تحل اليوم الذكرى الثانية لانطلاق عمليات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن والتي تحقق على إثرها إنجازات ميدانية كبيرة تمثلت في تقليص مساحة سيطرة الحوثيين إلى أقل من 20 في المئة بعد ان سيطر هؤلاء في عملية توسعهم على معظم اليمن. وبثت وكالة أنباء سبأ الناطق باسم الشرعية تقريراً مفصلاً عن ذكرى انطلاق "عاصفة الحزم" في 26 مارس 2015م، وأكدت أن المؤرخين سيقفون طويلا بالدراسة والبحث أمام ذلك التاريخ الذي سيشكل بالتأكيد علامة ومنطلق في حاضر ومستقبل الأمة العربية والإسلامية، بين ما قبل عاصفة الحزم وما بعدها. حيث استعاد العرب في مرحلة مفصلية استثنائية زمام المبادرة من جديد، وانتفضوا في وجه مشروع ميليشيا إيران وأدواتها الذين استخدمتهم كمطايا تمهيدا لتحقيق حلمها البائس في إعادة إحياء الإمبراطورية الفارسية، وطمس الهوية والانتماء العربي الراسخ في أعماق وجذور التاريخ، وتحاول تصدير تجربتها الفاشلة والعقيمة منذ حوالي أربعة عقود.توسع الانتصارات ويتزامن انقضاء العام الثاني من عاصفة الحزم، مع اقتراب الحسم وبشائر الانتصار الكبير على ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية الذين باتوا محاصرين في رقعة محدودة، ووصول طلائع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية الى مشارف العاصمة صنعاء، بعد ان نجحوا بدعم وإسناد التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن من استعادة أكثر من 80 في المئة من الأراضي التي كانت تحت سيطرة الانقلابيين قبل ان يباغت مشروعهم، عودة التماسك والوحدة العربية مع استشعار الخطر الإيراني الداهم الذي سحق على جدار عروبة اليمن الأزلية. عامان منذ انطلاق عاصفة الحزم، وقد نجحت في سحق خطط إيران ومشروعها ، فأدواتها المتمثلة في ميليشيا الحوثي وصالح احتاطت لكل الاحتمالات بعد شروعها بتنفيذ أوامر سادتها وداعميها، باستكمال السيطرة على اليمن بقوة السلاح عقب انقلابها على السلطة الشرعية في سبتمبر 2014 واجتياحها للعاصمة صنعاء.ازدواجية إيران لم يكن أمام الأمة العربية والإسلامية متسع من الوقت للتغاضي عن استمرار ازدواجية إيران الدولة والثورة، في رعونتها ومضيها بغطرسة وراء أحلامها الإمبراطورية دون مراعاة للقوانين والأعراف ومبادئ حسن الجوار، وتغولها في تفكيك الدول العربية واحدة تلو الأخرى، وتغذية الإرهاب والتطرف، وانتهاج سياسة التدمير وطمس الهوية العربية، كوسيلة لتحقيق مشروعها غير آبهة بالتداعيات الكارثية لتصرفاتها الميليشاوية التي تؤثر على العالم بمجمله. ومع انطلاقة عاصفة الحزم لدول التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية وملكها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أدرك الجميع على المستوى الإقليمي والدولي أن وضع العالم العربي الذي عرفوه واعتقدوا في مرحلة ما انه فريسة سهلة ذهب بغير رجعة، وها قد أصبح لقرابة 400 مليون عربي قيادة جامعة، نصيرة لقضاياهم ومؤتمنة للحفاظ على حاضرهم ومستقبل أجيالهم، ومن المنطقي ان يحسب الآخرون لهذه الأمة ألف حساب بعد ان أبرزت أنيابها مدافعة عن العروبة في اليمن، بأنها يمكن ان تبرزها مرة أخرى متى ما استدعت الحاجة لذلك.إنجاز قاب قوسين بعد عامين من عاصفة الحزم وإعادة الأمل المؤيدة والمباركة بدعم وإجماع عالمي غير مسبوق وبالاتكاء على قرارات الشرعية الدولية ممثلة في مجلس الأمن الدولي، بات اليمن قاب قوسين أو أدنى من تحقيق حلم وتطلعات الشعب اليمني باستعادة كامل دولته ومؤسساته المختطفة من قبضة الميليشيا الانقلابية، لمواصلة بناء اليمن الاتحادي الجديد وتنفيذ بقية خطوات الانتقال السياسي التي انقضت عليها الميليشيا المسلحة بإيعاز إيراني في واحدة من اسوأ تقديراتها وخياراتها غير المحسوبة. وكما كانت دول التحالف العربي طوال عامين من عاصفة الحزم حاضرة بالدعم والإسناد العسكري اللوجستي لاستعادة الشرعية وإنهاء الانقلاب، فإنها أولت إعانة الشعب اليمني المنكوب اهتماما مضاعفا بالإغاثة والمساعدات الإنسانية، وتخفيف المعاناة التي زرعتها ميليشيا الانقلاب في كل شبر من أراضي اليمن دنسته بمسلحيها تاركة قصصا مرعبة من حكايات القتل والتدمير والتنكيل والانتهاكات وجرائم الحرب التي يندى لها جبين الإنسانية. الدور المشهود للتحالف ذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية في تقريرها عن ذكرى عمليات التحالف أن نجدة دول التحالف العربي والدور المشهود بقيادة السعودية، شكلت رسالة بالغة الأثر والعرفان في نفوس الشعب اليمني الذي لن ينسى وسيخلد في ذاكرته بالوقوف الى جانبهم ومساندتهم للتغلب على أعنف ميليشيا إجرامية وانقلابية حاقدة عرفوها على مدى تاريخهم، وتخليصهم من هذا الطارئ والمحنة التي عصفت بهم، وكادت ان تتحول الى جائحة تهدد أمن واستقرار المنطقة والإقليم والعالم والملاحة الدولية في مضيق باب المندب.