ساد هدوء حذر العاصمة الليبية طرابلس في أعقاب توقف القتال بين المليشيات المتناحرة على النفوذ، في وقت اقتحم محتجون قاعدة بوستة البحرية بضاحية طرابلس حيث مقر المجلس الرئاسي، وقالت مصادر محلية أمنية إنه تم إجلاء رئيس المجلس فايز السراج ومساعديه إلى مكان آمن بينما سمعت إطلاقات الرصاص في المكان..بالتزامن كشف رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله عن اتصالات تجري بينه والجيش بغرض تسلم إدارة موانئ النفط التي حررها مؤخراً. وقال صنع الله إن المؤسسة تنسق مع قوات مسلحة من شرق ليبيا وليس لديها ما يدعوها للاعتقاد بأنها لن تستعيد السيطرة على ميناءي راس لانوف والسدر النفطيين. وأضاف في أول تصريحات علنية منذ استعادة السيطرة على الميناءين إن المؤسسة تنسق مع الجيش الوطني «وليس هناك ما يدعونا للاعتقاد بأن الجيش الوطني الليبي لن يعيد لنا السيطرة على الميناءين». في الأثناء اقتحم محتجون أمس الأحد قاعدة بوستة البحرية بضاحية طرابلس حيث مقر المجلس الرئاسي، وقالت مصادر محلية أمنية إنه تم إجلاء رئيس المجلس فايز السراج ومساعديه الى مكان آمن بينما سمع دوي الرصاص في المكان. وأكدت المصادر أنه تم إغلاق الشوارع المحيطة بالمقر، وأخلي مبنى شركة «ليبيانا» أكبر شركة للاتصالات في البلاد الواقع قبالة القاعدة البحرية بعد أن تعرض للإقتحام من قبل المحتجين المحسوبين على ما يسمى بحكومة الإنقاذ الوطني،والذين دعوا المجلس الرئاسي الى الاعتذار عن البيان الصادر الجمعة. إلى ذلك، قرر رئيس المجلس الرئاسي، فايز السراج، إلغاء زيارته إلى إيطاليا، الاثنين، وقال حسن الهوني المكلف بالإعلام في المجلس، إن السراج قرر إلغاء الزيارة إلى روما، نتيجة الظروف الأمنية التي تشهدها العاصمة طرابلس والبلاد بشكل عام. وأضاف بأنه تم تكليف وزير الداخلية عارف خوجة، ووزير الدفاع المهدي البرغثي، بهذه الزيارة. وتوقع عدد من النواب البرلمانيين والناشطين السياسيين استمرار الحراك السلمي المطالب بإخلاء العاصمة من المظاهر المسلحة وسحب المليشيات منها وقال عضو مجلس النواب عن مدينة تاورغاء، جاب الله الشيباني، إن خروج المظاهرات في مدينة طرابلس، يعد رسالة قوية للطامعين ودعاة الانفصال. بينما اعلن «تجمع أهالي طرابلس» الذي نظم تظاهرات الجمعة أن الحراك الجماهيري المطالب بإخلاء العاصمة من المليشيات سيستمر ودعا في تدوينة على صفحته الرسمية على فيسبوك «إن الهدف الذي خرجت من أجله المظاهرة المطالبة بدولة القانون والمؤسسات، وإحلال الأمن والأمان بعاصمة كل الليبيين طرابلس، بتفكيك الكتائب والميليشيات المسلحة وإحلالها بمؤسستي الجيش والشرطة». من ناحيته قال مندوب ليبيا السابق في منظمة الأمم المتحدة، إبراهيم الدباشي في تعليقه على الأحداث التي شهدتها،طرابلس والمظاهرة التي نظمها سكان العاصمة في ميدان الشهداء، أن المظاهرة «وما تردد فيها من هتافات، كانت صدمة لا تحتمل بالنسبة للميليشيات التي تعودت أن تقمع المظاهرات في بدايتها حتى لا تسمع رأي الشعب فيها». وفي بنغازي قال الناطق باسم القيادة العامة للجيش الوطني الليبي، العقيد أحمد المسماري، إنهم عثروا على عدد من المقابر الجماعية في منطقة «العمارات 12»، والتي تعتبر آخر معاقل المليشيات الإرهابية في غرب مدينة بنغازي. وأضاف المسماري، أنه سيتم انتشال الجثث عن طريق الهلال الأحمر الليبي، واتخاذ ما يلزم من إجراءات.