات والمخاطر على عبوة هذه المشروبات. ودعت لعدم المبالغة في استخدام مشروبات الطاقة وتجنبها،؛ خشية الإدمان عليها، وموضحةً أنَّه لكي يتم التخلص من إدمانها، فإنَّه يُنصح بتقليل عدد العبوات يومياً واستبدالها بالمنبهات الطبيعية غير الضارة، مؤكدةً على أنَّ المراهقين هم الأكثر عرضة لتناولها ولأخطارها والأمراض المتعلقة بشربها والمشكلات السلوكية والأخلاقية. وأشارت إلى أنَّ نسبة «الكافيين» المرتفعة قد تؤثر على نوعية وكمية الحيوانات المنوية، مما قد يسبب الإصابة بالعقم، ناصحةً من يعانون من مشكلات في الإنجاب إلى الحد من تناول مشروبات الطاقة، إلى جانب الإقلال من تناول «الكافيين» الموجود في المشروبات الغازية والقهوة والشاي و»الشوكولاتة»، وأضافت: «مشروب الطاقة رصاصة على شكل علبة، فالخوف من شربها مبرر؛ وذلك لاحتوائها على نسبة (كافيين) تفوق المذكورة على العلب، ويعود ذلك لاحتوائها على مادة (الجوارانا)، التي تتكون من نسبة مركزه من (الكافيين)، ولأنَّ هذه المشروبات لا يتم الإشراف عليها جيداً من قبل الجهات المعنية؛ لأنَّها تباع على أنَّها مشروبات غذائية على عكس (الصودا)، ويُفضّل عدم استهلاك أكثر من (٤٠٠) مغ من (الكافيين) يومياً». علاقتها بإدمان المخدرات أكد د.صالح الراجحي -استشاري أمراض سمنة، وطب أسرة- على أنَّ مشروبات الطاقة تحتوي على كميات عالية من «الكافيين»، والسكر، ومواد أخرى، لها تأثير سلبي على القلب والدورة الدموية، وتشمل جلطات القلب، وزيادة أو اضطراب نبضات القلب، ورفع ضغط الدم، وإحداث خلل في توازن أملاح الجسم. وأشار إلى أنَّ هذه المشروبات لها تأثير على النساء، إذ أنَّها يمكن أن تسبب الإجهاض للمرأة الحامل، مُضيفاً أنَّ الإفراط في شربها يؤدي إلى الإدمان على مواد أخرى، كالخمر والمخدرات، موضحاً أنَّ خطرها بالنسبة لطلاب المدارس والجامعات عالٍ جداً، حيث وُجد أنَّ مشروبات الطاقة تسبب ضعفاً في التركيز والقدرة على اتخاذ القرار، خاصةً إذا زادت الكمية المستهلكة، في ظل كثرة استخدامها بين الطلاب في الاختبارات أو أثناء المذاكرة. وأوضح أن تناول مشروبات الطاقة يمتد إلى الرجال المتزوجين، لافتاً إلى أنَّها تؤدي إلى الوهن والضعف للرجال، كما أنَّها تسبب الضعف الجنسي، والعديد من المشكلات الصحية الأخرى، مؤكداً على أنَّ الأمر يكون أسوأ في حال تناولها الأطفال، وذلك لصغر حجم الجسم مقارنة بالأولاد الراشدين أو البالغين، الذي يجب عليهم عدم أخذ مواد أخرى معها تحتوي على مادة «الكافيين، داعياً لتجنُّب جميع مشروبات الطاقة عموماً، وإن كان ولابد من تناولها، فيحب أن يكون تناولها بتقنين، على أن يوضع عليها تحذيرات من قبل الجهات الرقابية تشير إلى تأثيراتها السلبية العديدة. د. فهد الخضيري فيفيان وهبي د. صالح الراجحي