على مدى العقود الأربعة الماضية ومنطقة الشرق الأوسط تمر بأزمات واحدة تلوى الأخرى، بدءا من الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت ثماني سنوات، وصولاً للأزمة في اليمن وسوريا، والقرن الإفريقي والتدخلات الإيرانية لصالح أنظمة ضد أخرى. ولعل حديث المصارحة الذي تم خلال الأيام الماضية بين الرئيس الأمريكي ترامب وولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان استطاع وضع حالة توافق على كافة القضايا الرئيسية في الشرق الأوسط وضرورة تقليم المخلب الإيراني بعدما أصبح يمد يده في كافة الدول والمدن التي يستطيع الوصول لها، محاولاً زرع بذور الفتنة والقلاقل الوطنية التي تزعزع اللحمة الوطنية كما يحدث في عديد من الدول الخليجية والعربية. يعتبر التوافق السعودي الأمريكي الذي جرى مؤخراً بين البلدين من أهم الاتفاقيات التي تسعى لحل كافة الأزمات الأوسطية وتنهي حلبات الصراع بين المختلفين في تلك الدول كي تكون التنمية هي الملتقى الرئيس في المرحلة المقبلة، وهذا لن يتم في حال استمرار التدخل السلبي الإيراني في المنطقة، لذا أصبح من الضرورة وضع استراتيجية متفق عليها لحل النزاع ووضع جدول زمني لحل هذه المشكلة التي يجب أن تبدأ في سوريا واليمن. لقد استنزفت الأزمة السورية عديدا من الموارد داخل الدولة السورية والدول المجاورة لها في استقبال النازحين والباحثين عن مواطن الأمن والسلامة لهم ولأبنائهم، وكذلك في أحداث اليمن التي شارفت على عامها السادس دون حل يذكر، حيث إن العنصر الإيراني يتدخل في الصغيرة والكبيرة محاولاً استمرار النزاع كي لا يكون هناك استقرار في المنطقة للمرحلة المقبلة وتبقى الدولة الفارسية مسيطرة على بعض العواصم العربية من خلال عناصرها المنتشرين والهادفين لاستمرار حالة الاقتتال الداخلي وسط تلك العواصم. لقد بات واضحاً بعد مرور ما يزيد على 37 عاماً من قيام الدولة الإيرانية بأنها تهدف فقط لإثارة الفتن بين الطوائف، من خلال إعلامها التحريضي واستمرار الخطاب المليء بالكراهية تجاه الأنظمة غير الموالية للسياسة الإيرانية.