قالت صحيفة «فيننشيال تايمز» البريطانية: إن روسيا تكثف حضورها العسكري في المناطق الكردية بشمال سوريا في خطوة من المرجح أن تثير مخاوف تركيا، التي اتسمت علاقتها مع موسكو بالتناغم قبل عام. وكان أكراد سوريا الممثلون في وحدات الحماية الشعبية الكردية المسلحة قد أشاروا إلى أن موسكو أنشأت قاعدة في منطقة عفرين لتدريب قوات الأكراد ولتكون بمثابة نقطة اتصال مباشر بين الطرفين. القاعدة العسكرية الروسية لا تأخذ الاسم ذاته في روسيا، بل تسمى «مركز مصالحة» حسبما قالت وزارة الخارجية الروسية والتي قالت: إن الهدف منها هو التفاوض بين أطراف متنازعة للوصول لاتفاقات هدنة. واعتبرت الصحيفة أن مثل هذه الخطوة ستغضب الأتراك الذين أصلحوا علاقتهم المتوترة مع روسيا، لكنهم يعتبرون دولة الأكراد المصغرة في شمال سوريا تهديداً استراتيجياً، ومن ثَمَّ فهم يشنون حرباً ضد وحدات الحماية. ويأتي هذا الدعم الروسي لأكراد سوريا ليصعب موقف تركيا في سوريا، التي تشهد أصلاً دعماً أميركيا للأكراد؛ إذ تعمل واشنطن على التعاون مع وحدات الحماية لدفعهم لتطهير الرقة من تنظيم الدولة، وهو أمر ترفضه تركيا جملة وتفصيلا. ولفتت الصحيفة إلى أن الأكراد فرحين بالدعم الروسي؛ إذ نشروا صوراً ومقاطع فيديو تظهر جنوداً روسيين، ومركبات عسكرية، ودبابات تحمل أعلاما روسية وتسير في منطقة عفرين. وأشارت الصحيفة إلى أن الأكراد شأنهم شأن المتطرفين، استغلوا الحرب بين ثوار سوريا ونظام بشار لإنشاء مناطق حكم لهم، مع إرسال روسيا وإيران وتركيا قواتهم إلى سوريا أيضاً.;