اضطرت القوات العراقية لإيقاف هجومها لاستعادة السيطرة على غرب الموصل بسبب ارتفاع أعداد القتلى والمصابين من المدنيين بينما نأى الجيش الأميركي بنفسه عن المجزرة التي وقعت الخميس الماضي حينما قصفت قوات التحالف موقعاً سقط على إثره عشرات القتلى المدنيين وذكر أن ذلك جاء بطلب عراقي. وقال ناطق باسم قوات الأمن إن قوات الحكومة العراقية أوقفت هجومها لاستعادة السيطرة على غرب الموصل من يد تنظيم داعش بسبب المعدل المرتفع للقتلى والمصابين من المدنيين. وأضاف: «العدد المرتفع في الآونة الأخيرة من القتلى بين المدنيين داخل الحي القديم أجبرنا على وقف العمليات لمراجعة خططنا... حان الوقت لبحث خطط هجوم وأساليب جديدة. لن نواصل العمليات القتالية». وتحدث سكان فروا من المنطقة المحاصرة عن ضربات جوية عراقية ومن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أدت إلى تدمير مبان وقتلت العديد من المدنيين. وأضافوا أن المتشددين استخدموا أيضاً المدنيين دروعاً بشرية وفتحوا النار عليهم لدى محاولتهم للهروب من الأحياء الخاضعة لسيطرة التنظيم. بدوره، ذكر المرصد العراقي لحقوق الإنسان أن هناك تقارير عن مقتل قرابة 700 مدني في ضربات جوية للحكومة والتحالف أو أعمال عنف لداعش منذ بدء الهجوم على غرب الموصل في 19 فبراير الماضي. وعبرت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ بسبب تقارير عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى المدنيين في واقعة خلال معركة استعادة السيطرة على مدينة الموصل العراقية. وأعلنت السلطات العراقية فرار أكثر من 200 ألف شخص من الجانب الغربي للموصل منذ انطلاق العمليات العسكرية الشهر الماضي لاستعادته من قبضة المتشددين.اعتراف أميركي على صعيد آخر، اعترف التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش أنه قصف موقعاً غرب الموصل أفادت تقارير عن سقوط عشرات القتلى المدنيين فيه إثر ضربة جوية. وذكر التحالف في بيان أنه «بعد الاستعراض الأولي لبيانات الضربات... ضربت قوات التحالف مقاتلين تابعين لتنظيم داعش ومعداتهم بناء على طلب من القوات العراقية في 17 مارس الجاري في غرب الموصل في الموقع الذي قيل إن ضحايا مدنيين سقطوا». وكان مسؤولون عراقيون أعلنوا في وقت سابق سقوط عشرات المدنيين في الجانب الغربي لمدينة الموصل إثر ضربات جوية نفذت خلال الأيام الأخيرة في إطار عملية استعادة المدينة من المتشددين. وأشار بيان التحالف إلى احتمال سقوط 220 قتيلاً بشكل غير متعمد خلال ضربات جوية لقوات التحالف منذ بداية الشهر الجاري، لكنه أكد أن باقي الحوادث لا تزال قيد التحقيق. إلى ذلك، أعلنت قيادة الشرطة الاتحادية، أن قواتها تتأهب لاستعادة جامع النوري واقتحام المنطقة بالكامل.