خريجون يعملون في وظائف مغايرة لتخصصاتهمدراسة احتياجات السوق قبل طرح التخصصات الجامعيةطلاب تخصص سياسة وتخطيط وتنمية.. بلا عملتوعية الطلاب باحتياجات سوق العمل قبل دخول الجامعةدور بارز لتوجيهات أولياء الأمور والأصدقاء في اختيار التخصص كتبت - هبة البيه: أثار عدد من الطلاب قضية عدم مطابقة بعض التخصصات الجامعية لسوق العمل، الأمر الذي يترتب عليه قبول الكثير من الخريجين العمل بمجالات بعيدة عن تخصصهم الجامعي بسبب عدم إيجاد وظائف تناسب دراستهم. وطالب هؤلاء في تصريحات لـ الراية بضرورة قيام المؤسسات التعليمية بدراسة احتياجات الدولة وسوق العمل قبل طرح البرامج والتخصصات الجامعية، لافتين إلى أن هناك تخصصات غير معترف بها لدى جهات العمل المختلفة وعدم وجود بند وظائف لها، كما هو الحال في تخصص السياسات والتخطيط والتنمية التابع لكلية الآداب والعلوم بجامعة قطر، حيث شن طلاب القسم مؤخراً حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، للتعريف بالتخصص، نظراً لمواجهتهم صعوبة في معرفة جهات العمل بالتخصص الجديد الذي تم استحداثه ودشنوا وسم "تخصص _سياسات _يخدم _رؤية_2030" مطالبين بضرورة اعتماد التخصص لدى مختلف الجهات واعتماده في الوظائف. حمدة آل خميس: خريجو بعض التخصصات بلا عمل قالت الطالبة حمدة آل خميس إن هناك تخصصات بالفعل لا تتطابق مع سوق العمل ولا يجد خريجوها وظائف تتناسب مع تخصصاتهم، مشيرة إلى أن هناك صعوبة لدى جهات العمل في فهم بعض التخصصات، مطالبة بضرورة أن يتم عمل دراسة حول احتياجات المجتمع بشكل عام في القطاعات المختلفة قبل طرح التخصصات وتحديد وقت فتح التخصصات أو إغلاق القبول في تخصص معين نتيجة الاكتفاء. وتابعت: لا بد أن توضح الدراسات احتياجات الدولة ومتطلبات سوق العمل سواء كانت في مجالات الطب أو في المجال الاجتماعي من إخصائيات أو مرشدات اجتماعيات أو مدرسات في العلوم الشرعية وغيرها من المهن، وعلى أساسها يتم وضع الخطط الجامعية التي يتم من خلالها طرح التخصصات، موضحة أنه في حالة عدم تطبيق هذه الدراسات سيؤدي لحرمان الخريجين من الوظائف، خاصة أن التخصصات التي تحقق اكتفاءً لدى جهات العمل يضطر خريجوها للعمل في وظائف أخرى مختلفة عن تخصصاتهم. وتابعت: إن هناك العديد من الشكاوى نرصدها على حساب طلبة جامعة قطر من طلاب تخصص سياسة وتخطيط وتنمية وهو يعتبر تخصصاً جديداً، فعندما يتقدم طلاب التخصص للحصول على رعاة أو تدريب لدى جهات العمل تكون الإجابة أن الجهات لأول مرة تسمع عن هذا التخصص. لافتة إلى أن هذا الأمر أصاب طلاب التخصص بالإحباط على الرغم من حبهم للتخصص وتفاؤلهم به وأهميته إلا أن هذا يعتبر إهداراً لطاقات الطلاب وسوء تخطيط لأنهم في النهاية لن يجدوا وظائف تتناسب مع هذا التخصص لدى مختلف الجهات، ويشعر الطلاب بأنهم لم يحصلوا على حقهم في الحصول على وظائف. وتابعت: تقدمت بعض الطالبات لدى عدة جهات مشاركة بالمعرض المهني الأخير وكان الرد عليهم بالاستغراب من هذا التخصص وعدم معرفته، والخوف من أن يكون هذا التخصص بدون إنتاج واستفادة منه رغم أهميته الكبرى وتوافقه مع الرؤى الجديدة للدولة، لافتة إلى أن التخصص الفرعي يعطي للطالب خبرة محدودة في مجال آخر يحتاجه، ولكن في حالة تطبيق الخطة التي تم الإعلان عنها بخصوص أن يتخرج الطالب بشهادتين لتخصصين مختلفين يعطيانه الفرص في التوظيف في مجالات مختلفة ويكون