إسطنبول ـ قنا: كشف سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري مستشار بالديوان الأميري مرشح دولة قطر مديراً عاماً لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو، كشف عن أهمية الدور الحضاري والثقافي للجامعات.. مشدداً على أنه ينبغي أن تكون الجامعات منتجة للتغيير الحضاري، وألا يقتصر دورها على الطابع الاقتصادي للتنمية. وأشار د.الكواري، في كلمة له، أمام مؤتمر القمة السنوي للتعليم العالي (أوراسيا) 2017 الذي انطلق أمس بمدينة إسطنبول التركية، إلى أن التغيير الحضاري هو في جوهره ثقافة موصولة بجذورها، وأن الثقافة رهان أساسيّ في هذا التغيير. وأوضح أن الجامعة مسؤولة عن رفد المجتمع بالفعالية الثقافية لتنمية حركية التغيير فيه، حتى لا تخرج الجامعات تقنيين لا يستطيعون فك شفرة التواصل الاجتماعي والحضاري خارج اختصاصهم الضيق، وبالتالي يلبي التخرج احتياج السوق الاقتصادية دون أن يلبي احتياجاً مجتمعياً لقوى المواطنة ولقيم حقوق الإنسان والحرية والاختلاف والمدنية أيضاً. منوهاً بأن هذه المثل العليا طالما دافعت عنها اليونسكو باعتبارها صمام أمان للمجتمعات. قصور مناهج التعليم ونبّه الدكتور الكواري إلى أن إفراغ الأجيال من الإشباع الثقافي أدّى إلى تغلغل الفكر المتطرف الذي وجد طريقه إلى العقول، بسبب قصور مناهج التعليم عن تأسيس الفكر النقدي، وترسيخ القيم المثلى التي تؤمن بالعيش المشترك وحقّ الاختلاف، مُعتبراً أن الإرهاب في جزء منه ثمرة بغيضة من ثمار إفلاس المناهج التعليمية، داعياً إلى مراجعة المناهج عن طريق تعزيز الفكر النقدي فيها. توسيع دائرة المعرفة وطالب مرشح قطر لليونسكو، بتوسيع دائرة المعرفة، في سياق تبادل التجارب والخبرات والاستفادة من كل الوسائل العلمية المتاحة أينما وجدت، لأننا نعيش في عالم متغير باستمرار ولا معنى لإثارة الجدل بشأن امتلاك واحتكار المعرفة..مشدداً على أن العلم ليس له وطن. ودعا إلى تقاسم ثمرات البحث العلمي، وليساهم التعليم العالي في التنمية المستدامة، ولتمكين الناس أينما وجدوا من أبسط شروط الحياة، لافتاً إلى أن تطوير العلوم سوف يُساهم في القضاء على الفقر، وهو الركن الأساسي للنضال من أجل ضمان حقوق الإنسان وكرامته. دور الجامعة وقال إن دور الجامعة يتعزّز كلما حافظت على طابعها الاستشرافي في بلورة تصور شامل لمجتمع الغد، الأمر الذي يتطلب تكريساً لمفهوم الحرية الأكاديمية، وتأكيد مبدأ استقلالية الجامعة كدعامة أساسية للإصلاح، مُؤكداً أن التعليم العالي سوف يظل محركاً من محرّكات التنمية الشاملة، وأن الجامعات ستظل مكاناً للثقافة التي تتخلص من الضغوط السياسية والإيديولوجية لترسيخ الحوار بين الثقافات ونشر التسامح والتعايش بين الأمم. كما تناول مرشح دولة قطر لليونسكو أهمية التعليم في برامج اليونسكو واهتمامها بالجامعيين منذ تأسيسها.. مؤكداً أن دورهم المستقبلي سيتضاعف نظراً للحاجة إلى العقول أمام التحديات الجديدة التي يشهدها المجتمع الدولي. البرنامج الانتخابي ولفت إلى أن برنامجه الانتخابيّ يولي مكانة مهمة للأكاديميين والعلماء والنخب المثقفة لتكون اليونسكو حاضنة لهم أكثر من أي وقت مضى، وهو الأمر الذي تبلور على امتداد حملته الانتخابية مديراً عاماً لليونسكو، فقد حرص على زيارة الجامعات والحديث مع الطلبة وهيئات التدريس في مختلف البلاد التي زارها، انطلاقاً من رسالة الآباء المؤسسين لليونسكو للتعليم في إيجاد الذين يؤسسون لفلسفة السلم ويضعونها موضع التنفيذ، حيث كانت الجامعة وما زالت فضاء حقيقياً لنشر قيم السلام..مضيفاً إن اليونسكو تحتاج إلى مقترحات الجامعيين وآرائهم بالقدر الذي يحتاجون فيه اليونسكو لتكون المظلة النبيلة لتجسيد تطلعاتهم من أجل خير الإنسانية. أزمات التعليم المتتالية ومضى سعادة الدكتور الكواري قائلاً "إن التعليم العالي يشكو من أزمات متتالية ومتفاوتة بحسب الدول والمجتمعات، ولكنه معني دائماً بالإصلاح والمراجعة للخروج من أزماته العميقة".. مشيراً إلى أن قطاع التعليم العالي قد انخرط منذ سنوات في إعادة ترتيب أولوياته وفق أهداف جديدة تساير المستجدات العالمية. وأشاد بالتوصيات التي نشرتها منظمة اليونسكو في كتيب بعنوان "المعارف السبع الضرورية لتعليم المستقبل" ومنها التأكيد على تعليم المواطنة العالمية كي تشعر الأجيال القادمة بالاشتراك في البعد الإنساني لكل البشر دون تفرقة بين جنس أو دين أو عرق. يُشار إلى أن مؤتمر القمة السنوي للتعليم العالي (أوراسيا) 2017 الذي انطلقت فعالياته أمس في إسطنبول ويستمر ثلاثة أيام ويعتبر ملتقى دولياً للتعليم العالي يربط بقية أنحاء العالم بمنطقة أوراسيا. وتشمل القمة معرضاً ومؤتمراً لتوسيع المعارف وربط العلاقات وخلق فرص التعاون بين المشاركين..ويهدف المؤتمر إلى تقاسم الأفكار والتجارب وأفضل الممارسات لتوسيع التعليم العالي على النطاق الدولي.