×
محافظة القصيم

عام / بلدية عنيزة تواصل أعمالها بسوق التمور والخضار

صورة الخبر

النائبة صفاء الهاشم، حرّكت الساحة بجلسة المجلس الأخيرة وتصريحها بضرورة السماح للكويتي بأن يدخل سوق العمل المهني.بصراحة صفاء الهاشم من الكفاءات النيابية وصاحبة مبادرات جيدة وتقود العمل النيابي أفضل بكثير مقارنة بمن هم أكثر خبرة وأقدمية عليها وأصحاب تاريخ طويل بالمجلس. ولو أن لها بعض الأطروحات المتطرفة بعض الشيء في ما يخص الأجانب، لكن تظل تتحرك بإرادة وطنية وإحساس كويتي لما يشعر به المواطن من ضيق وانزعاج لما يمر به هذه الأيام.كما قلت، صفاء حرّكت المياه الجامدة أو المنسية في ما يخص العمالة المهنية حينما صرّحت بوجوب الاستفادة من العامل الكويتي للوظائف التي تعتبر حِكراً على الأجانب، كالسباكة والخياطة والميكانيك وخلافه من الأعمال التي ينظر لها المواطن على أنها دون مستواه. نعم طرح صحيح ومعقول جداً، فإلى متى نحن كمجتمع نعيش وكأننا منزلون من السماء ولا نقبل إلا بالأعمال المكتبية؟لكن ينبغي القول إن الجرأة للتحدث حول الموضوع، شيء، والقدرة على القيام به، شيء آخر.بمعنى أن الحديث الآن عن العامل الكويتي المهني أمر مهم، لكن ليس بالضرورة أننا سنحصل عليه بالقريب العاجل وهذا يعود لأمور عدة، أولها أن أضعف كويتي يمتلك دخلاً شهرياً مريحاً كافياً ليدفعه بعيداً عن الحاجة للدخول بهذه السوق. الأمر الآخر نظرة الناس لهذه المهن لا تزال متواضعة، فحتى لو قُدّر لأحد من الشباب أن يقتحم هذا التحدي لوجد في ذاته القدرة لكنه سيتعب حتماً اجتماعياً. فكم من الأسر الكويتية ستقبل بتزويج بناتهم لهذه العينة من الشباب؟الأمر الثالث، أن الحاجة اليوم ليست مستعصية للدفع بالشباب لهذه المهن طالما أن البدائل متوافرة. أقصد أن الدول تنمو وتزدهر بالعقول والأعمال الإبداعية، فنحن وبدلاً عن توجيه الشباب إلى هذه المهن، الأجدر لو عملنا بكفاءة لتوجيههم إلى الابتكارات وقيادة القطاع الخاص والعمل الإبداعي الحقيقي، لا الاكتفاء بالبهرجات الإعلامية والفرقعات الصوتية. فلو أردنا حقيقة أن نجعل الكويت مركزا تجاريا وماليا، فالاستثمار الحقيقي بالبشر ورفع طاقات الشباب والكفاءات الحقيقية للإمساك بالمناصب الصحيحة والنهوض بالبلد من بوابة الحس الوطني وبعيداً عن المجاملات وابن فلان وعلان ممن حسبوا أنفسهم الورثة الشرعيين للمناصب والكراسي وخيرات البلد وهم أكبرها وأسمنها من بقية المجتمع في أسفل السلم أكثر نفعاً وأقصر طريقاً لبلوغ الأهداف التي وضعناها بما فيها رؤية 2035!لست بصدد التقليل من شأن blue collars، كما أسمتهم صفاء، بل نحن إلى جميع الطاقات وفي المجالات كافة. والكويت كشعوب العالم يجب أن يكون فيها العالم والمفكر والسياسي والمهني، وبالتأكيد نحن نعيش اجتماعيا غلط. لكن المطلوب توجيه الشباب والعمل للدفع بهم طالما أن الخير متوافر، الدفع بهم للعمل الإبداعي وإعمار البلد.وللعلم، الاختلاسات والاختلالات الاقتصادية الآتية من الفساد وشلة الحرامية ومغتصبي المناصب العُليا بالبلد تعادل أضعاف ما يحوّله المهنيون الأجانب. فكم سنوفر على المال العام من إحلال عيالنا في هذه المناصب بدلاً عن الأجانب؟ وبالمقابل، كم سنوفر من المال العام لو أبدلنا النصّابين والمستشارين ومُكوّشي المناقصات والممارسات والكوتات الحكومية لو استبدلناهم بعيالنا من المخلصين والوطنيين والمحترقين على الوطن!لذا،لا اعتراض على مبدأ إفساح المجال للشباب للدخول في الأعمال المهنية بل يجب السعي لينتشر هذا الشيء اجتماعياً وإقناع الناس بأن العمل والمهنة محترمة مهما كانت، إلا أن ذلك يجب أن تسبقه جهود كبيرة لتوفير فرص وظيفية أفضل منها إن كنا نقدر على ذلك وتغيير الثقافة السائدة حالياً بتقسيم البلد عنصريا وحجز خيرات الوطن لكم عائلة والبقية يقتاتون على الفتات.hasabba@