شددت القوات العراقية إجراءاتها في مدينة الصدر، شرق بغداد، ومحيط ساحة التحرير، استعداداً لـ «حماية» التظاهرة «المليونية» التي دعا إليها رجل الدين مقتدى الصدر، فنشرت حواجز عند مداخل المدينة ومخارجها، وبدأت تفتيش العربات الداخلة والخارجة. وتاتي هذه الإجراءات، مع بدء وصول أعداد كبيرة من المتظاهرين القادمين من المحافظات للمشاركة في صلاة الجمعة التي ستقام داخل مدينة الصدر وبعدها يتوجهون إلى ساحة التحرير. وزار كاظم العيساوي، «المعاون الجهادي» للصدر (يشرف على كتائب سرايا السلام)، في وقت متأخر الليلة قبل الماضية ساحة التحرير للإطلاع على التحضيرات، ودعا إلى الخروج بتظاهرة، مشيراً إلى أن الصدر سيخطب بالمحتجين. وقالت إخلاص العــــبيدي، عضو «اللجنة المركزية لادارة الاحتجاجات الشعبية «، لـ «الحياة» إن «التـــــظاهرات ستبدأ الساعة الثامنة صباحاً وتنتهي الساعة 12 ظهراً». وأضافت أن «هناك استعدادات لدى اللجان التنظيمية والخدمية والفنية والثقافية بالتنسيق مع القوات الأمنية لحماية المتظاهرين». وأوضحت أن «كل الخيارات مفتوحة أمام المحتجين في إطار السلمية للضغط على الحكومة وتحقيق المطالب». وكشفت أن «خطاب السيد الصدر خلال التظاهرة سيتضمن مشروعاً متكاملاً للإصلاح السياسي، ورسم السياسة الخارجية للبلاد وإنهاء الفساد». إلى ذلك، قالت النائب زينب السهلاني، عضو «كتلة الأحرار» التابعة للصدر إن «المتظاهرين يهدفون إلى الضغط على الحكومة لاستكمال الإصلاحات وإنهاء الفساد ومحاسبة المفسدين، فضلاً عن المطالبة ببرنامج عمل حكومي واضح»، ونفت «وجود أي أبعاد أو أغراض سياسية من وراء التظاهر». وأكدت «التزام سلمية الاحتجاج واحترام دوائر الدولة ومؤسساتها»، وعن إمكان تصعيد الموقف أكدت أن «لجنة التنسيق هي التي ستحدد الخطوات في حال كان هناك تصعيد في المواقف». وأكد مصدر أمني في قيادة عمليات بغداد لـ «الحياة» أن «القوات الأمنية أغلقت كل الطرق المؤدية إلى ساحة التحرير، تحسباً لأي طارئ قبل انطلاق التظاهرات». وشهدت ساحة التحرير في شباط (فبراير) الماضي صدامات بين قوات الأمن والمتظاهرين الذين خرجوا احتجاجاً على قانون ومفوضية الانتخابات مطالبين بتغييرهما، وسقط أربعة قتلى و320 جريحاً.