قدّر خبراء نفط حجم الفوائض النفطية بداخل الأسواق العالمية في الوقت الراهن بـ 500 ألف برميل يومياً، مشيرين إلى أن الجهود الأوروبية الراهنة من أجل تحرير اقتصاداتها من وطأة الضغط الروسي عبر إمدادات الغاز التي تعتمد عليه القارة الأوروبية بما يزيد عن 35% لن تفلح على المدى القصير. وبينوا خلال حديثهم لـ"الرياض" أن العوامل الجيوسياسية تقوم بالمقام الأول في الحفاظ على أسعار النفط في مستوياتها الحالية التي تحوم حول المئة دولار للبرميل الواحد، على الرغم من وجود فائض نسبي بداخل الأسواق النفطية العالمية. من جهته قال كامل الحرمي محلل نفطي مستقل إن حجم اعتماد الدول الأوروبية على الغاز الروسي والذي يقدر بما نسبته 35% لا يمكن تقليله أو إلغاؤه بشكل تام على المدى القصير، لما تمثله روسيا من دور هام وكبير في مجال إمداد القارة الأوروبية بالغاز. وأرجع الحرمي سبب محافظة النفط على أسعاره الحالية -التي تدور حول المئة دولار- على الرغم من وجود مؤشرات تدلّ على تجاوز المعروض النفطي في الأسواق الطلب العالمي إلى العوامل الجيوسياسية الواقعة غالبيتها حول مواقع إنتاج الطاقة. من جانبٍ آخر أوضح المحلل النفطي الدكتور محمد الشطي أن الأسواق النفطية تميل للتوازن إلى حد ما مع وجود زيادة في الإمدادات النفطية لا تتجاوز نصف مليون برميل يومياً، والأسعار لا تزال مدعومة بفضل العوامل الجيوسياسية لذلك لا زالت متماسكةً إلى حدٍ ما. وقال أنه لو تعافى الإنتاج النفطي وأُوجدت الحلول للمشاكل الجيوسياسية لتراجعت الأسعار، ولكن الوضع العام حالياً مستقر والأسعار مدعومة مع وجود ضعف عام بسبب أعمال الصيانة. وأضاف الدكتور الشطي هنالك قلق يساور الأوساط النفطية بسبب عدم الاستقرار، حيث أن الكمية الفائضة من الإنتاج النفطي ليست ببعيدة كثيراً عن معدلات الطلب في العالم.