ملماً بكل ما يخص التخصصات التي درسها في المجالات التي يختارها ومن الممكن أن يساهم هذا الأمر في تقليل هذه المشكلة. طارق عبيد: الاهتمام منصب على الاعتماد الأكاديمي قال الطالب طارق عبيد إنه على الرغم من الاعتراضات والشكاوى بضرورة ربط تخصصات الجامعة بسوق العمل إلا أن المؤسسات التعليمية ما زالت تسير على نفس الاتجاه واهتمامهم الكامل منصب على الاعتمادات الأكاديمية. وتابع: المشكلة أن المؤسسات التعليمية تلقي باللوم على الخريجين لعدم إيجاد وظائف لهم وتطالبهم بضرورة الاجتهاد وتنمية مهاراتهم الشخصية، موضحاً أن مطالبات الطلاب لا تجد آذاناً صاغية من الجهات المعنية خاصة أن هناك العديد من الطلاب يفكرون في العمل بمشروعات خاصة خارج إطار تخصصاتهم لعدم إيجاد فرص عمل لهم. هبة الرئيسي: تخصصى تسويق وأجد صعوبة في الحصول على وظيفة قالت الطالبة هبة الرئيسي إن غالبية تخصصات الخريجين من مختلف الجامعات لا تتناسب مع سوق العمل واحتياجاته، كما أن هناك تخصصات يقبل عليها الطلاب ويفضلون الدراسة فيها ولكنهم يفاجؤون بأن تخصصاتهم غير مطلوبة في سوق العمل. وتابعت: تخصصي في مجال التسويق على الرغم من أنه مطلوب في كل الشركات إلا أنني أجد صعوبة في إيجاد وظيفة، موضحة أن غالبية الخريجين يضطرون للعمل في وظائف أخرى مختلفة عن تخصصاتهم نظراً لحاجتهم للعمل، بدلاً من التوظيف في مجال تخصصه الذي درسه وبذل مجهوداً كبيراً حتى تخرج منه. وطالبت بضرورة تنمية ورفع وعي الطلاب بالتعرف على احتياجات سوق العمل قبل الدخول في تخصصاتهم الجامعية، لافتة إلى أن هناك بعض المؤسسات الجامعية التي تسمح بانتساب الطلاب لها ويفاجأ الطلاب بعد التخرج أن شهاداتهم غير معترف بها لدى جهات العمل وهو ما يتسبب في إحباطهم لأنهم لم يجدوا الوظيفة التي تقبلهم، وهو أمر لا بد أن يتم وضعه في الاعتبار لدى الجهات المعنية. د.رجب الإسماعيل: مراجعة التخصصات بصورة دورية الجامعة عالجت القصور بالتخصصات الفرعية قال د.رجب الإسماعيل، مدير مركز التعليم المستمر، إنه عندما لا تتناسب التخصصات المطروحة في الجامعات مع سوق العمل فهذا معناه التسبب في البطالة وأنه يتم تخريج فئات لا تجد لها فرصاً في التوظيف. وأكد أن أهم المعايير التي تقوم عليها جامعة قطر هو توفير التخصصات التي تتطابق مع سوق العمل وأن يكون لدى الخريجين المهارات اللازمة لسوق العمل بحيث يحصل الخريج على الفرص المناسبة. وتابع: لعبت جامعة قطر مؤخراً دوراً في إعادة طرح تخصصات جديدة على مستوى برامج الدراسات العليا والبكالوريوس وبرمجتها لتتناسب مع سوق العمل، كما تم تحديث البرامج وإنشاء كليات جديدة مثل إنشاء كلية الطب وذلك نظراً لحاجة المجتمع للكادر الطبي الوطني في هذا المجال. وعن التخصصات الأكثر طلباً من الطلاب مثل التخصصات المالية والمحاسبية قال إنها هامة جداً نظراً لأن الدولة تشهد تطوراً كبيراً في الأنشطة الاقتصادية والتجارية والقطاع الاقتصادي وريادة الأعمال وهو ما يثبت أن الجامعة تتنبأ وتبحث عن الفرص الحقيقية في سوق العمل، مؤكداً ضرورة العمل على مراجعة التخصصات بصورة دورية، وذلك للعمل على رفد سوق العمل بالتخصصات المطلوبة. وتابع إن الجامعة حاولت معالجة القصور في بعض التخصصات عن طريق فتح المجال أمام الطلاب لدراسة تخصصات فرعية بجانب تخصصهم الرئيسي، وذلك لأن العالم يتطور والدولة بحاجة لأن يكون الخريج ملماً بكثير من