حملة الموصل تحول المدينة إلى مقبرة لسكانها تظهر تقارير متواترة مستندة إلى شهادات ميدانية بشأن الحملة العسكرية الجارية لاستعادة القسم الغربي من مدينة الموصل العراقية من سيطرة تنظيم داعش، تحوّل الحملة إلى مجزرة مروّعة للمدنيين بفعل اتّباع القوات العراقية المدعومة من التحالف الدولي لأسلوب قتال غير مناسب لحروب المدن المكتظة بالسكان يعتمد بشكل رئيسي على كثافة النيران بما في ذلك القصف المدفعي والجوي. وبينما ارتفعت الأصوات منادية بتغيير ذلك الأسلوب بدت القيادات العسكرية المشرفة على الحملة، مرتبكة أمام معضلة التوفيق بين تسريع وتيرة المعركة وتقليل الخسائر في صفوف السكّان. وفيما قال المقدّم عبدالأمير المحمداوي المتحدث باسم قوات الرد السريع المشاركة في معركة الموصل إن العمليات العسكرية ستتوقّف مؤقتا قبل أن تُستأنف باعتماد أساليب جديدة تناسب أكثر القتال في الأحياء المأهولة، نقل من جهة مقابلة، عن الضابط بالجيش العراقي نايف الزيدي قوله إنّ إيقاف القصف الجوي لمواقع داعش في أحياء الجانب الغربي للموصل غير وارد، مضيفا أن “القوات لا يمكنها التقدم باتجاه الأحياء الخاضعة لسيطرة داعش دون التمهيد بقصف المواقع التي يتحصن فيها المسلحون”، ومشيرا إلى أنّ “إيقاف القصف يعني تكبد القوات العراقية لخسائر كبيرة”. وأدّى القصف العشوائي للأحياء التي تجمّعت فيها أعداد كبيرة من المدنيين الذين أجبرهم تنظيم داعش على عدم المغادرة ليتّخذ منهم دروعا بشرية، إلى هدم المنازل على رؤوس سكانها، حيث تتحدّث الشهادات عن وجود أعداد كبيرة من الجثث التي لا تتوفّر الظروف والمعدّات اللازمة لاستخراجها ودفنها. ويخشى عراقيون وجود دوافع سياسية وراء اللّجوء إلى الكثافة النارية لاستعادة أحياء الجانب الغربي من الموصل، بهدف اختصار وقت المعركة ضدّ داعش، وتحقيق انتصار سريع على التنظيم مطلوب من قبل الحكومة العراقية التي تواجه ضغوطا اقتصادية واجتماعية وأمنية كبيرة، وأيضا من الولايات المتّحدة التي وعدت إدارتُها الجديدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب بهزيمة داعش والقضاء عليه. سراب/12