قال وزير الداخلية الفرنسي برونو لو رو إن قوات الأمن قتلت بالرصاص رجلا انتزع سلاح جندية في مطار باريس أورلي يوم السبت بعد فترة وجيزة من قيام نفس الشخص بإطلاق النار على شرطي وإصابته خلال تفتيش روتيني للشرطة. وأضاف للصحفيين أن الرجل معروف لدى الشرطة ووكالات المخابرات. ووصف مصدر في الشرطة الرجل بأنه مسلم متطرف لكنه لم يكشف عن اسمه. وفتحت جهة الادعاء المختصة بمكافحة الإرهاب تحقيقا يشمل الواقعتين. وقال مصدر قضائي إن الشرطة احتجزت والد وشقيق القتيل مضيفا أن الخطوة روتينية في مثل تلك الظروف. وقال بيير هنري برانديه المتحدث باسم وزارة الداخلية لرويترز إن مطار باريس أورلي المزدحم في جنوبي العاصمة الفرنسية تم إخلاؤه ومشطت قوات الأمن المنطقة بحثا عن متفجرات للتأكد من أن القتيل لم يكن يضع حزاما ناسفا إلا أنها لم تعثر على شيء. وأضاف برانديه “تمكن الرجل من انتزاع سلاح جندية. قوات الأمن حيدته بسرعة.” وفي تصريحات منفصلة قال برانديه إن من “المحتمل” أن تكون الواقعة هجوما إرهابيا لكن الأمر لم يتأكد بعد. وقال للصحفيين “من المحتمل أن يكون هناك دافع إرهابي إلا أن ذلك أمر يجب أن يؤكده النظام القضائي وسيفعل ذلك في الوقت المناسب.” وقال متحدث باسم الجيش إن القتيل حاول انتزاع سلاح جندية في “هجوم شديد العنف” عليها قبل أن يُقتل بالرصاص. وأضاف بينويه برولون المتحدث باسم قوة مكافحة الإرهاب الفرنسية إن الجندية “بخير”. وقال لمحطة (بي.إف.إم.تي.في) إن الجندية وهي عضو في كتيبة في القوات الجوية سقطت على الأرض أثناء مكافحتها مع مهاجمها. وأضاف “وعندها فتح زملاؤها النار لحمايتها وحماية الناس من حولها.” ولم يصب أي شخص آخر في المطار. وأعلنت شركة (إيه.دي.بي) المشغلة للمطار تعليق الرحلات من صالتي المطار وتحويل بعض الرحلات الجوية لمطار شارل ديجول شمالي العاصمة. وقال مدير الشركة للصحفيين إن الصالة الجنوبية للمطار قد تبقى مغلقة حتى مساء السبت فيما قد تفتح الصالة الأخرى قبلها. وفي وقت سابق أصاب المهاجم شرطيا بالرصاص خلال تفتيش مروري روتيني في ستان شمالي باريس. وجاءت الواقعتان قبل خمسة أسابيع من إجراء فرنسا انتخابات رئاسية يُعتبر ملف الأمن القومي قضية أساسية فيها. وفرنسا لا زالت في حالة تأهب مرتفعة بعد أن قتلت هجمات نفذها متشددو تنظيم داعش عشرات الأشخاص في العامين الماضيين بما يشمل هجمات منسقة على باريس في نوفمبر تشرين الثاني 2015 قتل فيها 130 شخصا. وحالة الطوارئ مفروضة في البلاد حتى نهاية يوليو تموز على الأقل. وقال متحدث بريطاني إن الواقعتين لن يكون لهما تأثير لرحلة مدتها يومين للأمير ويليام، وترتيبه الثاني على عرش بريطانيا، وزوجته كيت في باريس ومن المقرر أن تنتهي يوم السبت. والجندية التي انتزع القتيل سلاحها عضو في وحدة في الجيش يطلق عليها (سانتنيل) أو “المراقبة” وهي مسؤولة عن تنفيذ دوريات في المطارات ومواقع رئيسية أخرى منذ قتل مهاجمين إسلاميين 12 شخصا في صحيفة شارلي إبدو الساخرة في يناير كانون الثاني 2015. وتم تعزيز تلك الوحدة بعد هجمات باريس. وتم إجلاء نحو ثلاثة آلاف شخص من مطار باريس أورلي ثاني أكثر مطارات فرنسا ازدحاما. وفي مارس آذار 2016 أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن هجمات على مطار بروكسل وقطار أنفاق في وقت الذروة في العاصمة البلجيكية مما أسفر عن قتل 35 شخصا بينهم ثلاثة انتحاريين.