كما تزرع الأرض الخصبة لتتزين بثوبها الأخضر، هكذا يزرع الحب ويجد مكانا له ليكبر في القلوب الحية التي لا تجهد نفسها كي تخنق نبضها الصادق، ثم تحرر أوجاعها وتنشرها بالوسط، الحب ليس فقط في الكلمات التي تجد لها لحنا عذبا يرافقها لتصل إلى مسامعنا، وليس في الكلمات التي تتوسد أوراقنا لتنام بين دفتي كتاب منسي على أحد الرفوف، الحب هو أن نجاهد في فهم الآخر لكي ندرك حاجته ونحتضن مشاعره، وأن نتخطى من أجله سوء الظن والخوف ونبادر نحوه، هو أحد مسببات العطاء من أجل الآخر الذي هو نحن. الحب لغة العالم الحقيقية التي تأثرت بأنانية الفرد والجزء الأسود منه، هو لغة التخاطب بين الإنسان والإنسان وبين الإنسان والأشياء.. لذا لا يحتاج إلى تدريس بقدر ما هو بحاجة إلى أن يدرك ويمارس بصدق، إنه باب من أبواب الجنة التي نخبئها في صدورنا بسبب حجج واهية مدعمة بصور الخراب الذي يحدث في الخارج، أصبح ما يحدث بالخارج من فساد في العلاقات.. الظنون.. وفي المقاصد حقائق تكبر على ما بداخلنا وتنهيه، لو أن كل واحد منا قام بدفن خصاله الجيدة ليمارس حياته بلا ألم، سيصحى ذات يوم ليجد نفسه كالأرض الجدباء وجهها الموت والخير في باطنها لكن لا حياة له، تخيل أنك أرض ولم تسور حدودك.. واسأل نفسك ماذا كنت ستقدم لمن يمر بك، وبأي الألوان تحب أن تظهر؟ لا تخش أن تحيا بما يستحقه قلبك، كن جسوراً وتقدم خطوة.. بادر لتجد الحب في يومك وهو يفتح ذراعيه لأجلك أنت، ثم تقدم خطوة أخرى وأعلن عن وجودك بما تقدمه لمن حولك بكلماتك الصادقة التي تفتح لها القلوب وتصغي لها الآذان، وتذكر إن أخلصت ستجد حتماً من يخلص لأجلك، ولا تغمض عينيك على المشهد الذي يثير بك الشك، فما زال هناك من هو على قيد الوفاء ينتظر أن تضمه وتشاركه وتضحك معه، وأن يسكب وجعه في صدرك فيرتاح وترتاح براحته، ما زالت هنالك أبواب تفتح للخير، ونوافذ تفتح لاستقبال الرسائل التي تحمل معاني تلامس الروح وتجدد الأحلام بداخلك، وتذكر أن الحياة الحقيقية تسكن تحت جناح الحب وليست بتجنبه. أنفال عبدالباسط الكندري