قبل أعوام في ملعب "جدة" ظهر رئيس نادي الهلال حينها محمد بن فيصل عقب تحقيق فريقه بطولة الدوري بالطريقة "الأسبانية" مبتكرا حركة انتصار جديدة وهي أن تضع "أصبعك على أنفك" بشكل يجعل الأصبع متوافقا والأنف، كنا نعتقد حينها أن تفسير هذه الحركة لا يتجاوز المقولة الدارجة "خشمك منك لو كان أعوج" . وخشمك منك لو كان أعوج بحجة أن الاتحاد والهلال يمثلان صورة جميلة عن الكرة السعودية حتى وإن بلغت بعض مبارياتهما أو منازلاتهما مبلغ "الغصب" أو "القوة" لكننا فجعنا بأن تفسيرها يختلف مطلقاً هي تعني "كل ما كان مغتصباً وأتى بقوة". مرت هذه اللقطة بعدد من الأندية حتى أنها أخذت تمثل مصدرا من مصادر القوة لدى البعض، بل إنها مقبولة شرعاً ونظاماً لأندية دون أخرى، فليس كل أنف يتوافق مع هذه الحركة حتى قام بها الرئيس النصراوي مؤخرا فكان من حق الجميع مشاركته هذه الحركة حتى وإن "كانت وصلا بليلى". الغريب في الأمر أن ناصر الشمراني ومختار فلاته اختارا طريقة الخروج عن المألوف والإشارة بالعقلية المختلفة وهي ما تعني "مجنون" ومابين القوة والجنون صار حال الدوري وصارت أحوالنا فإذا كنت في مضمار للسباق وأنت المتسابق الوحيد من الطبيعي أن تكون الأول .. تفتش من حولك عن "حول" تشبهك تفاصيله وتعاطيه مع الأحداث الرياضية فلاتجد، مجموعة متجانسة "من الطنازة والسخرية" جعلت من مسرحنا الذي نشارك في حياكته مسرحا عاما من الضحكات القهقهات، فلست أجد على أرض الملعب عملا حقيقياً يساعدني لأنصف القائمين على "كرة القدم". مرة تلو أخرى أقول إن كرة القدم التي نلعبها ليست هي كرة القدم التي نشاهدها في التلفزيون حيث إن السقوط على أرضية الملعب مصدر من مصادر الطاقة والتزود بالزاد والعتاد كما أن عربة نقل المصابين تشارك في مبارياتنا أكثر من مشاركة بعض اللاعبين في حين تتعلق القلوب والآهات بربق صافرة الحكم لأنه في الأخير سيبقى الهداف وصانع الألعاب والنجم الأول لكل لقاء. أعتقد أن مباراة واحدة جمعت النصر بالهلال كانت كافية لتحقيق معادلة "الدوري الأقوى" وهو الجلباب الذي نرتديه عطفاً على الحراك الإعلامي أو الحضور الجماهيري ولست أعلم ماهو المعني بالحضور الجماهيري أو الحراك الإعلامي إذا كانت "الشتيمة" مكفولة بحق النقد وإذا كانت الصورة تكفي لصنع البهرجة. نفس الأحاديث والأدلة والشواهد، نفس اللقطات والكلمات والتفرد، تجد الاتهامات بالاختلاس والتزوير والسمسرة والرشى تمد رجليها على كل لسان، فتكون هي الفاصل ما بين داخل الملعب وخارجه، بل إن الأعلى صوتاً يعد الأعلى مكانة وأحقية، ننام على احتجاج ونستفيق على انضباط ونكمل يومنا ما بين النفي والقبول حتى تتزحزح لجنة الاستئناف بمبلغ من المال يكون هو الحل الأمثل لكسب ود جميع الأطراف.