دمشق - وكالات - شهدت أحياء دمشق، أمس، معارك عنيفة غير مسبوقة منذ سنوات بين قوات النظام والمعارضة، أثارت موجة هلع بين السكان، بعد هجوم عنيف لفصائل المعارضة، باتجاه وسط العاصمة، انطلاقاً من مواقعها في حي جوبر شرقاً.وأوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن المعارك العنيفة اندلعت منذ الصباح إثر هجوم بدأته الفصائل الاسلامية والمقاتلة، وأبرزها «فيلق الرحمن» و«جبهة فتح الشام»، على مواقع قوات النظام في حي جوبر تخلله تفجير عربتين مفخختين وانتحاريين.وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن إن «مقاتلي الفصائل تمكنوا من التقدم في الحي والسيطرة على مبان عدة، وهم يكررون محاولاتهم للتسلل الى منطقة العباسيين المجاورة في وسط العاصمة».ورأى ان الفصائل بذلك «انتقلت من موقع الدفاع في جوبر الى موقع الهجوم»، واصفاً ما جرى بأنه «ليس مجرد مناوشات بل محاولات مستمرة للتقدم».وتتقاسم قوات النظام والفصائل السيطرة على حي جوبر، الذي يعد وفق عبد الرحمن «خط المواجهة الأول بين الطرفين، باعتباره أقرب نقطة الى وسط العاصمة تتواجد فيها الفصائل».وتخلل المعارك قصف مدفعي وغارات لقوات النظام على مناطق الاشتباك، فيما ردت الفصائل باطلاق قذائف صاروخية على احياء عدة في وسط العاصمة، أبرزها العباسيون والمهاجرون وباب توما والقصاع.وأفاد «المرصد» أن مقاتلي المعارضة نجحوا، بعد ظهر أمس، بالوصول الى كراجات العباسيين، وهي عبارة عن موقف للسيارات والحافلات على اطراف الحي الواقع في وسط دمشق، ويحاذيه حي جوبر من جهة الشرق.وأوضح أن المقاتلين «تمكنوا من السيطرة على أجزاء واسعة من الكراجات، حيث تخوض قوات النظام معارك عنيفة لاسترداد ما خسرته»، مشيراً إلى أنها «أول مرة منذ عامين تصل فيها الاشتباكات الى هذه المنطقة».وتردد دوي القصف والمعارك في أنحاء العاصمة وسادت حالة من الهلع بين السطان، فيما أعلن عدد من المدارس عن تعليق الدروس حفاظاً على سلامة الطلاب.وبث التلفزيون الرسمي مشاهد مباشرة من ساحة العباسيين التي بدت خالية تماماً من حركة السيارات والمارة، فيما كان يسمع دوي القصف في الخلفية.وأفادت المعلومات أن وحدات الجيش قطعت كل الطرق المؤدية الى منطقة العباسيين، فيما لازم السكان منازلهم خوفاً وخشية الرصاص الطائش والقذائف، وسط أنباء عن قطع النظام الكهرباء والانترنت عن العاصمة.ويهدف هجوم الفصائل في جوبر، وفق عبد الرحمن، عدا عن تحقيق تقدم، إلى «تخفيف الضغط عن محوري برزة وتشرين بعد ساعات من تمكن قوات النظام من تحقيق تقدم مهم بسيطرتها على أجزاء واسعة من شارع رئيسي يربط الحيين الواقعين في شرق دمشق».ومن شأن استكمال قوات النظام سيطرتها على الشارع أن يسمح بفصل برزة كلياً عن بقية الأحياء في شرق دمشق.وحسب حصيلة أولية لـ»المرصد»، قتل تسعة عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، فيما قضى 12 مقاتلاً من الفصائل الاسلامية، في الاشتباكات.وكانت قوات النظام بدأت منذ شهر هجوماً على أحياء برزة وتشرين والقابون، يهدف الى الضغط على الفصائل لدفعها إلى توقيع اتفاق مصالحة والى فصل برزة عن الحيين الآخرين.وتعد برزة منطقة مصالحة بين الحكومة والفصائل منذ العام 2014 في حين تم التوصل في حيي تشرين والقابون الى اتفاق لوقف اطلاق النار في العام ذاته، حسب المرصد، من دون أن تدخلهما مؤسسات الدولة.من جهته، أكد القيادي في «الجيش السوري الحر» محمد الشامي أن قوات «حركة أحرار الشام» و»فيلق الشام» و»جيش الإسلام» تعاونت مع «هيئة تحرير الشام» (المشكلة حديثاً بقيادة «جبهة فتح الشام»/ «النصرة» سابقا) في اقتحام أسوار دمشق والسيطرة على كراجات العباسيين وساحة العباسيين، إضافة إلى الطرق المؤدية إلى أم الحوش والطريق المؤدية إلى حي الفيحاء الدمشقي والأوتوستراد الدولي المؤدي إلى طريق دمشق-حمص.وتحدث عن سقوط نحو «120 من قوات النظام والقوات التابعة لها، وأسر عشرة من لواء الفاطميين، في مقابل سقوط سبعة من القوات المقتحمة».من جهة أخرى، وصلت الدفعة الأولى من مهجّري حي الوعر في حمص (وسط)، أمس، إلى مخيم شمارق التابعة لمدينة اعزاز بريف حلب الشمالي.ووصلت قافلة المهجرين التي تتألف من 32 حافلة وتضم 1354 مهجراً، في وقت مبكر من صباح امس، إلى مدينة الباب، ثم نقلوا إلى مخيم شمارق بمدينة اعزاز.وتتألف الدفعة الأولى من 1354 شخصاً، بينهم 519 طفلًا، و412 امرأة و423 رجلًا بالغًا.ويأتي خروج هذه الدفعة ضمن اتفاق جمع النظام والمعارضة برعاية وضمانة روسية، يقضي بخروج المعارضة المسلحة من حي الوعر إلى مناطقها في ريف حمص الشمالي أو إدلب أو جرابلس بريف حلب.وسيتواصل خروج أهالي حي الوعر أسبوعياً حيث توقعت لجنة المفاوضات في الوعر تهجير ما يقارب عشرين ألف مدني.وبعد اكتمال عمليات خروج المهجرين، سيتم نشر كتيبة عسكرية روسية من 60 إلى 100 عنصر، في حي الوعر بعد استكمال الخروج تتمحور مهامها في مراقبة تنفيذ مراحل الاتفاق.