لندن: على بدرام أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، أن السياسة الخارجية «لا تصنع بالشعارات»، في انتقاد ضمني لسلفه محمود أحمدي نجاد، وذلك في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية. وقال روحاني، في احتفال تسلم وتسليم بين وزير الخارجية السابق علي أكبر صالحي وخلفه محمد جواد ظريف، أن «السياسة الخارجية لا تصنع بالشعارات. لا يحق لنا أن نستخدم السياسة الخارجية ليصفق لنا (الآخرون). إنه مجال بالغ الحساسية وهو المفتاح لحل مشاكلنا الراهنة». وأضاف روحاني، أن حكومته ستسعى بقوة لتحقيق المصالح الوطنية الإيرانية، وشدد في لقائه مع أعضاء السلك الدبلوماسي الإيراني على ضرورة أن تكون «كلماتنا من الحكمة والدقة والمنطقية وخالية من العواطف والمشاعر». وأكد روحاني أن الحكومة الحادية عشرة لن تعيد النظر في أسس ومبادئ السياسة الخارجية للبلاد وقال إن «الحكومة وضعت في جدول أعمالها التغيير في الأسلوب والأداء والتكتيك في السياسة الخارجية». وفي الكلمة التي ألقاها خلال مراسم توديع وزراء الحكومة العاشرة وتقديم وزراء الحكومة الحادية عشرة، عد الرئيس الإيراني أن الانتخابات الرئاسية الأخيرة حملت معها رسائل ودلالات واضحة للداخل والخارج. وأوضح أنه عندما يصل شعب ما إلى قرار ما فإن لذلك معناه ومفهومه الخاص به، وقال إن الرسالة الأهم لهذه الانتخابات هي أن الشعب أراد حصول انتفاضة في السياسة الخارجية، سواء في مجال التخطيط واتخاذ القرار أو في مجال التنفيذ. وأضاف الرئيس الإيراني أن «الشعب كان له استنباطه الخاص من السياسة الخارجية على مدى الأعوام الماضية، وبطبيعة الحال لا يعني هذا الأمر أن خبراء وزارة الخارجية قد قصروا في مهماتهم، أو أن الوزارة أضحت خالية من خبراء النخبة، بل إن القضية هي أن صوت خبراء الخارجية لم يسمع بصورة جيدة». وتابع الرئيس روحاني أن أي خطأ في السياسة الخارجية سيعود بتداعيات جسيمة للغاية، وأن أي موقف خاطئ من جانب المسؤولين يعني الاستهلاك من حساب الشعب، حسب وكالة «فارس» للأنباء. ووصف السياسة الخارجية بأنها حساسة للغاية، وأضاف أن السياسة الخارجية تشكل الآن المفتاح لحل مشاكل البلاد في هذه المرحلة الحساسة. وتابع قائلا إن السياسة الخارجية بحاجة إلى أفراد مهنيين وأكفاء وخبراء يمكنهم قول كلمتهم بمنتهى الشهامة. وأكد ضرورة العمل في السياسة الخارجية بصورة واعية ومنطقية، وأضاف أنه «لو عملنا في مجال السياسة الخارجية بصورة منطقية فعندها ستحظى قراراتنا بالإجماع الوطني». واعتبر طرح الآراء العلمية الرصينة بأنه يمكنه المساعدة في مسار حل مشاكل البلاد وقال «أعتقد أن تبيان مثل هذه الآراء بإمكانه المساعدة في حل مشاكل البلاد بسرعة أكبر». وأعرب عن أمله الكبير في حل مشاكل البلاد. وأضاف أنه «لو تحدثنا مع العالم بصورة منطقية فعندها سيقف الشعب كله خلفنا، ولكن لو أطلقنا الشعارات فقط وتحركنا من دون منطق فحينها لن يتحقق الإجماع الوطني». وأكد «إننا وفي التعاطي مع الأجانب بحاجة إلى القدرة الوطنية الحاصلة من الإجماع الوطني». وأضاف «لو عملنا بصورة منطقية وعاود الأجانب تصرفهم بعناد أيضا، فحينها سيقف الشعب كله خلفنا». واختار الرئيس روحاني أن يصحب وزير خارجيته، محمد جواد ظريف إلى مقر عمله وسط طهران. وتعهد روحاني خلال جلسة التقديم التي حضرها أغلبية الدبلوماسيين البارزين بتطبيق سياسة خارجية مهنية في حكومته وعبر عن سعادته بقبول ظريف لهذا الدور. وقام الرئيس بتوضيح الأسس التي ستقوم عليها السياسة الخارجية لحكومته، وستتحرر من العواطف والمشاعر. وأشار الرئيس روحاني في كلمته إلى المسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتق محمد جواد ظريف بصفته وزيرا للخارجية في الحكومة الجديدة، وقال إن السيد ظريف هو في الوقت الحاضر أفضل خيار يأخذ على عاتقه هذه المسؤولية. وأشار إلى التجربة الطويلة التي يمتلكها ظريف في مجال السياسة الخارجية وأضاف «لقد أدى مسؤوليته بصورة جيدة أيضا في أواخر الحرب المفروضة (من قبل النظام العراقي السابق ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية) وكذلك في المفاوضات بين إيران والعراق (بعد تلك