اسطنبول/برلين – قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الأحد، إنّ "اجتماع قادة دول الاتحاد الأوروبي في الفاتيكان بمناسبة الذكرى السنوية الستين لتأسيس الاتحاد أظهر تحالفهم الصليبي". وعادة ما يستخدم قادة تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية وصف التحالف الصليبي في كل إشارة إلى تكتل غربي ضدهما. والسبت، اجتمع قادة دول الاتحاد الأوروبي في العاصمة الإيطالية روما والفاتيكان بمناسبة الذكرى 60 لتوقيع اتفاقية روما التي تأسس بموجبها الاتحاد. وجاءت تصريحات إردوغان في كلمة ألقاها خلال مشاركته في افتتاح عدد من المشاريع التنموية بمنطقة سنجق تبه في إسطنبول. وتساءل الرئيس التركي "لماذا اجتمعتم في الفاتيكان؟! ومنذ متى كان البابا عضوا في الاتحاد الأوروبي ؟!". ولفت إلى أن "الاتحاد الأوروبي يرفض عضوية تركيا لكونها دولة مسلمة". وانتقد مواقف الأوروبيين تجاه تركيا متهما إياهم بدعم الإرهابيين وتوفير الأسلحة للعناصر الإرهابية الناشطة في المنطقة. وقال "عليهم ألا ينسوا أنّ من يدخل الجحر مع الأفعى لن يسلم من لدغها، فالأسلحة التي يعطونها للإرهابيين سيأتي يوم وتُشهر في وجههم". وتابع "إنّ غضب الأوروبيين ليس لأننا انحرفنا عن الطريق الصحيح وإنما لأننا لم نعد نأتمر بأمرهم ولم نعد ننصاع لمطالبهم". وقال إردوغان في كلمة ألقاها في اسطنبول الأحد "أنتم تصفون رئيس الجمهورية التركية بالدكتاتور. عندما نصفهم بأنهم فاشيون فإنهم يغضبون. عندما نصفهم بأنهم نازيون يغضبون." وأضاف "أنتم فاشيون .. أنتم هكذا. اغضبوا كما شئتم بالأساليب النازية. إذا رسمتم الصلبان المعقوفة على جدران مساجدنا ولم تحاسبوا عنها أحدا فإنكم لا تستطيعون أن تنزعوا عنكم هذه الوصمة." وسيبدأ الناخبون الأتراك في ألمانيا في الإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء على التعديلات الدستورية الاثنين. وتطرق إردوغان خلال حديثه إلى الاستفتاء على التعديلات الدستورية في 16 أبريل/نيسان، مشيرا إلى أنّ الانتقال إلى النظام الرئاسي سيزيل العديد من العقبات التي كانت تعترض تقدم تركيا وتطورها في كافة المجالات. وأضاف أنه "مع النظام الجديد لن نشهد تشكيل الحكومات في غرف الفنادق وبتعليمات من مالكي وسائل الإعلام كما كان في السابق وكل شيء سيكون شفافا فالشعب هو الذي سيختار الحكومة ورئيس البلاد معا". وفي خضم الحرب الكلامية المتصاعدة بين أنقرة وبروكسل، قال وزير المالية الألماني المخضرم فولفغانغ شيوبله إن الرئيس التركي الذي اتهم المستشارة أنغيلا ميركل "بانتهاج أساليب نازية" ضد الأتراك في ألمانيا يعيد اندماج هؤلاء سنوات إلى الوراء. وتشعر برلين بغضب متزايد إزاء اتهام إردوغان لها بشكل متكرر بتطبيق "أساليب نازية" من خلال حظر التجمعات المؤيدة لإردوغان التي تهدف إلى حشد التأييد بين الأتراك في ألمانيا لاستفتاء سيعزز سلطات. وبدأ العمال الأتراك السفر إلى ألمانيا في الستينات من القرن الماضي ويوجد هناك حاليا نحو ثلاثة ملايين شخص من أصل تركي. ورغم أن بعضهم اندمجوا تماما إلا أن آخرين يعيشون في مجموعات عرقية مع اتصال محدود بالأغلبية من السكان. وقال شيوبله، وهو عضو مخضرم بالحزب الديمقراطي المسيحي الذي تتزعمه ميركل لصحيفة فيلت ام زونتاغ الألمانية الأسبوعية "الأسلوب الخطابي لإردوغان صدمني." وأضاف أن ذلك "سيدمر عمدا في فترة وجيزة الاندماج الذي زاد على مدى سنوات في ألمانيا." وأعلن منظمون الثلاثاء الماضي أن المسؤولين الأتراك لن يعقدوا تجمعات انتخابية أخرى في ألمانيا قبل الاستفتاء المزمع في 16 ابريل/نيسان في تركيا بعد أن قال حليف لميركل إنهم غير مرحب بهم.