إبراهيم الهاشميهناك شخصيات بذلت وقدمت للوطن الكثير، وفي مختلف المجالات سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو العسكرية أو الثقافية أو غيرها من المجالات وتستحق التكريم المعنوي الذي يخلد ذكرها في ذاكرة الوطن وأبنائه، ويقدم لمسة وفاء وعرفان لكل من بذل وسيبذل من أجل هذا الوطن. ومن هذا المنطلق، أقترح على مجموعة بريد الإمارات وضع خطة واضحة المعالم ومستمرة لإصدار طوابع خاصة لشخصيات من الإمارات ساهمت في بناء صرح هذا الوطن ورفع اسمه ورايته، لا أنكر أن المجموعة أصدرت عدة طوابع لشخصيات ثقافية في مناسبات محددة عبر مسيرة البريد الاتحادي، لكن أرى أن من الواجب وضع تصور يشمل جميع المجالات الحياتية، فما قدمه الكثير من أفراد المجتمع، سواء ممن رحلوا عن دنيانا بعد أن سطروا أسماءهم في سجل الخلود بأعمالهم وأفعالهم وعطائهم، فتركوا بصمة لا تنسى ولا يمحوها الزمن، أو ممن لا زال يبذل ويعطي ويجتهد في خدمة أهله وناسه ومجتمعه ووطنه وأمته وبكل نكران ذات وتفانٍ لا يفتر.كل تلك الشخصيات تستحق منا التفاتة تقدير وعرفان، وحينما أتوجه لمجموعة بريد الإمارات لتقوم بتخليد تلك الشخصيات الفاعلة بإصدار طوابع عنها، فذلك من منطلق القيمة الفنية والتاريخية للطوابع، فهي سجل الوطن وتعكس طبيعته ودوره، وتشكل أحد جوانب مسيرته التي يرصدها المهتمون بالطوابع والجامعين لها في دول العالم المختلفة، فللطوابع سوق دولية رائجة وهواة يرصدون كل صغيرة وكبيرة في مسيرتها ويحرصون على اقتنائها، بل طوروا أساليب الجمع فيها، من تخصص في الورود أو الخيول أو المناسبات وهكذا.وللطوابع مسابقات وجوائز سنوية كبرى عالمية، ولدينا في الإمارات من الشخصيات المهتمة بجمع الطوابع من فاز في العديد من المسابقات البريدية ونال فيها جوائز على ما يقتنيه في مجال معين أو عن دولة بعينها أو حقبة زمنية معينة.إن إصدار طابع عن أي شخصية وطنية مميزة خدمت الوطن وتركت أثرها الذي لا ينسى في أي مجال كان، هو فعل حضاري بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهو عمل توثيقي من جانب آخر، ومن الجانب الأهم هو تقدير وعرفان وامتنان تجاه من خدم ويخدم الوطن بتفانٍ وإخلاص. ibrahimroh@yahoo.com