لا يمكن أن تزور المعرض الفني في معرض دبي الدولي للخيل، إلا وتتوقف طويلًا أمام منصة عرض الفنانة الأسترالية الشابة «دِن شيا» التي تعلّم الأطفال الرسم بطريقة «Reductive to Reduce». وفن الرسم بطريقة «Reductive to Reduce» يعني ببساطة الرسم بالقلم الرصاص والأستيكة، أي التظليل بالقلم الرصاص ثم الإزالة والتحديد، وتخفيف الظلال بواسطة مجموعة متنوعة من الأساتيك التي لكل منها مهمة معروفة. الفنانة الشابة التي تزور دبي للمرة الثانية، تحب التقاليد العربية والإماراتية العريقة، وتستهويها الفنون الإماراتية التقليدية، وتصميم المجوهرات، وجو الصحراء والبدو والتعرّف على عادات القدماء. وتعرض دن لوحاتها عبر موقعها الإلكتروني الخاص بها www.denlscheer.net وقد باعت إحداها بما يساوي 60 ألف درهم، وهي في سن الخامسة عشرة. ولا يكاد يخلو جناح «دن شيا» في المعرض من الأطفال الذين اجتذبتهم خلال اليومين الأولين بتعاملها الهادئ مع الأطفال من جميع الأعمار، الذين تجد متعة كبيرة ورغبة شديدة في تعليمهم أصول ومبادئ الرسم خطوة بخطوة. الفنانة الشابة التي جاءت خصيصاً من أستراليا لتشارك في المعرض لأول مرة، تعرض مجموعة من الأعمال الجذابة التي تأسرك من اللحظة الأولى، لما تتسم به من دقة وجمال رائعين، وجميعها عن الخيول والحيوانات، وهي تقوم بالرسم الحي المباشر طوال الوقت أمام الزوار، وتشرح للأطفال كل خطوة تقوم بها حتى يصل العمل إلى نهايته. دِن البالغة من العمر 24 عامًا حصلت على 12 جائزة حتى الآن، كان أولها في سن الخامسة عشرة من عمرها، وآخرها العام الماضي 2016 وهي جائزة مهمة على مستوى الإقليم في أستراليا، إلا أن أهمها في تقديرها هي التي حصلت عليها عام 2010، عندما كانت في السنة النهائية في الجامعة، التي درست فيها فن الرسم والطباعة «Moino Print»، وقد كانت وقتها أصغر فنانة تفوز بالجائزة بين عشرات الفنانين الذين تقدّموا لها. تفسر دِن عشقها للفن بسبب نشأتها وسط الطبيعة الساحرة، في مزرعة أهلها الشاسعة الممتدة على مساحة 5000 هكتار، فيما لم يكن لديها حينها إنترنت ولا تليفزيون، ولا وسائل ترفيه، بل كانت تعمل بيدها منذ نعومة أظفارها في سن الثانية، تساعد في أعمال الرعي والزراعة، وإطعام الحيوانات، وقيادة السيارات لقضاء متطلبات العمل اليومي في المزرعة. تقول دِن: «نشأتنا في المزرعة جعلنا نقوم بعمل كل شيء بأيدينا ونلمسه ونتعرف عليه، ولذلك وجدت الرسم شيئاً سهلاً جدًا منذ الصغر، وأحببت أن أنقل خبرتي وتجاربي للأطفال، فألفت كتابًا عن الرسم وأنا في سن الخامسة عشرة، وهي السن التي حصلت فيها على أول جائزة في حياتي»، وتضيف: «لقد أحببت تعليم الرسم للأطفال، وقمت منذ عام 2011 بالتدريس في عدد من المدن الأسترالية منها بورت هتلاند، ونيومان، وتوم برايس، وغيرها من المدن، وكان بعضها يبعد عن منزلنا نحو 9 ساعات بالسيارة، وأنا أقوم حاليًا بتعليم الرسم للطلبة في جامعة ويسترن أستراليا، وسأكون سعيدة لو أتيحت لي الفرصة لتعليم الأطفال هنا في دبي مبادئ وأصول الرسم، حتى أسهم في تكوين جيل جديد من الفنانين الموهوبين». مزرعة المرح اجتذبت مزرعة المرح التي أقيمت لأول مرة هذا العام، مئات الأطفال والأسر الزائرة يوميًا لمعرض دبي الدولي للخيل 2017، وبطولة دبي الدولية للجواد العربي، وكانت المزرعة من الظواهر الملفتة في دورة هذا العام، حيث يصطف الأطفال يوميًا في صفوف لحجز دورهم للدخول إلى المزرعة الجميلة لقضاء 20 دقيقة بين الحيوانات الأليفة والتعرف على مهر الشتلاند بلوندي، والعنزة بيانكي، والأرنب كاروت، والببغاء توني، والدجاج والبط وغيرها من الحيوانات.