سبق- الرياض: لقِيَ قرار شركة المراعي بإيقاف زراعة الأعلاف في السعودية وتوفير كامل احتياجاتها من الخارج، اهتماماً كبيراً من قِبَل كبار المسؤولين، خلال افتتاح مشروع الدواجن لشركة المراعي الخميس الماضي؛ وذلك بهدف المحافظة على الموارد الطبيعية وبخاصة المياه في السعودية. وأعرب أمير منطقة حائل سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز عن شكره لشركة المراعي على مبادراتها في جميع النواحي البيئية والأمن الغذائي والأمن المائي. وقال: إن لدى المراعي وعياً وتخطيطاً ورؤى صائبة، كما أن هناك وطنية حقيقة صادقة، فهم في دراساتهم يأخذون في الحسبان مصالح الوطن؛ ومن أهمها الموارد المائية. وأضاف أن تأثير هذا المشروع واضح للعيان، سيُسهم في توظيف عدد كبير؛ مشيراً إلى أن هناك حراكاً اقتصادياً في حائل، وأوضح أن المراعي لديها خطط أخرى لعمل مشاريع وصناعات مساندة ستزيد من توظيف الشباب في حائل. وحول غياب وزيريْ الزراعة والتجارة والصناعة عن افتتاح مشروع قوامه 5 مليارات ريال، قال أمير حائل: من المؤكد أن هناك ظروفاً لديهما؛ فمثل هذا الصرح يجب على أي شخص له علاقة -ولو من بعيد- أن يكون اليوم موجوداً فيه. وأوضح أن موقع حائل الاستراتيجي يفرض نفسه، وليس من محض الصدفة أن يمر خط زبيدة عن طريق منطقة حائل، وقال: إن الموقع الجغرافي لـحائل جاذب للاستثمارات. وأعرب عن أمله في أن تكون حائل مركزاً اقتصادياً وابتكارياً للصناعة الزراعية في حائل؛ مضيفاً أن المدن الصناعية في حائل في رعاية هيئة المدن. وأكد الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير، أن شركة المراعي تسعى دائماً للمحافظة على حُسن استغلال الموارد الطبيعية المتاحة، واستخدام أفضل الوسائل في عمليات الاستفادة من المياه والمحافظة عليها وترشيد استخدامها. وبيّن أن مجلس الإدارة قد وافق مؤخراً على العمل على استيراد شركة المراعي كاملة من الأعلاف الخضراء من الخارج، بما يحقق -بحول الله- الاستدامة لهذا النشاط. أما وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله بن عبدالرحمن الحصين فقال: لقد سعدنا بتلقي نبأ قرار مجلس إدارة شركة المراعي بتكليف الإدارة التنفيذية لوضع خطة لاستيراد احتياجات الشركة من الأعلاف كافة من خارج السعودية، وهذا القرار هو استمرار لالتزام المراعي بالمحافظة على الموارد المائية. وقال: هو قرار يُحسب للشركة؛ كونها مبادرة ذاتية تأتي منها دون مطلب رسمي مُلزِم، وذكر أن هذا القرار استمرار لالتزام الشركة باستيراد حاجتها من الأعلاف المستخدمة في إنتاج الألبان التي تُصَدّر إلى الخارج، الذي حققته الشركة قبل أوانه بفارق زمني كبير. وأضاف أن قرار المراعي يدل دلالة واضحة على الحس الوطني المرهف لمجلس الإدارة؛ وعلى رأسه الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير رئيس مجلس الإدارة؛ برغم أن ذلك سيكون على حساب العائد المالي، مقارنة بزراعة الأعلاف محلياً. أما وزير الاقتصاد والتخطيط الدكتور محمد الجاسر فقال: إن شركة المراعي -خاصة مساهمتها في تحقيق الأمن الغذائي- لهي محلّ فخر وتقدير لتوظيفها الموارد الاقتصادية والطبيعية، ووعيها بمسؤولياتها التنموية. وأوضح أن المراعي من الشركات الرائدة في رافد الأسواق الداخلية بمنتجات الألبان الطازجة بحِرَفية وتنافسية عالية؛ مما أهّلها لحيازة نصيب مرتفع من أسواق المملكة والأسواق الخارجية المجاورة. وقال: إن التزام المراعي باستخدام الموارد الطبيعية بما يحقق متطلبات استدامتها يبقى جديراً بالاحترام والتقدير؛ لتوافقه مع الأوليات التنموية، وأضاف: إن أهم الأمثلة على ذلك تفاعل المراعي مع اهتمام الدولة بترشيد استخدام المياه في زراعة الأعلاف؛ خاصة اللازمة لصادرات الشركات. وتابع: الأدعى للفخر والإشادة هو ما أعلنته المراعي قبل أيام من أنها تسعى لتحقيق الاعتماد الكامل على الأعلاف المستوردة لكل عمليات إنتاج الألبان؛ سواء للاستهلاك المحلي أو التصدير خلال خمس سنوات، وأضاف: إن هذه المبادرة تستحق التوقف عندها؛ لما تُمَثّله للجميع؛ توفيراً للمياه الشحيحة والمتناقصة في بلادنا الشاسعة.