* قدرُنا في هذا العصر الغريب العجيب أن نواجه هذا "الكمّ" من الداءات المفزعة!! كلما ارتاحت أعصابنا من قلق وباء أفزعنا ظهور وباء آخر!! فمن جنون البقر إلى أنفلونزا الطيور إلى حمى الخنازير إلى حمى الضنك والآن تصدمنا بفاجعتها "كورونا"!! "1" * وبعيدًا عن الأسباب والمسببات وما قد يستغله "البعض" من تأويلات ما أنزل الله بها من سلطان فإنّ المثير هو تعاملنا مع كل وباء!! فمنّا "المرجفون" الذين يُضخِّمون ويُهوّلون ويُطلقون الشائعات في أوساط مجتمع هو أصلاً مهووس بالشائعات!! فيزيدون.. ويختلقون.. ويروّجون حتى يُخيَّل إليك أن كل تراب الأرض مجرْثَمٌ وموبوء!! ومنّا "المغيّبون" هؤلاء يحاولون أن يدسّوا الملفات داخل الغرف المظلمة ويجتهدون في إقناعنا بأن "الحقيقة" هي مجرد "شائعة"!! (2) * وللحقيقة فإن الصّنفين "معًا" يخلقان مشكلة فضلا عن مخاوفنا!! فـ"التضخيم" يثير الإرجاف في الناس هل رأيتم كيف أصبح الناس مُكمّمون؟ وسمعت عن شباب يلبسون الكمامات وهم بعيدون هناك في أعالي جبال السروات!! وتسابقت العديد من الجهات - حتى التي في الأطراف - إلى اتخاذ تدابير احترازية!! ما سبب هذا؟؟!! هو طبل الشائعات ومزمار التهويل!! "3" * وفي المقابل فإن القفز فوق الحقائق يزيد من المخاوف!! فلا يمكن أن تكون هناك إصابات ووفيات ثم نقول: لا شيء!! وهنا تبدأ التكهّنات وتصبح الساحة مفتوحة لكل المزايدات على الحقيقة في ظلّ "غياب" أو "تغييب" المعلومة!! "4" * أتذكّر قبل سنتين تقريبا حين ظهرت حمى الضنك في مكة أحياء بأكملها كانت تضجّ بالحمى والمستشفيات كـ"النور" كانت مليئة بالمصابين ووصل الأمر إلى طلاب المدارس!! ومع كل ذلك كانت أمانة العاصمة المقدسة "تنفي" والصحة "تخفي".. والتعليم "يواري"!! لمصلحة مّن هذا؟!! لا تدري! ولكن قطعاً لشيء آخر غير المصلحة العامة!! "5" * اليوم.. ظهر وباء "كورونا" وتسابقنا.. بعضنا يُضخِّم وبعضنا يُنكر!! وفي كلا الحالين فإن ذلك لا يُحقِّق مصلحة!! " 6" * دعونا نعترف بأن هناك وباء اسمه "كورونا" فالاعتراف، الخطوة الأولى للحلول ثم نأخذ الأمور في سياقها الطبيعي. هناك.. حالات إصابات ووفاة والجهود متواصلة للمعالجة والمكافحة!! مثل ما يحدث في كل الدنيا!! "7" * استغرب إن كُنّا نُقلِّل من درجة الوباء حرصاً على سمعتنا ومكانتنا!! واستغرب أكثر أن نُعِدّ الوباء "شائعة" لمجرد ألا نخيف الناس!! الخوف الحقيقي.. هو المجهول الذي قد تجد نفسك داخله دون "حيطة" و "وعي" وهما أهم عنصرين في مواجهة أي وباء!! "8" * لابد أن تجعلنا وزارة الصحة شركاء في المعلومة والحقيقة فالأمر يتعلق بصحتنا "9" * رغم أن "كورونا" لازال وباء غامضًا لكن الدراسة التي ربطت الفيروس بالجِمال تجعلني استذكر حادثة "نفوق" الإبل قبل سنوات يومها أغلقنا الملف على متهم اسمه "النخالة"!! "10" * أعجبني الأمير مشعل بن عبدالله ليس لأنه تفقّد مستشفى الملك فهد حيث حالات الإصابة ولكن لأنه واجه الواقع بلا كمّامات تمامًا كما فعل أبوه وأبونا خادم الحرمين الشريفين في زيارته الشهيرة لجازان!! إنّ هذا الشّبل من ذاك الأسد!!. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (35) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain