كثيراً ما ارتبط الفن التشكيلي بمعارض يرتادها الأثرياء لشراء لوحات باهظة الثمن، لكن الأمر بدا مغايرًا في جزيرة «جربة» الواقعة بالجنوب الشرقي التونسي، إذ أصبحت وظيفة الفن «تخدم البسطاء وضعفاء الحال». الفنان التشكيلي أشرف عبدالعظيم حوَّل محطات انتظار المسافرين إلى ما يشبه معرضاً للوحاته الفنية التي تُحاكي قصصاً متعددة من يوميات المواطن في جربة.. عبدالعظيم ذو الـ30 ربيعاً وهو من خريجي المعهد العالي للفنون الجميلة بتونس، قام بتزيين 5 محطات كاملة لانتظار المسافرين على الطريق المؤدية إلى المنطقة السياحية بالجزيرة، فأوجد معرضاً تشكيلياً مفتوحاً للعموم مجاناً. وفي لقاء مع «الأناضول» يقول عبدالعظيم إنه «أراد من خلال ذلك توظيف الفن في خدمة عامة الشعب». ويضيف الفنان التشكيلي: «لا نجد في محطة نقل المسافرين من لديه سيارة، بل في الغالب ذلك المواطن البسيط الذي ينتمي إلى عامة الشعب ممن لا يتمكنون من ارتياد المعارض واقتناء لوحات باهظة». وتحكي كل محطة، من بين الـ5 الموجودة، قصة أو واقع الجهة الموجودة فيها، فهنا تحضر المرأة «الجربية» بلباسها التقليدي المعروف بالفوطة، وهنا يتماهى الواقع بخيال الفنان الذي حاول دمج لوحته مع مشهد البحر الموجود في الخلف. ولاقت هذه المبادرة قبولاً واستحساناً لدى أغلب مواطني جزيرة جربة وأصبحت مزاراً لعدد كبير من السياح، حسب عدد من المواطنين. وتهدف هذه المبادرة إلى خلق تصور آخر للسياحة التونسية أو إيجاد مسلك سياحي مختلف عن سابقيه في انتظار دعم السلطات التونسية لتركيز مزيد المحطات الأخرى في الجزيرة. محطة لانتظار المسافرين حولها الفنان التشكيلي أشرف عبدالعظيم إلى لوحة فنية – (الاناضول) (الأناضول)