مسلسل انتهاك الحوثيين وحليفهم المخلوع صالح كافة حقوق الإنسان والقيم الاجتماعية والدينية لا يتوقف. هذا التمادي في تجاوز كافة القيم يعكس مدى التردي الأخلاقي والسياسي الذي وصل إليه الانقلابيون، لذا ليس مستغرباً أن يعتبرهم اليمنيون العائق الرئيس أمام النهوض بالدولة اليمنية وتنميتها وإعادة حالة الوئام إلى المجتمع اليمني. قبل أسبوع؛ اتهمت الحكومة الشرعية، والمصادر الميدانية والإعلامية، ميليشيات الحوثي – صالح بتوجيه صاروخين صوب مسجد في منطقة كوفل بمحافظة مأرب (شرقي اليمن)، في هجومٍ أسفر عن مقتل 22 مصلياً على الأقل وإصابة عشرات آخرين بجروح بعضها خطيرة. ويوم أمس؛ اتهمت الحكومة الشرعية الميليشيات باقتحام مستشفى في محافظة إب، وممارسة مضايقات على العاملين فيها وبعثة منظمة «أطباء بلا حدود». وقررت المنظمة مغادرة إب تدريجياً. وقال وزيرٌ في الحكومة الشرعية إن واقعة اقتحام المستشفى واحدة من وقائع عدة، تعكس سياسة انقلابية ممنهجة في التضييق على المنظمات الإنسانية. مسؤول في الأمم المتحدة أدان هذه المضايقات، وأكد أنها تتسبب في حرمان اليمنيين من خدمات المنظمات المعنية بالعمل الإنساني. وزارة حقوق الإنسان اليمنية أفادت، في تقريرها الأول الصادر قبل نحو أسبوع، برصد 37 ألفاً و888 حالة قتل لمدنيين أو إصابة على يد الميليشيات، وذلك خلال فترة ستة أشهر فقط. تهرُّب الانقلابيين من الحقيقة لن يجدي نفعاً، فمشروعهم المدعوم إيرانياً انتهى وفشل فشلاً ذريعاً، والمجتمع اليمني بات يلفظهم، لذا لم يعد أمامهم سوى إلقاء السلاح والقبول بالحل السياسي.