تصوير: فايز الزيادي : أكد متخصصون في التأليف والنشر أن وسائل التواصل الاجتماعي خدمت الكتاب الورقي بالتسويق له، ولم تُلْغِه، وأن شخصية الكاتب عبر "تويتر" أو "سناب شات" تُعد محرضًا كبيرًا في الإقبال على شراء كتبه. وفي جولة لـ "سبق" داخل معرض الكتاب الدولي 2017م أوضح المختصون أن عنوان الكتاب والغلاف لهما دور كبير في جذب القراء، خاصة للكتّاب غير المعروفين، مشيرين إلى أن الكتب الدينية والروايات والشعر وكتب تطوير الذات هي التي تجد إقبالاً كبيرًا. وقال صلاح بادويلان، المدير التنفيذي لدار الحضارة للنشر، إن المجالات المطلوبة في معرض الكتاب هي الكتب الدينية أولاً، ثم التدريبية وتطوير الذات، وبعدها تأتي الروايات. ويمتاز معرض هذا العام بالحضور الجماهيري، والإقبال الذي أذهل الجميع. وأضاف بأن دور النشر من خارج السعودية لم تتوقع هذا الإقبال الكبير؛ فقد شاركت في 14 معرض كتاب عربيًّا، ويُعتبر معرض الرياض هذا العام الأفضل على الإطلاق.. ولغة الأرقام تتحدث. وبيَّن أن الإخراج الفني وشكل الغلاف يجذبان - بلا شك - ولكن الميزة التنافسية هي في التسويق؛ فوسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في الإقبال على الكتاب؛ وبالتاليأصحبت وسيلة لتسويق الكتاب الورقي؛ ما يعني أن الكتاب الورقي قائم إلى الأبد. وقال "بادويلان" إن من أهم التحديات هو كيف نصل إلىالقارئ في كل مكان؟ ولدينا في السعودية قارئ نهم، وقارئ يريد أن يستفيد، ويتابع الثقافات الجديدة والمتطورة.. المهم كيف نصل إليه؟ وأشار إلى أن مبيعات نجوم الإعلام الجديد في المقدمة؛ لأنهم استطاعوا الإعلان عن كتبهم عبر حساباتهم الشخصية؛ والدليل أنه - على سبيل المثال - كتاب الشيخ عايض القرني نفدت منه 5000 نسخة في 3 أو 4 أيام، وكذلك النجوم الشباب، أمثال عبدالمجيد الفوزان وفارس التركي، وغيرهم. من جانبه، قال مدير دار رواية للنشر عبدالله القرقاح إن الإقبال على معرض الكتاب هذا العام يعد إقبالاً يفوق سابقه بمراحل، الذي أثرت فيه الإجازة وقتها. مبينًا أن المحتوى والموضوع هما أكثر ما يجذب الزوار. وأضاف بأن الروايات الهادفة التي ليس فيها مخالفات شرعية أو ألفاظ بذيئة تجذب كثيرًا من المشترين، وغالب من يأتي إلينا يسأل عن الجديد أو الأفضل والأكثر مبيعًا أو انتشارًا.. مؤكدًا أهمية إعطاء الفرصة للشباب ليكتبوا، ومستشهدا بأن لديهم هذا العام كتَّابًا مبدعين، يكتبون لأول مرة. وبيَّن "القرقاح" أن المكتبة العربية فقيرة بأدب الطفل؛ لذا حاولنا التركيز على المراحل العمرية؛ إذ قسمناها إلىمراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية، ولكل فئة عمرية كتّاب متخصصون مناسبون لعقل الطفل. وفي هذا المجال يشير المؤلف الشاب أحمد سالم إلى أن شخصية الكاتب في وسائل التواصل الاجتماعي تويتر وسناب وغيرهما، والصبغة التي تصبغ بها في المقامالأول، هما المحرض الرئيسي للجمهور للإقبال على شراء كتبه في المعرض. وأضاف بأن الأمر الثاني هو العنوان؛ فمتى كان العنوان عاطفيًّا ورومانسيًّا، ويتكلم عن المشاعر والأحاسيس والحب.. أدى لرواج كبير. وفي المقام الثالث سمعة الكاتب الشعرية أو الكتابية في الغزل.. فحتى لو لم يحمل كتابه الجديد قيمة أدبية عالية أو ميزة ثقافية جيدة لا يضر؛ إذ سيجد قبولاً لدى القراء لوجود رغبة جامحة لديهم في هذا المجال. وأوضح "سالم" أن عموم الجمهور يبحث عن الشعر، سواء كان نبطيًّا أو فصيحًا، ثم الروايات. أما كتب تطوير الذات فالرواج للأسماء المعروفة، مثل خالد المنيف أو إبراهيم الفقي وغيرهما. وقارئ الاحتمال الذي لا يعرف الكاتب أو لم يسمع عنه سيكون العنوان والإخراج الفني دليلاً له للتعرف على هذا الكاتب.