الحرب)، والأهم من كل ذلك خلال الفترة من 2003 إلى 2005 حيث تولى عمليا رئاسة الفريق النووي الإيراني المفاوض. من جهته، أكد وزير الدفاع الإيراني الجديد العميد حسين دهقان أن اتساع نطاق عدم الاستقرار في مصر والمنطقة من شأنه أن يؤدي إلى إيجاد ثغرة أمنية في منطقة شمال أفريقيا وتوفير الأرضية لوجود القوى الدولية في المنطقة. وحضر العميد حسين دهقان، أمس، إلى مبنى وزارة الدفاع للبدء في مهامه وزيرا للدفاع وإسناد القوات المسلحة في حكومة الرئيس حسن روحاني بصفته الوزير الثاني عشر للدفاع في الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد نيله ثقة البرلمان يوم الخميس الماضي. وفي مستهل تصريحاته، وجه وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيرانية الشكر لنواب مجلس الشورى الإسلامي على دعمهم الوثيق للقطاع الدفاعي في البلاد في إطار منحهم له الثقة بنسبة عالية من الأصوات، معتبرا ذلك رسالة واضحة ومؤثرة على الصعيدين الداخلي والخارجي. كما وجه الشكر والتقدير لوزير الدفاع السابق العميد أحمد وحيدي على خدماته القيمة التي قدمها خلال فترة مسؤوليته. وأكد وزير الدفاع الإيراني الضرورات القادمة في مجال الارتقاء بالقدرات على الصعيد الوطني وخفض الفجوة التكنولوجية في المجالات ذات الأولوية. وأضاف أن مجموعة برامج وزارة الدفاع في الظروف الجديدة قد جرى تنظيمها وفق رؤية تحقيق القفزة التكنولوجية الاستراتيجية وسيتم تنفيذها مع الأخذ في الاعتبار مؤشرات الجيل الرابع للتكنولوجيا. وفي الرد على سؤال حول أول إجراء له بعد بدء مهام عمله قال العميد دهقان «إنه في ضوء المعرفة المناسبة نسبيا للوضع الموجود في وزارة الدفاع، فإن البرامج التي قدمت لمجلس الشورى الإسلامي في إطار جزءين، طويل الأمد وقصير الامد لمدة مائة يوم، ستشكل جدول أعمالي وزملائي في بدء الأنشطة». وأشار إلى الأرصدة البشرية القيمة في وزارة الدفاع وضرورة الاستفادة المثلى منها في مسار تطوير أنشطة الوزارة. وأضاف أن وزارة الدفاع وإسناد القوات المسلحة ستشهد أدنى التغييرات في مختلف المستويات الإدارية والتنفيذية. وفي تعليقه على التطورات الجارية في مصر أشار العميد دهقان إلى ضرورة إرساء الديمقراطية وإرادة الشعب فيها، وقال إن الأحداث المؤسفة في مصر لا نتيجة لها سوى إضعاف قدراتها الوطنية. وأعرب وزير الدفاع الإيراني عن أسفه «للأعمال الإرهابية المتسلسلة في لبنان خاصة التفجير الذي وقع في الضاحية الجنوبية لبيروت والذي أدى إلى استشهاد وجرح العديد من الأبرياء. وأضاف أنه «لوحظت هنالك مؤشرات لتنفيذ مخطط معقد ومتعدد الأوجه متأثر بالتطورات في سوريا لإثارة النزاعات الدينية والطائفية بهدف إضعاف جبهة المقاومة ضد الكيان الإسرائيلي وضرب الأمن في لبنان مما يتطلب المزيد من الاهتمام واليقظة من جانب جميع المجموعات والقوميات والمذاهب فيه». من جهته، أكد قائد الدفاع الجوي الإيراني العميد فرزاد إسماعيلي أن العدو بات الآن يخشى إرسال طائراته من دون طيار نحو الحدود الإيرانية. وقال العميد إسماعيلي في تصريح للصحافيين أمس السبت في شمال شرقي البلاد، إن استعداد قوات شرق البلاد لمواجهة أي هجوم يتحدد في ضوء التقييمات والمناورات، حسب وكالة «فارس» للأنباء. وأضاف «ربما كانت هنالك طائرات من دون طيار تعتزم الدخول إلى أجواء البلاد وكانت تقع في الفخ، أو أن بعض هذه الطائرات كانت تقترب من حدود البلاد ومن ثم تبتعد، لكن لا أثر لمثل هذا الأمر في الوقت الحاضر، وإن العدو بات يخشى من إرسال هذه الطائرات إلى حدود البلاد لاختراق الأجواء». وتابع قائد الدفاع الجوي الإيراني أن «هذه المسألة مؤشر إلى تعزيز الدفاع الجوي للبلاد في الحدود الشرقية والشمالية الشرقية، حيث إن تحليق هذه الطائرات قد ابتعد عن حدود البلاد وانخفض إلى حد كبير، لكننا مع ذلك سنظل يقظين». وفي ما يتعلق بإزاحة الستار عن منجزات الدفاع الجوي لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية مستقبلا قال «لقد كانت لنا منجزات في مجالات الرادار وتركيب ونشر الرادار والمنظومات الإلكترونية الذكية والحرب الإلكترونية، حيث ستتم إزاحة الستار عنها يوم 1 سبتمبر (أيلول) المقبل».