×
محافظة المنطقة الشرقية

أردوغان في المدرجات لمتابعة منتخب بلاده أمام فنلندا بتصفيات كأس العالم

صورة الخبر

تواجه المضيفة في موريتانيا ضغوطاً كبيرة وتحديات جمة، حيث يفرضها عليها حصار اجتماعي بسبب طبيعة عملها داخل الطائرة وسفرها الدائم إلى بلدان عديدة، فلا يزال المجتمع الموريتاني متأثراً بالحياة البدوية ويرفض فكرة سفر المرأة إلى الخارج بشكل مستمر، وينظر إلى مهنة مضيفة الطائرة بازدراء كبير. ويرفض غالب الرجال في موريتانيا الارتباط بالمضيفة بسبب طبيعة عملها الذي يقتضي منها السفر الدائم للخارج وتقديم الطعام ومساعدة مسافرين أغلبهم رجال خلال الرحلات الجوية، ونتيجة لهذا الرفض تناقص عدد المضيفات وتم إلحاقهن بمكاتب وإدارات شركة الخطوط الجوية واستبدلن بمضيفات أجنبيات وبمضيفين موريتانيين. وتقول مريم ديوف وهي إحدى المضيفات اللاتي رفضن التخلي عن عملهن «كافحت كثيراً لتحقيق حملي بأن أصبح مضيفة ولا يمكن لشيء أن يحرمني من الاستمرار في عملي»، وتشير إلى أنها تتعرض لانتقادات وتسمع تعليقات الركاب وكيف أنهم يربطون بين العمل في الطائرة والعمل في المطعم ويعتبرون المضيفة نادلة بمطعم، وتضيف: «مع احترامي لمهنة نادل في مطعم إلا أنه لا يحق للمجتمع أن يعتبر المضيف نادلاً ويعامله على هذا الأساس، لأن مهنة المضيف مهنة محترمة وتحتاج إلى دراسة ومؤهلات علمية وإتقان عدة لغات، كما أن أهمية العمل الذي نقوم به لا يمكن أن نحسبها بالجلوس على المكتب وعدم الانحناء أثناء تقديم الطعام ومساعدة الركاب منذ وصولهم إلى الطائرة إلى لحظة مغادرتها». وتؤكد هذه المضيفة أن المجتمع ما زال ينظر للمضيفة بازدراء حتى أن بعض الركاب يقدمون إكراميات للمضيفين رجالًا ونساءً لأنهم يعتبرون المضيف عاملاً بسيطاً في مطعم أو فندق، وأشارت إلى أن بعض المسافرين يعرض عليها العمل في مؤسسته مقابل التخلي عن عملها لأنه يسيء للمرأة الموريتانية، وأوضحت أنها لا تنزعج من مثل هذه التعليقات لأنها واثقة من نفسها ومن أهمية عملها، لكن أكثر ما يزعجها هو التحرش الذي تتعرض له من طرف بعض المسافرين، حيث يدس بعضهم رقم هاتفه في بقايا الطعام وآخرون يتحججون بجهلهم للغة أجنبية ويطلبون مساعدتها خلال الأيام القليلة التي ستقضيها في الدول الغربية. ومن المواقف الطريفة التي واجهتها المضيفة مريم خلال عملها أن بعض السيدات اللاتي يسافرن لأول مرة تطلب منها مساعدتها في إسكات الأطفال والعناية بهم وتغيير الحفاضات، لأنهن يجهلن طبيعة عمل المضيفة وبعضهن يتقصدن إذلالها أثناء تأدية عملها، وقالت مريم إنها تتعامل بليونة مع مثل هذه الحالات وحين تشعر بأن المسافرة تحتاج إليها بالفعل للعناية بطفلها لا تتأخر في مساعدتها ولا سيما في حالة التوأم وإذا كانت الأم مسافرة بمفردها. وبخصوص رفض الشباب الارتباط بالمضيفة تقول مريم إن نظرة المجتمع الموريتاني لعمل المرأة كمضيفة قابلة للتغيير ولا سيما أن سوق العمل تفرض إكراهات وقيوداً كثيرة على الباحثين عن وظيفة، وتبدي مريم انزعاجها من رفض المجتمع لعمل المضيفة وتتساءل كيف يمكن للمرء أن يتخلى عن عمله في «عصر البطالة» الذي لا يعترف بالشهادات والكفاءات ولا الحق في العمل تجبر فئات عريضة من الشباب على أعمال لا ترضي طموحاتهم ولا تحقق أحلامهم ولا تناسب قدراتهم ووسطهم الاجتماعي. وإذا كانت النساء قد ناضلن طويلاً لإثبات كفاءتهن وقطعن أشواطاً مهمة في تحديهن لمتطلبات سوق العمل فإنهن بالمقابل مازلن يناضلن على واجهة أخرى، وهي الإكراهات التي تفرضها النظرة الاجتماعية لعمل المرأة في بعض المجالات وما تفرضه الشروط والالتزامات العائلية مثل مسؤولية البيت والعودة مبكراً من العمل، واختيار مهنة تحافظ على اسم وسمعة العائلة. وتبقى مهنة المضيفة إحدى أكثر المهن تأثراً بثقافة العادات البالية في موريتانيا، حيث إن غالبية الركاب لا يحسنون التعامل مع طواقم المضيفين في الطائرات خاصة الجنس الناعم منهم، ورغم الحوافز التي تمنحها شركات الطيران للمضيفات إلا أن رفض المجتمع لها يمنع الكثير من الفتيات من اقتحام هذا المجال، في وقت تحاول قلة من المضيفات الدفاع عن طبيعة عمل المضيفين ورفع وعي المجتمع.