وحدات حماية الشعب الكردية تضع خطة لزيادة عدد قواتها إلى أكثر من 100 ألف مقاتل خلال هذا العام.العرب [نُشر في 2017/03/21، العدد: 10578، ص(2)]قوة تستفز أنقرة دمشق - تعمل وحدات حماية الشعب الكردي بشكل حثيث على الاستثمار في المتناقضات لتعزيز نفوذها في سوريا. وتحرص الوحدات التي تشكل الفصيل الكردي الأبرز على الساحة السورية على كسب ود الجانبين الأميركي والروسي، في ظل الخلافات القائمة بينهما وتركيا. وأعلنت وحدات حماية الشعب الذراع العسكرية للاتحاد الديمقراطي الكردي إنها تستهدف زيادة قواتها بواقع الثلثين إلى أكثر من 100 ألف مقاتل هذا العام في خطة ستعزز حضورها في شمال سوريا، حيث تسعى لتركيز إقليم حكم ذاتي، يثير قلق تركيا التي تشهد تمردا في جنوبها الشرقي يقوده حزب العمال الكردستاني ذو النزعة الانفصالية. وقال المتحدث ريدور خليل إن وحدات حماية الشعب الكردية، التي تلعب دورا حاسما في الحملة المدعومة من الولايات المتحدة على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، أطلقت حملة كبيرة هذا العام لتحول نفسها إلى قوة أكثر تنظيما تماثل جيشا. وأضاف أن الوحدات كانت بنهاية 2016 تضم 60 ألف مقاتل بما في ذلك وحدات حماية المرأة وأن الوحدات شكلت بالفعل عشر كتائب جديدة منذ بداية هذا العام كل كتيبة مؤلفة من نحو 300 مقاتل. وقال خليل “نطمح إلى أن تتجاوز 100 ألف” ولدى سؤاله متى تريد وحدات حماية الشعب تحقيق هذا الهدف قال “النصف الثاني من العام 2017”. ووحدات حماية الشعب بمثابة جيش المناطق شبه المستقلة التي يقودها الأكراد وظهرت في شمال سوريا مع تراجع سلطة الدولة في 2011 الذي صاحب اندلاع الحرب الأهلية. وتمول إدارات تلك المناطق وحدات حماية الشعب. وتواجه القوة وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي المرتبط بها رفضا ليس من تركيا فحسب وإنما أيضا من السلطات الكردية في العراق المجاور. وعلى الرغم من العداء التاريخي فإن علاقتها بالحكومة السورية أهدأ نظرا لأن الجانبين تفاديا الدخول في صراع خلال الحرب المستمرة منذ سبع سنوات. وتعتبر أنقرة أن وحدات حماية الشعب امتداد لحزب العمال الكردستاني وبالتالي مصدر تهديد كبيرا لأمن تركيا. وبدأ الجيش التركي توغلا عسكريا في سوريا العام الماضي بهدف منع توسع السيطرة الكردية بمنطقة من شمال سوريا يطلق عليها الأكراد روج آفا. وقال خليل إن الوحدات الجديدة وكتائب جديدة غيرها من المزمع تشكيلها هذا العام ستتدرب على كل أشكال القتال والسلاح والأساليب بهدف تحويل وحدات حماية الشعب إلى قوة أكثر تنظيما تشبه جيشا تقليديا. وذكر منشور لوحدات حماية الشعب تم توزيعه على مجندين للكتائب الجديدة في المنطقة ذات الأغلبية الكردية بشمال سوريا حيث يعيش نحو مليوني كردي “قوة عسكرية منضبطة ومتماسكة ومدربة جيدا على أساليب مختلفة للحرب… هي الضمان الحقيقي للدفاع عنا ولتأكيد وجودنا كدولة عظيمة تستحق الكرامة”. وأكد خليل على أن كل مقاتل سيحصل على راتب شهري قيمته 200 دولار وهو ما يزيد 20 دولارا على أعلى أجر يحصل عليه مقاتلو وحدات حماية الشعب حاليا. وتراهن الولايات المتحدة على الوحدات الكردية لتحرير الرقة من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية ، كما تقيم روسيا ايضا علاقات قوية معها ترجمتها بتحويل مركز المصالحات الذي يساعد في التفاوض على اتفاقات محلية لوقف إطلاق النار بين الأطراف المتحاربة في سوريا، إلى منطقة عفرين من محافظة حلب التي تسيطر عليها الوحدات.