دخل مهرجان الخليج السينمائي، الذي كان من المفترض إطلاق دورته السابعة غدا، دائرة التأجيلات، إذ قالت إدارته في بيان مقتضب، "يؤسفنا إبلاغكم بتأجيل الدورة السابعة من مهرجان الخليج السينمائي، الذي كان من المقرر إقامته في الفترة من التاسع إلى 15 من الشهر الجاري، وذلك لظروف طارئة، وخارجة عن إرادتنا". قرار التأجيل استقبلته أوساط الشباب السينمائيين، وهم الأنشط في مشاركات "الخليج السينمائي" خلال دوراته السابقة، بردود أفعال متباينة، بينما أكد عبدالحميد جمعة رئيس المهرجان أنه "لا نية لإلغاء المهرجان"، مؤكدا أن "الأسباب خارجة عن إرادة إدارة المهرجان"، ورافضا بشكل قاطع الإفصاح عن طبيعة هذه الأسباب، حتى الآن. وفيما شكل قرار إلغاء المهرجان الذي ارتبط باستقطاب عشرات المواهب الشابة الخليجية إلى فضاء السينما، وشكل استجابة للمطالبة بمهرجان يشكل مظلة للحراك السنيمائي الناشئ في المنطقة، مفاجأة، أبدى البعض تفهما مشوبا بالإحباط، من قرار التأجيل، الذي تم ربطه للوهلة الأولى بشائعة اصطلح على تسميتها بـ "كذبة أبريل". وقال طلال محمود المخرج الشاب الذي قدم فيلم "لحن السماء" للمشاركة في المهرجان "أتمنى ألا يكون الأمر منوطا بإلغائه، وإلا فإننا أمام كارثة حقيقية مرتبطة بإبداعات الشباب، فقد قدمنا العمل لإدارة المهرجان، ومجرد تأخير الكشف عن قبوله من عدمه كان بمثابة انتظار مقلق". وأضاف لـ "الإمارات اليوم" أنه "في البداية اعتقدنا أن الأخبار التي تواترت عن تأجيل المهرجان بمثابة شائعة سخيفة متعلقة بكذبة أبريل، لكن بعد ذلك تأكدنا من الأمر للأسف، والملاحظ أنهم لم يحددوا الموعد الجديد، ما يؤشر إلى أننا أمام إشكالية حقيقية تتعلق بإقامته، وكان الأولى الكشف عن الأسباب والعوائق أو حتى التحديات التي يتعرض لها المهرجان بشفافية كاملة". وليد الشحي المخرج الإماراتي الذي أصبح بمثابة أيقونة لجيل من المخرجين والطلبة الذين يدرسون تحديدا في كلية التقنية برأس الخيمة، والتي تعد من أنشط الجهات التي يشارك طلابها في المهرجان، أكد أن الطلبة الذين قدموا أفلاما للمشاركة في المهرجان متفهمون أمر التأجيل، مضيفا "لدينا ثقة كاملة بإدارة المهرجان، ونعلم أنها أكثر الأطراف حرصا على إقامته"، منوها إلى "تفاؤله" بما ورد في بيان التأجيل "هناك إشارة ووعد قطعته إدارة المهرجان بأن تستثمر فترة التأجيل في المزيد من تجويده وتطويره، وربما نفاجأ بنسخة أكثر ألقاً للخليج السينمائي بعد الاستقرار على الموعد الجديد". وكانت إدارة المهرجان قد أضافت في البيان الذي أصدرته أمس "سنبذل قصارى جهدنا خلال هذا الوقت للعمل على تطوير المهرجان، ليوفر مزيدا من الفرص لصانعي الأفلام وتجربة أكثر متعة لمحبي السينما". وكشف الشحي عن أن هناك ثلاثة أفلام من ضمن مشاركات تقنية رأس الخيمة لم تكتمل بعد، وهو ما يجعله يرى قرار التأجيل بمثابة الضارة النافعة للمشاركين في تلك الأفلام، ولا سيما أنهم جميعا من الطلبة الجدد الذين يخوضون تجاربهم الأولى. من جانبه، طالب المخرج سعيد سالمين بعدم القسوة على إدارة المهرجان بسبب قرار التأجيل، وقال "لا أحد يعلم طبيعة الظروف القاهرة التي دفعتهم إلى اتخاذ قرار التأجيل، وهو أمر وارد في جميع مهرجانات العالم، لكن الأكثر أهمية هو الحفاظ على هذا المهرجان الذي تلتف حوله حركة الأفلام الشبابية". ورأى سالمين أن الإعلان عن التأجيل جاء في وقت غير مناسب، مضيفا "ليس هناك سوى ثمانية أيام تشكل فاصلا زمنيا بين القرار والوقت المحدد سلفا لإقامته، ما يعني أن هناك من بنى مشروعاته المشاركة بناء على هذا التوقيت، وكان من الأفضل ألا يتم تسلم الأفلام من المخرجين طالما لم يكن موعد المهرجان محددا بشكل قاطع".