تحت راية مهمة الدعم الحازم التابعة للحلف الأطلسي تسابق القوات الإيطالية في معسكر ارينا دخول فصل الربيع لتمنح القوات الأفغانية حظوظا أوفر في القتال.العرب [نُشر في 2017/03/26]الثقة بالنفس هي المفتاح كابول- مدربون ايطاليون في غرب افغانستان يرددون مثل عبارات "الهدف خلف منحدر"، "الخطوط الأمامية مكشوفة"، "ازحفوا!"، "أطلقوا النار!"، مستغلين الشتاء الهادئ نسبيا لتعزيز قدرات القوات الافغانية في مواجهة حركة طالبان. ويتعرض عناصر الأمن في البلد الذي تمزقه الحرب منذ سنوات، إلى خسائر بأعداد كبيرة فيما يواجهون تقدما للمسلحين المتمردين، مما يثير الأسئلة بشأن قدرتهم على تحمل الوضع. وتحت راية مهمة الدعم الحازم التابعة لحلف شمال الأطلسي، تسابق القوات الايطالية في معسكر ارينا في ولاية هرات دخول فصل الربيع لتمنح القوات الافغانية حظوظا اوفر في القتال. وحركة طالبان هي العدو الرئيسي في هرات، المحاذية لولاية هلمند، مركز انتاج الافيون في افغانستان الذي يسيطر عليه المتمردون. واستولى مقاتلو طالبان في 23 مارس على منطقة سانغين الاستراتيجية في هلمند، في نكسة اضافية للقوات الأفغانية تعكس تزايد سيطرة المتمردين. وتثير العصابات الإجرامية التي تدبر عمليات التهريب إلى ايران المجاورة الدرجة نفسها من المخاوف. ويشير قائد قاعدة معسكر أرينا الجنرال كلوديو منغيتي إلى أن الثقة بالنفس هي المفتاح. وقال "الرسالة الأساسية للجنود هي أنهم بوضع أفضل ولديهم آليات أفضل من العدو، وهو ما يعد غاية في الأهمية لمعنوياتهم". وبحسب هيئة إعمار افغانستان الاميركية المعروفة بـ"سيغار"، ارتفعت نسبة الضحايا في صفوف قوات الأمن الافغانية بنسبة 35 بالمئة عام 2016 مع مقتل 6800 جندي وشرطي. وحتى فصل الشتاء الذي يشهد عادة توقفا للقتال، لم يأت إلا بقليل من الراحة. فبحسب آخر تقرير أصدرته الأمم المتحدة في بداية شهر مارس، ازدادت المواجهات بنسبة قياسية بلغت 30 بالمئة في يناير 2017، مقارنة بعام 2016. ويشكل ضعف القيادة العسكرية أحد التحديات، وبقي اللواء 207 المتمركز في هرات بلا قائد لحوالي شهرين، حتى وصل الجنرال زيارات عابد في يناير بعدما تلقى تدريبا في روما وباريس. وأكد الكولونل توماسو كاباسو الذي وقف يشاهد التدريبات على هامش مدى أهداف إطلاق النار في معسكر "أرينا" أن الجنرال عابد "على الأرض مع رجاله كل يوم، هذا جديد". وأضاف فيما زحف الرجال في صف واحد أن "هذا الجيل الجديد مختلف عن الجيل السابق، الذين يقضون وقتهم في المكاتب". وقال "يعرفون كيف يطلقون النار ولكنهم لا يعرفون كيف يحاربون معا. علينا خلق روح الفريق، ولدينا شهر لنقوم بذلك". الغارات "سهلة" وقدم الايطاليون الدعم المعنوي والمشورة العسكرية في فرح، إحدى الولايات التي يتولونها في ظل مهمة الدعم الحازم عندما طلب محافظها مساعدة في التعامل مع التمرد. وقال الكولونل الذي قاد العملية إن المحافظ أراد من حلف الأطلسي شن عدة غارات لطرد المتمردين. وأضاف أن مهمة كهذه "سهلة، ولكنها تجعلهم في حالة اعتماد" دائم على قوات الحلف. ولكن ما تم تقديمه للمحافظ بدلا من ذلك، هو نشر لقوة ايطالية من 120 عنصرا هدفهم رفع المعنويات في غضون أسبوع. وقال الكولونل الايطالي "وجدنا في فرح جنودا محبطين، صغارا في العمر لدرجة كبيرة، ومدربين بشكل سيء وجاهزين للاستسلام" مشيرا إلى "نقص القيادة حتى في الرتب المنخفضة" من الجيش الافغاني. ويؤكد المتحدث باسم مهمة الدعم الحازم، الجنرال تشارلز كليفلاند، أن هناك تحركا واسعا يجري على جميع المستويات خلال العام الحالي "لاستبدال القادة الفاسدين والذين لم ينفذوا ما كان متوقعا انجازه العام الماضي، سيأخذ ذلك بعض الوقت، لا يمكن احداث تغييرات مؤسساتية بين ليلة وضحاها". وبالنسبة للجنرال منغيتي، تشكل عملية فرح السريعة مثالا على مهمة الدعم الحازم في تدريب وتقديم الاستشارة والدعم للقوات الافغانية. وأوضح أنه "بمجرد أن وجدوا أن هناك من يقف إلى جانبهم، تمكن الافغان من استعادة السيطرة. وبعدة نصائح، تمكنوا من إظهار قدراتهم". الربيع نذير شؤم وسحب حلف شمال الأطلسي قواته المقاتلة في أواخر عام 2014. وتحت مظلة مهمة الدعم الحازم، لا يزال هناك 11 ألف جندي، بينهم 8400 من الأميركيين، في البلاد. ويستضيف معسكر ارينا 900 جندي وضابط ايطالي، بينهم كتيبة من فيلق بيرساغلييري الرفيع الذين يرتدون خوذا مزينة بريشة الموهير في تقليد يعود إلى مئتي عام ويهدف إلى توفير الظل لهم. وكان قائد البعثة الجنرال الأميركي جون نيكلسون حذر الشهر الماضي من أنه سيحتاج إلى "بضع آلاف" من الجنود الإضافيين لهزم طالبان والتهديد المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية. وبالنسبة للكابتن لوكا يتعين على وكالة الاستخبارات الافغانية والشرطة تلقي التدريبات معا، حيث غالبا ما يقاتل الطرفان إلى جانب بعضهما البعض كما حصل خلال هجوم المتمردين على مستشفى عسكري في كابول في السابع من مارس. إلا ان الوقت قصير ولا يمكن لعناصر وكالة الاستخبارات الذين "دائما ما تتم تعبئتهم" تلقي التدريب فيما يعلن بدء ارتفاع درجات الحرارة حلول فصل الربيع، وهو موسم القتال في افغانستان.