قُتل 57 شخصاً وجرح العشرات أمس (الخميس) بغارة شنتها طائرات حربية لم تؤكد هويتها بعد على مسجد عمر ابن الخطاب في قرية الجينة الخاضعة لسيطرة المعارضة جنوب غربي الأتارب قرب حلب، فيما ترجح تقارير إعلامية أن تكون القوات الأميركية التي أعلنت قتل عدد من متطرفي «القاعدة» أمس مسؤولة عن المجزرة. وأعلنت القيادة المركزية الأميركية في بيان اليوم إن ضربة جوية شنتها قوات التحالف الدولي أمس على مدينة إدلب أسفرت عن مقتل عدد من عناصر تنظيم «القاعدة»، من دون أن يذكر وقوع خسائر بين المدنيين. واكتفى البيان بتأكيد مقتل العناصر وقوله: «كانت إدلب ملاذاً آمناً مهماً للقاعدة في الأعوام الأخيرة». فيما نقلت «بي بي سي» عن الناطق باسم القيادة المركزية جون توماس قوله إن موقع الضربة غير واضح، مؤكداً انها لم تستهدف مسجداً كان على بعد 15 متراً من الموقع الذي ضربته الطائرات الأميركية. وعُثر على بقايا صواريخ أميركية في حطام المسجد، بحسب ما قالت صحيفة «أوكيوباي ديموكراتس» التي أكدت إقرار مسؤولين أميركيين بالمسؤولية عن المجزرة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن الطائرات نفذت الهجوم وقت صلاة العشاء حين كان المسجد مكتظاً بالمصلين. وأكد استمرار عمليات انتشال الجثث وإنقاذ العالقين، مرجحاً زيادة القتلى. وكان المرصد ذكر في وقت سابق أن طائرات حربية يرجح أنها تابعة للتحالف نفذت ضربات مكثفة على مناطق في قرية الشاهر ومناطق أخرى خاضعة لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في ريف الرقة الشرقي من دون وقوع حسائر بشرية. في شأن منفصل، دعت الحكومة السورية الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للمطالبة بأن تتوقف حملة عسكرية تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) عن استهداف سدي الفرات وتشرين والمناطق المحيطة بهما «منعاً لكارثة وشيكة». وفي خطاب إلى غوتيريش ومجلس الأمن نشر أمس قال نائب سفير سورية منذر منذر إن السكان على امتداد نهر الفرات في العراق يمكن أن يتأثروا «بالتخريب الممنهج للبنية التحتية». وأضاف في خطابه «الدمار التام لهذين السدين اللذين تستهدفهما الضربات الجوية سيجرف مدناً وبلدات وقرى ويغمرها بالمياه وهو ما يعرض حياة مئات الآلاف من الناس الذين يعيشون في تلك المناطق للخطر». وكانت الأمم المتحدة حذرت الشهر الماضي من فيضان كارثي في سورية من سد الفرات المهدد بسبب ارتفاع منسوب المياه وممارسة مقاتلي «داعش» التخريبية، بالإضافة إلى تعرضه لمزيد من الأضرار بسبب الضربات الجوية التي ينفذها التحالف. وتقع القرية شمال غربي سورية، وهي إحدى المناطق الرئيسة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في البلاد، التي تشمل محافظة إدلب والأجزاء الغربية من محافظة حلب وتزايد عدد سكانها بسبب النازحين وفقاً لما تقوله وكالات تابعة للأمم المتحدة. ونفذت المقاتلات السورية والروسية ضربات جوية كثيرة في محافظتي إدلب وحلب أثناء الحرب. وشنت الولايات المتحدة أيضاً ضربات في الأشهر الماضية مستهدفة جماعة متشددة كانت حتى العام الماضي مرتبطة بتنظيم «القاعدة».