×
محافظة المنطقة الشرقية

الجامعات المنتجة (2): جامعة الإمام نموذجاً

صورة الخبر

تضخُّم ثروات المتسولين التي تكشف عنها الجمارك عند محاولة هؤلاء تهريبها خارج البلاد يكشف أننا مجتمع عاطفي، ننساق خلف رغبات وتوسلات هذه الفئة التي احترف الكثير منها التمثيل لدرجة الإتقان عندما نشاهدهم في ثياب رثة، أو بين أيديهم الأطفال، أو بعرض مشاكلهم الصحية ــ وقانا الله شرها ــ وغيرها من أساليب ووسائل لاستدرار العطف، وأخذ ما في الجيوب.. آخر هذه الاكتشافات ضبط متسول من دولة عربية مجاورة، وبحوزته 16 مليون ريال، يريد إدخالها لبلده. وهذا بالتأكيد ليس له وحده، إنما يخص أفراد شبكته الذين واصلوا ليلاً ونهارًا هذا العمل بسبب طيبتنا الزائدة، وعدم وضعنا الصدقة في مكانها الصحيح. مكافحة التسوُّل اسم انتهى منذ زمن طويل، ولم يعد قادرًا على تأدية دوره بالشكل الصحيح.. وأقترح إلغاء هذا الجهاز، وتُناط مهمة مكافحة التسوُّل للجهات الأمنية التي تجوب الطرقات ليلاً ونهارًا. أساليب التسوُّل تطوَّرت وتعددت.. فالباعة غير النظاميين عند الإشارات الذين يبيعون الورود وغيرها متسولون بطريقة مختلفة، وعمال النظافة يبدو أنهم وجدوا طريقًا للعطف والتسوُّل من خلال ابتساماتهم للجميع، وإلقاء التحية بسبب وبدون سبب، وكأن لسان حالهم يقول "لله يا محسنين".. تعددت الأسباب والتسوُّل واحد. الصدقة يجب أن تُعطَى لمن يستحق.. وهناك الكثير من الأُسر الذين لا يسألون الناس إلحافًا.. هؤلاء مَنْ يجب أن نعطيهم ونبحث عنهم، أو التوجُّه للجمعيات الخيرية التي تستطيع الوصول إليهم بطرقها الخاصة. أحد العلماء في القرون المتقدمة حضر إليه سائل في مجلسه فقال له العالِم "إن كنت صادقًا جعلك الله كاذبًا، وإن كنت كاذبًا جعلك الله صادقًا". دعاء جميل، يستحق التأمل متمنين أن يحدث هذا لكل متسول، ويؤكد أيضًا أن التسوُّل تحوَّل إلى مهنة لا ترتبط بالحاجة في أغلب الأزمنة. لا بد من وقفـة تأمل، وعدم الانجرار خلف العاطفة، وعدم إعطـاء النقود إلا لمستحقيها.