لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا بعد أيام من قرار السلطات المصرية بفتح معبر رفح الحدودي لأيام ولأول مرة منذ افتتاح قناة السويس الجديدة، وعقب الإعلان عن تواصل العمليات العسكرية للقوات المسلحة ونجاحها في قتل أكثر من 50 إرهابياً على الأقل، وقعت عملية إرهابية جديدة في مصر كان لها أكثر من هدف. ومن فرط قوة الانفجار، سُمع دوي انفجارها في مناطق متفرقة بالقاهرة الكبرى، رغم أن الواقعة كانت في محافظة القليوبية (شمال) واستهدفت مقر الأمن الوطني. ورغم قوة العملية إلا أنها لم تسفر عن خسائر في الأرواح، سوى عشرات المصابين، في الوقت الذي أعلن فيه تنظيم بيت المقدس (تنظيم إرهابي يتمركز في شمال سيناء على الحدود المصرية الشرقية، ومُبايع لـداعش)، عن تبنيه ذلك التفجير الذي ضرب مبنى الأمن الوطني المصري بشبرا الخيمة بمحافظة القليوبية. 1 و2 ورغم سلسلة المحاولات الإرهابية التي تشهدها مصر إلا أن التفجير الأخير يختلف لكونه استهدافًا مباشرًا لواحدة من أقوى وأهم الأجهزة الأمنية في مصر، وهو جهاز الأمن الوطني، ما يُمكن من خلاله استنباط العديد من الرسائل التي قدمتها تلك الجماعات الإرهابية للسلطات المصرية من خلال العملية التي نفذت عبر سيارة مفخخة. الرسالة الأولى التي ودت الجماعات الإرهابية توجيهها إلى السلطات المصرية مفادها نحن هنا، قريبون منكم، ويمكننا الوصول للعمق ولقلب البلد، إذ تحاول تلك الجماعات استعراض عضلاتها أمام السلطات المصرية، والتأكيد على قدرتها على الوصول لمراكز حيوية ومؤثرة في البلد، وتنفيذ عمليات إرهابية كبيرة على غرار عملية اغتيال النائب العام المصري المستشار هشام بركات نهاية شهر يونيو الماضي، وعمليات أخرى سابقة مثل تفجير مديريتي أمن القاهرة والدقهلية. أما الرسالة الثانية التي يمكن قراءتها ضمنًا من خلال العملية الأخيرة، هي أن الجماعات الإرهابية تحاول أن تؤكد للدولة المصرية على توسعها وانتقالها من سيناء إلى المحافظات وقلب البلد تقريبًا، وعليه فإن الضربات الأمنية القوية في سيناء لم تغل يد بيت المقدس ولم تفت في عضدهم، بل إنهم يواصلون السعي من أجل التمدد على غرار شعار التنظيم الداعشي (باقية وتتمدد)، وهو التنظيم الذي يقاوم ضربات التحالف الدولي ويواصل توسعه. 3و4 بينما الرسالة الثالثة، ولعلها الأكثر خطورة في هذا الإطار، هي تأكيد تلك التنظيمات الإرهابية على كونها تستهدف مباشرة أجهزة الأمن، وتصل لأكثر المراكز التابعة لأجهزة الأمن حساسية، ولا يقتصر فقط محاولاتها على عمليات استهداف القوات المتفرقة بل استهداف المنشآت الأمنية التي تمثل ركنًا رئيسيًا من أركان هيبة الدولة المصرية، ومن ثمّ فإن تلك العمليات تأتي في إطار رؤية عامة من أجل إسقاط هيبة الدولة محليًا ودوليًا. ورابعًا، تأتي الرسالة واضحة بأن خطط وزارة الداخلية المصرية مازالت بها قصور واضح، وهو القصور الذي أدى لتكرار مثل تلك العمليات الكبيرة والتي وإن لم ينتج عنها حالات وفاة غير أنها تضرب الحصن الأمني وتؤكد وجود اختلالات في الخطط الأمنية، رغم رفض الأجهزة الأمنية الاعتراف بذلك القصور. تنظيمات تُواجه الدولة المصرية العديد من القوى والفصائل الإرهابية المختلفة، أخطرها وأبرزها تنظيم أنصار بيت المقدس (الذي أعلن مسؤوليته عن حادث الأمس)، وكذلك تنظيم أجناد مصر الإرهابي وهو ثاني أخطر تنظيم إرهابي مسلح بمصر، فضلًا عن المجموعات الإرهابية المتفرقة التي تتخذ أسماءً مختلفة مثل (العقاب الثوري والمقاومة الشعبية ومجهولون وكتائب حلوان)، جنبًا إلى جنب وتنظيم الإخوان الإرهابي المستفيد من كل تلك العمليات الإرهابية.