أبها علي فايع ناشد عدد كبير من المسرحيين السعوديين وزير التربية والتعليم، الأمير خالد الفيصل، بالتدخل في وضع المسرح المدرسي في الوزارة، عقب انتقاد عدد منهم غياب وزارة التربية والتعليم عن المشاركة في ملتقى المسرح المدرسي الذي نظمته الهيئة العربية للمسرح في الشارقة مؤخراً. وأشار التربوي والكاتب المسرحي إبراهيم الحارثي إلى أنّه فوجئ من غياب الوزارة عن هذا الملتقى، مع أنّه يناقش الاستراتيجية العربية للتنمية المسرحية، وبالتحديد تفعيل المسرح المدرسي في البلدان العربية. وقال إن اللقاء كان يتحدث عن المعوقات التي ساهمت في ضعف الحراك للمسرح المدرسي، وحضرته 16 دولة «ناقص واحد»! وأوضح أنّ مجموعة من الصعوبات اتفق عليها الحاضرون تقف عائقاً أمام انطلاقة المسرح المدرسي، وفي مقدمتها ندرة المعاهد المتخصصة والأكاديميات التي تُعنى بالمسرح، وندرة بيوت الخبرة التي تُعنى بصناعة الحقائب لتدريب المعلمين والمشرفين. الحارثي لم يكتف بأسفه على غياب الوزارة بل وجّه انتقاده في الغياب إلى مشرف النشاط الثقافي في وزارة التربية والتعليم بندر عسيري، الذي أشار بدوره إلى أنّ سبب الغياب لم يتجاوز التنسيق الشفهي من الزملاء في الإمارات، ولم يصل بشكل رسمي إلى الوزارة إلاّ يوم الخميس الماضي. وأضاف عسيري: وزيادة في الاهتمام وتحرياً لوصول الخطاب، قمت بإعداد ورقة عمل علمية تقوم على مقياس تمّ تصميمه لقياس دافعية مديري المدارس نحو المسرح المدرسي أملا بالمشاركة به أنا أو أحد الزملاء في الملتقى، إلا أن ضعف التنسيق من قبل الجهة المستضيفة حال دون ذلك. وكما تعلمون فإنّ مثل هذه المشاركة الرسمية، التي يكون فيها تمثيل للوطن يجب أن تأخذ مسارها الرسمي داخل الوزارة وخارجها. وبين أنّ الخطاب إلى نهاية دوام الخميس الماضي، وكل ما تم ترتيبه كان بشكل شفوي، لافتا إلى أنهم كانوا مهتمين بالأمر، لدرجة أنه وسعد الثنيان قاما بإرسال بريد إلكتروني خاص بتشخيص واقع المسرح المدرسي بالسعودية تمهيدا للمشاركة، واستعانا بالعلاقات الخارجية للتأكد من وصول الخطاب من عدمه، وقد أفادوا بعدم وصوله. الهيئة العربية للمسرح ردّت على تساؤلات المسرحيين السعوديين بأنّ الهيئة لا تستثني من مشاريعها أي قطر عربي، مستدلة بأنها وجهت الرسائل وفي وقت واحد لكل وزارات التربية والتعليم العربية، منها من استجابت، ومنها من لم تستجب بسرعة، وهو أمر يتبع آليات العمل في كل مؤسسة، كما أنهم وازوا المراسلات الرسمية بمراسلات شفوية وغير رسمية، ومنها ما يتعلق بوزارات التربية، التي بالصدفة تجتمع في الإمارات، ومن خلال الشركاء في وزارة التربية والتعليم الإماراتية، حيث تم التواصل مع مشرف النشاط الثقافي في وزارة التربية والتعليم السعودية بندر عسيري وأبلغهم بأنه سيحضر لتمثيل السعودية. وأضافت الهيئة أنّها اتبعت الطريقة نفسها مع عمان التي وصل ممثلها إلى المؤتمر مباشرة والبحرين التي وصل ممثلها بعد ذلك والكويت كذلك. المسرحيون السعوديون أبدوا أسفهم عن عدم حضور وزارة التربية والتعليم في الملتقى، وأشار المسرحي فهد الأسمر إلى أمنيته أن تبحث الوزارة والوزير عن المتربصين بالمسرح المدرسي الذين يسعون لطمسه من جديد، مشيرا إلى أنه كل ما أراد المسرح المدرسي أن يتنفس يتم كتم أنفاسه مرة أخرى. وقال إن هناك أناساً أو أشخاصاً توارثوا هذا الملف انتشروا في جميع إدارات التعليم قتلته في البدء من بعد 1400هـ، وتسلم الراية لمن يأتي بعدها، ليقينهم بأن المسرح هو من يساهم بالدرجة الأولى في صناعة شباب واع له العقل ليفكر ويصنع حضارة. أما الكاتب المسرحي علي السعيد، فقال إنّ صوته وصل مباشرة للوزير السابق، والذي قبله (رحمه الله)، لكن من يدير دفة الأمور في الوزارة دهاة وأذكياء، ولن تكون لي مفاجأة لو مرر مهرجان الفرق المسرحية الـ11 لمحاولة الإيهام بأنهم يهتمون بالمسرح المدرسي. وأضاف: الأمر في وزارة التربية لن ينفع به الطب، لابد من الكي، مبديا أسفه من أن المسؤول لا يتعامل بعدل مع مجالات النشاط بشكل متساو، فهو يدعم المجال الذي يحبه أو يقع تحت تخصصه ويهمل بقية المجالات.