×
محافظة المنطقة الشرقية

مخططات وهمية ومكاتب عقار غير معتمدة

صورة الخبر

قال اقتصاديون إن صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء شخص أزمة البنوك السعودية تجاه المجتمع بتأكيده في تصريحاته أمس الأول على ضعف الدور الذي تقوم به في إطار مسؤولياتها الاجتماعية في ظل أرباح سنوية تحققها بلغت وفقا لإحصاءات مؤسسة النقد 37 مليار ريال خلال العام الماضي. وقال الدكتور حبيب الله التركستاني أستاذ التسويق في جامعة الملك عبدالعزيز: إن الأمير مقرن بن عبدالعزيز بنظرة ثاقبة وضع الأمور في نصابها بشأن البنوك، مشيرا الى أنه رغم أرباحها التي تزيد على 3 مليارات ريال شهريا إلا أنها تتهرب من القيام بمسؤولياتها تجاه المجتمع في إطار القيم المجتمعية المتعارف عليها، مشيرا الى أنه وفقا لنظريات المسؤولية الاجتماعية فإن الشركات أو المؤسسات التي تعمل في خدمة مجتمعاتها لديها فرص أكبر للنجاح والنمو أكثر من غيرها بنسبة 68% على الأقل، كما ان الصورة الذهنية لها تتحسن تلقائيا، ويمكن التجاوز عن بعض الانتقادات لها، مشيرا الى ان المجتمع بحاجة الى ان يكون للبنوك حضور أكبر في التصدي لمشاكل الفقر النوعية والتلوث البيئي والتوعية بالمخاطر الصحية. تتهرب من مسؤولياتها من جهته انتقد الدكتور سالم باعجاجة أستاذ المحاسبة في جامعة الطائف مناورات البنوك للتهرب من مسؤولياتها الاجتماعية، مشيرا الى أنها تبرر القصور بوجود رعايات لها في معارض أو ندوات أو غير ذلك، مشيرا الى ان ذلك السبب يتنافى مع قيم المسؤولية الاجتماعية. وقال: يجب ان تقبل هذه المؤسسات على خدمة المجتمع بمشاريع محددة واضحة المعالم، وفق ميزانية محددة من الأرباح وتحت إشراف هيئة مستقلة، أما ترك الأمر لها بحرية كاملة فإنه لا يحقق الهدف على الإطلاق. وأشار الى أن ما تقدمه البنوك ليس منة منها على المجتمع، ويجب ان تكون المؤسسات الغربية نموذجا يحتذى بالنسبة لها. وقال إن المواطنين تركوا للبنوك قرابة 800 مليار ريال ودائع خاملة لا يحصلون على فوائد عليها، بينما تبلغ قيمة الودائع التي يتم تحصيل فوائد عليها 350 مليار ريال فقط، مشيرا الى ان الفوائد المتحصلة محدودة للغاية، وفي مقابل ذلك تستخدم البنوك هذه الأموال في القروض الاستهلاكية التي وصلت الى 340 مليار ريال تحصل عليها فوائد تصل الى 12% لو استمرت فترة السداد لعدة سنوات. وطالب البنوك بأن يكون لها حضور أكبر في الجوانب الاجتماعية في المرحلة المقبلة، مؤكدا ان هذا الأمر يعزز من حضورها والإقبال على منتجاتها. صندوق مساعدة المتعثرين وقال الاقتصادي فضل بن سعد البوعينين: لم يأت انتقاد صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، للبنوك بسبب تقصير البنوك في دعم الفقراء من فراغ؛ فالبنوك السعودية تربح الكثير؛ وتغرق المجتمع بالديون؛ دون أن تتحمل مسؤولياتها المجتمعية؛ أو أن تفكر بتقديم بعض أرباحها لتنمية المجتمع. تحدث الأمير مقرن بن عبدالعزيز بلسان المواطن قبل المسؤول؛ وهذا ما أضفى على تصريحاته عمقا إنسانيا وبعدا