التخصصات ومنفتحاً على آفاق أكبر. وأضاف: حالياً معظم التخصصات المطروحة في جامعة قطر تواكب سوق العمل بشكل كبير، وأكبر دليل على ذلك الطلب الكبير على خريجي جامعة قطر في كل التخصصات. علا عابدين مديرة التطوير المهني في مركز بداية: الدولة بحاجة لتخصصات الطب والهندسة قالت علا عابدين، مديرة التطوير المهني في مركز بداية، نعمل على مساعدة الطلاب في كيفية اختيار التخصص المهني المناسب لقدراتهم وإمكانياتهم، وقمنا بتنفيذ تجربة جلسات استشارية مع الطلاب لمعرفة نقاط القوة والضعف لديهم وربط مهاراتهم بالمجالات المطروحة. وتابعت: كما نساعد الطلاب في كيفية اتخاذ قرار مهني صحيح وندربهم على بعض المهارات المهنية التي تتناسب معهم، وكذلك يتم تدريبهم على كيفية عمل سيرة ذاتية، لافتة إلى أن الدولة بحاجة لتغطية كافة المجالات من الطلاب الجدد سواء في الإعلام أو القانون والشريعة وغيرها، ولكن أكثر التخصصات التي تحتاجها الدولة هي تخصص الطب والهندسة خاصة أن الدولة تشهد نمواً متسارعاً. وأوضحت: أنه اتضح من خلال دراسات نعمل على تنفيذها حالياً أنه بدراسة العوامل التي تؤثر في اتخاذ القرار المهني وجدنا أن غالبية الطلاب يختارون تخصصات بعيدة عن تخصص الهندسة باعتباره أكثر التخصصات التي تحتاج لها حالياً الدولة. وتابعت: إن أكثر الأشياء التي تؤثر على قرار الطلاب لاختيار التخصصات وتجعلهم يتكدسون في تخصصات معينة هو توجيهات أولياء أمورهم وضغطهم على الأبناء، وثاني شيء التأثر بالأصدقاء ورغبتهم في دخول تخصص مع زملائهم بغض النظر عن مدى تماشي هذا المجال مع مهاراتهم ورغباتهم، ويأتي بعد ذلك الوضع المادي الذي يؤثر أحياناً على قرارات اختيار التخصصات. وأشارت: أحياناً كذلك يكتشف الطلاب بعد دخولهم تخصصاً معيناً أنهم غير قادرين على الاستمرار أو أن قدراتهم لا تتماشي مع التخصص الذي تم اختياره. في استطلاع على تويتر: 68 % ليست لديهم دراية بتخصص سياسات وتخطيط دشن طلاب قسم السياسات والتخطيط التابع لكلية الآداب والعلوم بجامعة قطر حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، للتعريف بالتخصص، نظراً لمواجهتهم صعوبة في معرفة جهات العمل بالتخصص الجديد الذي تم استحداثه بناءً على احتياجات الدولة ودشنوا وسم "تخصص _سياسات _يخدم _رؤية_2030". وفي استطلاع رأي أجراه حساب قسم السياسات والتخطيط حول معرفة محتوى التخصص وماذا يخدم وكان عدد المصوتين 250 صوتاً أجاب 32 % منهم بنعم وأجاب 68% بلا، أي أن العدد الأكبر لا يوجد لديه دراية بالتخصص وبما يخدم وهو ما يتطلب حملات تعريفية عن التخصص. وجاء بين مطالبات الطلاب عبر تويتر ضرورة توعية القطاع الحكومي والخاص بالتخصص والتوعية بدوره وأهميته. وأكدوا أن التخصص على الرغم من أنه قوي إلا أنه لم يأخذ حقه في التعريف به، مشدّدين على ضرورة إدراك المؤسسات والجهات المختلفة أهمية هذا التخصص ومدى تحقيقة لرؤية 2030 الوطنية، مطالبين بضرورة اعتماد تخصص سياسات التخطيط والتنمية لمختلف الجهات واعتماده في الوظائف المختلفة، خاصة أن الغالبية العظمى من شهادات السياسات في شهادات الماجستير والدكتوراه. وأشاروا إلى أنهم على أتم الاستعداد للنزول للميدان ولكن يواجهون عدم استعداد الجهات والمؤسسات لاستقبالهم، موضحين أن ما يواجهه طلبة هذا البرنامج هو قلة الطلب عليهم في مجال العمل ويرجع ذلك إلى عدم المعرفة عن محتوى هذا البرنامج.