تشتمل ميزانية الرئيس الأميركية دونالد ترمب لعام 2018 على زيادة بنسبة تقارب 10 في المائة في ميزانية الدفاع التي تفوق حالياً ميزانية الدول السبع، التي تليها في الإنفاق العسكري مجتمعة. وكنتيجة لهذه الزيارة سيرتفع تمويل البنتاغون الإجمالي من 583 مليار دولار إلى 639 مليار دولار، وسيتم الحصول عليها بخفض نفقات الأجهزة والوكالات الحكومية الأخرى وإلغاء عدد من البرامج. ورغم أن ترمب سبق له أن قدم بعض التفاصيل، لكنْ هناك أسباب رئيسية أخرى تبرر تخصيص هذه المبالغ للبنتاغون. فالتمويل الإضافي، حسب عدد من المحللين، سيوفر «الموارد» الضرورية لزيادة وتيرة الحرب ضد تنظيم داعش المتشدد، علما بأن الولايات المتحدة أنفقت نحو 13 مليون دولار منذ خريف 2014 على قصف التنظيم المتطرف في العراق وسوريا، إلا أن ترمب يريد زيادة عدد الغارات الجوية، وربما نشر مزيد من القوات الأميركية على الأرض. إضافة إلى ذلك، يشكو القادة العسكريون باستمرار من غياب «الجاهزية» في كثير من الخدمات، وفي هذا السياق حذر جنرالات الكونغرس من أن قدم المعدات ونقص التمويل المزمن ونقص الموظفين، كلها عوامل سلبية أثرت على كيفية استجابة الجيش الأميركي للأزمات. ومن هذا المنظور، فإن ميزانية ترمب جاءت لتعد بضمان أن تكون أميركا البلد «الأفضل قيادة وتجهيزا، والقوة الأكثر جاهزية في العالم». وقد وعد ترمب بإعادة بناء الجيش الأميركي، وميزانيته تؤكد هذا الوعد، ولكن دون تفاصيل محددة. ويقول خبراء إن ترمب يريد فعلياً أن يزيد صفوف الجيش، والميزانية «تبدأ بإعادة بناء القوات المسلحة الأميركية من خلال معالجة الثغرات الملحة، مثل عدم كفاية مخزونات الذخيرة المهمة، ونقص الموظفين، وإرجاء عمليات الصيانة والتحديث، والنواقص المعلوماتية، وتدهور المرافق». وكان ترمب قد وقع في يناير (كانون الثاني) الماضي أمراً تنفيذياً للبدء في زيادة حجم الجيش الأميركي، ووعد بتزويد البنتاغون بطائرات وسفن حربية جديدة ومزيد من الموارد. ولم يقدم ترمب سوى قليل من التفاصيل، إلا أنه قال إنه يريد أسطولاً بحرياً مؤلفاً من 350 سفينة مقارنة مع 274 سفينة حالياً، أي أكثر من الهدف الحالي بالحصول على 310 سفن. ويقول عدد من الجمهوريين المتشددين إن ميزانية ترمب العسكرية ليست كافية، بينما أبدى بعض الديمقراطيين صدمتهم لأن الرئيس يريد تمويل الآلة الحربية الأميركية من خلال خفض ميزانية برامج ووكالات أخرى بشكل كبير. والنتيجة أنه من المرجح أن تكون الميزانية التي ستتم المصادقة عليها مختلفة بشكل كبير عن الميزانية المقترحة. وفي هذا الصدد، قال عضو الكونغرس الجمهوري، ماك ثورنبيري إنه «من الواضح للجميع تقريبا أننا خفضنا ميزانية جيشنا بشكل كبير، وأنه عانى نتيجة ذلك من ضرر جسيم»، وأضاف متحسرا: «للأسف فإن ميزانية الإدارة المقترحة ليست كافية لإصلاح هذا الضرر وإعادة بناء الجيش كما قال الرئيس».