رسميا لم نعتد على سماعه من قبل. فالقطاع المصرفي يحظى في الغالب بحماية خاصة وحصانة تبعده عن نقد المسؤولين له في العلن؛ ويحظى بإعفاءات ضريبية وودائع ضخمة لا يدفع أرباحا عليها. الأمير مقرن كان منصفا في استخدام «التبضيع» في تصريحه المباشر؛ حيث تنشط بعض البنوك في تقديم مساهمات مجتمعية لا يمكن إغفالها؛ إلا أنها لا ترقى إلى المأمول منها؛ ولا توازي ما تكسبه من أرباح ضخمة؛ ولا تقارن بحجم الحماية المالية التي توفرها الدولة لها. حققت المصارف السعودية أعلى ربحية في تاريخها على الإطلاق العام 2013، بلغت 73.62 مليار ريال، لم تنفق منها إلا الفتات. أعتقد أن المعاملة الخاصة والحصانة الرسمية التي تحظى بها البنوك دفعتها إلى التمادي في بخلها بدل العطاء. في ألمانيا الرأسمالية، تم إنشاء بنك لخدمة الفقراء والمساكين، ومحدودي الدخل؛ تقوم فلسفة البنك على توفير القروض الميسرة للمحتاجين، ومنهم المتعثرون؛ فلسفة البنك شجعت كثيرا من المودعين على إيداع أموالهم في «بنك الفقراء» رغبة منهم في المساهمة بخدمة المجتمع، ومد يد العون للمحتاجين. وفي المملكة؛ مركز الإسلام، وقبلة المسلمين؛ ترفض البنوك المساهمة في تصحيح أوضاع المتعثرين بإعادة جدولة قروضهم، أو تمويلهم مؤقتا. تلك الفلسفة الإنسانية غابت عن مجتمعنا الإسلامي التكافلي، وظهرت في المجتمعات الغربية الرأسمالية!. في جانب المسؤولية المجتمعية سأركز على جانب شطب ديون المتعثرين المعسرين؛ وضرورة إنشاء «صندوق مساعدة المتعثرين» يتم تمويله من خلال خصم 1 في المائة من الأرباح الصافية للبنوك؛ وبقدر استفادة المتعثرين من هذا الصندوق فالبنوك أيضا مستفيدة من خلال شطب ديونها المتعثرة وفق الآلية المحاسبية الإنسانية. أتمنى من الأمير مقرن بن عبدالعزيز تبني فكرة إنشاء «صندوق مساعدة المتعثرين» ليكون لبنة المسؤولية المجتمعية الموجهة لمساعدة المعسرين من مقترضي البنوك. بحيث يمول الصندوق باستقطاع نسبة 1% من أرباح البنوك الصافية ويخصص لشطب ديون المتعثرين المعسرين؛ فمن الظلم زج هؤلاء في السجون بدلا من معالجة أوضاعهم المالية ومساعدتهم على حماية أسرهم من الضياع. أبواب المسؤولية المجتمعية كثيرة؛ وأهمها معالجة أوضاع المعسرين المتعثرين الذين يواجهون بقضايا حقوقية صارمة من قبل البنوك تنتهي بسجنهم لعدم قدرتهم على السداد. مسؤولية البنوك مضاعفة في حال المعسرين؛ فهي سبب إغراقهم بالديون؛ وعليها تحمل مسؤولية إنقاذهم من السجون؛ بشطب ديونهم؛ والمساهمة في إنشاء صندوق دائم لمعالجة أوضاع المعسرين. البنوك الأسعد عالميا ووصف الاقتصادي الدكتور عبدالله المغلوث تصريحات الأمير مقرن بن عبدالعزيز بالمهمة، مشيرا إلى أنها فتحت ملفا مسكوتا عنه كثيرا في ظل قدرة البنوك على تجميل الصورة على عكس الواقع، مشيرا الى أن البنوك السعودية تعد الأسعد على مستوى العالم لما تحققه من أرباح بدون أي جهد تبذله، مشيرا في هذا السياق الى الفوائد التراكمية التي تفرضها على القروض وقد تصل بها الى 50% في حال وصلت فترة السداد إلى 20 عاما.