أعلن مصدر عسكري ليبي أنه تم إسقاط طائرة حربية تابعة للقوات الموالية للمشير خليفة حفتر أمس، بينما كانت تشن غارات على مواقع المتطرفين في مدينة بنغازي الواقعة شرق البلاد. وتحدث محمد غنيم، الناطق باسم قوات حفتر، عن سقوط المقاتلة «ميغ 21» بعد استهدافها بصاروخ حراري بمحور سوق الحوت من قبل الجماعات الإرهابية، موضحاً أن الطائرة أسقطت أثناء «تنفيذها ضربات جوية على آخر معاقل المتطرفين في حي الصابري»، كما أعلن غنيم أن شرق ليبيا بات الآن تحت سيطرة القوات الموالية لحفتر تحت مسمى «الجيش الوطني الليبي». وفيما بدا أنه بمثابة إعلان حرب، توعد المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، الميلشيات المسلحة في العاصمة الليبية طرابلس بعد إطلاقها النار على المتظاهرين مساء أول من أمس، وهددها بمواجهة عسكرية وشيكة، معتبراً أن ساعة الخلاص قد اقتربت، وخيرهم ما بين القتال أو تسليم أسلحتهم للشرطة والجيش. وقال حفتر إن الانتظار لن يطول حتى تعود العاصمة الليبية إلى حضن الوطن... ونقول لكم وكلنا ثقة في عون الله عز وجل إن قواتكم المسلحة لن تخذلكم وإنها قريبة منكم تراقب وترصد، ولن يطول الانتظار حتى تعود طرابلس بإذن الله إلى حضن الوطن»، داعيا قادة الميليشيات إلى تسليم أسلحتهم إلى القوات المسلحة، «وإلا فإننا سنواجهكم بالسلاح في خطوة حاولنا تأجيلها وتأخيرها». وجرى إطلاق النار فيما كان بضع مئات من المتظاهرين متجمعين مساء أول من أمس في ساحة الشهداء بوسط طرابلس، رافعين لافتات كتبت عليها شعارات مناهضة للميليشيات في المدينة، وتطالب بإعادة سلطة الجيش والشرطة النظاميين. وتعرض المتظاهرون الذين هتفوا للمطالبة بدخول حفتر إلى العاصمة وإنقاذها من سطوة الميليشيات المسلحة، إلى إطلاق نار بالرشاشات ومضادات الطيران في أول مظاهرة حاشدة تشهدها المدينة منذ نحو ثلاث سنوات. وهتف المتظاهرون «ليبيا في ورطة، نريد جيش وشرطة»، كما وصفوا صلاح بادي، أحد أبرز قادة الميليشيات والمسؤول عن حرق طرابلس قبل نحو عامين بـ«عدو الله»، ولقبوا مفتي البلاد المقال من منصبه الصادق الغريانى الموالي لجماعة الإخوان بـ«مفتي الدولار». وفى محاولة لإخلاء مسؤوليتها، قالت مديرية أمن طرابلس إنها لم تصدر أي ترخيص للتظاهر في ميدان الشهداء، مشيرة إلى أنها فوجئت بخروج مجموعة «تخرج علينا بهتافات مغرضة، الباعث إليها إيقاد الفتن وإثارة الرأي العام، وتزوير مطالب الناس في طرابلس العاصمة». وفي تصريحات عبر الهاتف، قال المشير خليفة حفتر لقناة تلفزيونية محلية موالية له أمس: «نقول لإخوتنا في طرابلس، عاصمة كل الليبيين، إن صوتكم الرافض لقوى البغي والمطالب بقوات الجيش والشرطة لفرض الاستقرار وطرد عصابات الدمار قد وصل إلى مسامعنا... ونؤكد لكم أننا ما اخترنا أن نكون جنوداً في قواتكم المسلحة إلا للذود عن الحرمات وحماية الأعراض والدفاع عن المقدسات»، مشيراً إلى أن «قادة الميلشيات المسلحة كشفوا عن وجههم القبيح بإطلاق النار على المتظاهرين في محاولة لإخماد الثورة ضدهم». وأوضح المشير حفتر أنه «يتعين على العالم أن ينتبه جيداً إلى مطالب الشعب الليبي التي عبر عنها بصوت عالٍ، برفض حكم الميلشيات والمطالبة بقوات الشرطة والجيش، ولم تعد لديه أي حجة لفهم المشهد الليبي». إلى ذلك، أدان مجلس النواب الليبي الاعتداء على المتظاهرين العزل في طرابلس، واستنكر حملة الاعتقالات التي تقوم بها الميليشيات المسلحة للنشطاء والإعلاميين والصحافيين الذين شاركوا في هذه المظاهرة السلمية. ودعا المجلس في بيان له للاستمرار في الحراك السلمي إلى حين إخراج جميع هذه الميليشيات المسلحة من المدينة، كما حمل جميع الأطراف الموجودة هناك، وفي مقدمتها المجلس الرئاسي لحكومة السراج، مسؤولية سلامة المتظاهرين. في المقابل، دعا المجلس الرئاسي لحكومة السراج النائب العام إلى فتح تحقيق حول حادث إطلاق نار على المتظاهرين، واعتبره «مخالفة صريحة للقوانين والأعراف المحلية والدولية كافة، ومحاولة من البعض لمصادرة حق المواطن في التعبير والتظاهر السلمي». كما زعم العميد نجمي الناكوع، قائد الحرس الموالي للحكومة، أنه بصدد إعداد خطة شاملة لإخلاء العاصمة من كل التشكيلات المسلحة، مشيراً إلى الشروع في إزالة السواتر الترابية من كل المناطق بطرابلس، وتشكيل لجان لمراقبة وقف إطلاق النار بالعاصمة، بالإضافة إلى تأمين المقار التي جرى تسلمها بالتعاون مع مديرية الأمن في طرابلس. وفى مشهد يعكس الانقسام الذي باتت تعاني منه مدينة مصراتة حيال حكومة السراج، قرر ما يسمى بالتجمع السياسي لنواب مدينة مصراتة تعليق الاتصالات مع المجلس الرئاسي للحكومة، احتجاجاً على اعتبارها الهتافات المنددة بتورط المدينة في دعم ميليشيات طرابلس، بمثابة مظاهرة سلمية. ودعا البيان حكومة السراج إلى سحب بيانها حول المظاهرات، وتقديم اعتذار رسمي لمدينة مصراتة التي تنتمي إليها غالبية الميليشيات المسلحة الموجودة في المدينة منذ نحو عامين.