تعد محافظة مأرب، شرقي البلاد واحدة من المحافظات اليمنية التي يبرز فيها دور الإمارات على الصعد كافة، ويلمس المواطنون آثاره بشكل مباشر، وذلك من خلال القوات الإماراتية الموجودة على الأرض عسكرياً، وكذا دعم أجهزة الأمن في المحافظة، إضافة إلى المعونات التي يقدمها الهلال الأحمر الإماراتي في الجانب الإنساني. وتقدم الإمارات منحاً طبية لجرحى الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، علاوة على الدعم اللوجستي الكبير للمستشفيات بالأجهزة والمعدات الطبية والأدوية. وتحولت المحافظة النفطية القابعة وسط الصحراء إلى مركز للحكومة الشرعية وفيها تتواجد قوات التحالف العربي التي أنشأت قاعدة عسكرية، واستطاعت حماية المدينة وحقول النفط من هجمات الانقلابيين الصاروخية التي تكاد تكون شبه يومية، ولولا تدخل باتريوت التحالف في صدها لكانت أوقعت أضراراً بشرية ومادية كبيرة. ويرى الشاعر اليمني، صبر بن صبر، أن دور الإمارات يظل رائداً وتاريخياً لليمن ومأرب بوجه الخصوص، وبصمات المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، خير شاهد على ذلك. ويضيف صبر لـ«البيان» أن ذكرى عمليات التحالف «حدث سيخلده التاريخ في أنصع صفحاته، وما حققته الشرعية يعتبر إنجازاً رائداً، فهو دليل وفاء لعلاقات وجوار وروح عربية وقومية؛ وما جادت خلاله دولة الإمارات في الجانب التنموي نحو مأرب يظل ذلك العطاء ممتداً مذ عقود، إذ كان المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قد وضع بصماته الخالدة في مأرب من خلال إعادة بناء سد مأرب العظيم، الذي أنعش القطاع الزراعي ورفد اقتصاد أبناء مأرب خاصة، واليمن على وجه العموم». ويتابع: «ما إن هبت رياح عاصفة الحزم نحو اليمن لإنقاذ سلطة الشرعية، ودحر الانقلاب وفلوله، إلا وكانت دولة الإمارات وجنودها أول مبادر بالوقوف إلى جانب الصف المأربي في خطوط أمام المعركة، واختلط الدم اليمني والإماراتي على تراب مأرب منذ بدء الشرارة الأولى لمعركة التحرير، وهذا خير دليل على وحدة الهدف والمصير». تقليص المد الإيراني بدوره، يقول عوض حسن مبخوت العرادة، وهو قيادي بالمقاومة إن مشاعدة دولة الإمارات العربية المتحدة العسكرية في اليمن ساهمت على نحو فاعل في تقليص المد الإيراني الذي أصبح يهدد أمن اليمن والمنطقة العربية، من خلال دعم طهران لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح وانقلابها على السلطة في اليمن. ويرى أن ذكرى عاصفة الحزم تعد حدثاً تاريخياً عظيماً جاء في خضم مؤامرة كبيرة ضد الدول العربية، تتزعمه قوى تقف خلف إيران. وبالنسبة للجانب التنموي، يقول العرادة إن «لدولة الإمارات عدة بصمات تاريخية تتمثل في دورها الداعم بكل أشكاله المادي والغذائي والعسكري للشرعية، كما تم الاتفاق على تنفيذ مشاريع وبنية تحتية للمحافظة». مساهمة عسكرية وإنسانية وفي هذا الإطار، يرى المواطن اليمني، نصر الأغبس، أن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت حاضرة بقوة إلى جانب اليمنيين منذ أشعل الانقلابيون فتيل الحرب والأزمة. ويضيف: «في الجانب العسكري كانت مشاركة القوات الإماراتية، منذ الوهلة الأولى من خلال سلاح الجو الإماراتي قبل الانتقال إلى مرحلة التحرير والعمل البري العسكري التي أظهرت دولة الإمارات كدولة فاعلة ومؤثرة في التحالف، تجلى ذلك من خلال بعض العمليات البرية التي تولتها القوات الإماراتية لتحرير أجزاء كبيرة من المناطق اليمنية من قبضة الانقلابيين بكل كفاءة واقتدار». ويختتم بالقول: «لا يتوقف الدور الإماراتي في اليمن على ذلك، ففي الجانب الإنساني وتطبيع الحياة وإزالة آثار الحرب وتقديم المساعدات الإغاثية للمتضررين، نجد بصمات دولة الإمارات واضحة ومشهودة من خلال الهلال الأحمر الإماراتي والعمل الجبار الذي يقوم به في الميدان». قرار تاريخي قال الناشط السياسي من محافظة لحج، أنيس الشرفي، إن «عاصفة الحزم» كانت بمثابة قرار تاريخي أعاد للشعوب العربية الآمال بإمكانية اجتماع العرب وتأسيس جيش عربي قوي يدافع عن الأوطان العربية في ظل تزايد أطماع قوى النفوذ الدولية لإدخال العرب في مستنقع الصراعات. وأضاف ان دول التحالف أثبتت للشعب اليمني بأن اليمن هي العمق الاستراتيجي للجزيرة العربية وذلك من خلال المشاركة الفاعلة وتقديم الكثير من الأموال والأرواح والإسناد والدعم الإنساني في مختلف المحافظات بما فيها محافظة صعدة معقل الحوثيين ومقر زعيم الانقلاب.