اتهمت جماعة «أحرار الشام» المعارضة في سوريا، أمس الجمعة، التحالف بقيادة الولايات المتحدة بالوقوف وراء قصف مسجد قرب مدينة حلب أثناء صلاة العشاء مساء الخميس في هجوم أدى وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى سقوط عشرات القتلى.وأفاد المرصد بأن طائرات قصفت مسجدا في قرية الجينة قرب بلدة الأتارب في الجزء الغربي من محافظة حلب على بعد بضعة كيلومترات من محافظة إدلب مما أسفر عن مقتل 46 شخصا على الأقل أغلبهم مدنيون. بينما قال مسؤولون في الدفاع المدني التابع للمعارضة، قالوا للأناضول، أنهم وصلوا إلى المسجد فور استهدافه، مؤكدين أن 58 شخصاً قتلوا في المسجد الذي كان فيه ما بين 200 -300 مصل، بقي معظمهم تحت الأنقاض. وقال «مصطفى عبيد» المسؤول في الدفاع المدني، للأناضول، أمس الجمعة: «وصلنا إلى موقع الحادث بعد 5 دقائق، وشاهدنا الناس مطروحين أرضاً، وأطراف كثير منهم مبتورة». وأضاف عبيد أن الشهود أكدوا أن الطائرات ألقت ثلاثة صواريخ على المسجد في البداية، ومن ثم ألقت الصاروخ الرابع على الذين حاولوا الخروج منه. مزاعم أميركية فيما زعم الجيش الأميركي أنه نفذ ضربة جوية الخميس استهدفت من وصفهم بـ «متشددين من تنظيم القاعدة» في موقع اجتماعات بمحافظة إدلب. بعدها نفت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) استهداف المسجد في محافظة حلب، وقال الكابتن جيف ديفيز المتحدث باسم البنتاجون للصحفيين وهو يعرض صورة لموقع الهجوم إن طائرات مقاتلة وطائرات بدون طيار قصفت موقع اجتماع للقاعدة يوم الخميس في قرية الجينة. وأضاف ديفيز إن الجيش الأميركي لا علم له بسقوط أي قتلى أو مصابين من المدنيين، على حد زعمه. ورداً على المزاعم الأميركية، أفاد مراسل «الأناضول» أن الذين استهدفتهم المقاتلات الأميركية بالمسجد هم من أتباع ما يسمى بجماعة «التبليغ والدعوة»، المناهضة للأفكار المتطرفة، وليسوا أتباع تنظيم القاعدة مثلما أعلنت واشنطن. وأشار المراسل في المنطقة إلى أن أغلب أتباع الجماعة يتواجدون بالريف الغربي لمحافظة حلب، وينظمون اجتماعات دورية كل ليلة خميس عقب صلاة العشاء في إحد المساجد بالمنطقة. ولفت إلى أن أتباع الجماعة اجتمعوا الخميس في مسجد عمر بقرية «الجينة» مع السكان المحليين، حيث كانوا قد أعلنوا في وقت سابق عن موعد الاجتماع. جريمة حرب في هذا السياق، أدان نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان قورتولموش، أمس الجمعة، الغارة الجوية التي استهدفت المسجد، معتبراً أنها «جريمة حرب». وقال قورتولموش، في مؤتمر صحافي، عقده اليوم في ولاية جناق قلعة شمال غربي تركيا: إن «هذا (القصف) جريمة ضد الإنسانية، ويرتقي لجريمة حرب».;