×
محافظة المنطقة الشرقية

الأحساء تحتفل باليوم العالمي لمتلازمة داون

صورة الخبر

النسخة: الورقية - دولي يريد كل من الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني أن يظهر للادارة الاميركية انه يريد الاستمرار في المشاركة في جلسات المحادثات التي ترعاها واشنطن، ويتفادى ان يتحمل مسؤولية فشلها العلني. واذا لم يأخذ أركان الادارة الاميركية، في عملية اعادة تقويم مهمة وزير الخارجية جون كيري، هذا الواقع في الاعتبار، والبناء عليه من أجل الدفع في اتجاه ان تحقق كل جلسة مقبلة من المحادثات نقاط اتفاق ملموسة بين الجانبين، فان لا شيء يضمن عدم تكرار تجربة مسلسل اللقاءات والرحلات المكوكية والوعود المهدورة بما يؤدي الى وضع جديد، في فلسطين واسرائيل ايضاً، قد لا تكون السيطرة على عناصره ممكنة. يحاول الاميركيون ان يظهروا ان امكان التقدم مربوط نظرياً بتنازل من الجانبين، وان رعايتهم للمفاوضات ودورهم فيها هو تسهيل عملية التنازل هذه. لكن الواقع، كما اتضح خلال عشرات الجلسات، اوضح ان النزاهة في هذه النظرية باتت مرادفاً للطريقة الاسرائيلية في التفاوض. بمعنى تبني التكتيك الاسرائيلي في طرح القضايا والممارسة السياسية والميدانية الاسرائيلية، ليصبح التنازل مطلوباً من الطرف الفسطيني وحده. لا أوهام حول الدعم الاميركي لاسرائيل، في ظل كل الادارات. ولا يعتقد ان ثمة طموحاً فلسطينياً بأن تتخلى الولايات المتحدة عن امن اسرائيل ومصالحها. لكن هذه العلاقة الاميركية - الاسرائيلية وعناصرها تتعارض كلياً مع الهدف الاميركي المعلن من المفاوضات، وهو ايجاد تسوية سلمية للصراع على اساس الدولتين. ذلك ان واقع الموقف الاميركي خلال المفاوضات بات عنصر ضغط على الجانب الفلسطيني فقط. وما تطلبه اسرائيل من السلطة في هذه المفاوضات، وهو ما تحاول ان تفرضه عليها الادارة الاميركية توافقاً مع هذه المطالب ينهي عملية حل الدولتين، وتالياً التسوية السلمية التي توظف ادارة الرئيس باراك اوباما كل ثقلها وديبلوماسيتها للترويج لها. وهنا يفترض بأركان الادارة ان يعيدوا النظر في موقفهم من معنى النزاهة والرعاية النزيهة للعملية التفاوضية. بديهي ان التكتيك الاسرائيلي في التفاوض، هو في اضعاف السلطة وانهاء وضعها الشرعي والوطني، بما يقضي على تمثيل الفلسطينيين ومطلبهم في اقامة دولتهم، أي بما ينسف كل أسس السلام. بما يجعل هذه المسألة بنداً أساسياً في اعادة التقويم الاميركية، والرد على السؤال حول مضمون السياسة الاميركية، التي لا تزال تتمسك بالتسوية السلمية وحل الدولتين، من انهاء السلطة كطرف مفاوض في عملية انهاء النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي. بالتوازي مع جلسات التفاوض الاسرائيلي - الفلسطيني، كان مسؤولون في الادارة يجوبون عواصم المنطقة العربية، خصوصاً الوزير كيري وأخيراً الرئيس اوباما. وما كان يرشح من المحادثات التي يجريها هؤلاء المسؤولون مع الزعماء العرب، هو طلب الدعم من أجل اقناع السلطة بما يُطلب منها في التفاوض، او طلب خطوات في اتجاه اسرائيل لإغرائها بمنافع السلام. اي ان واشنطن سعت لتركيز اتصالاتها العربية، خلال المرحلة الماضية، من جهة على المسار الفلسطيني - الاسرائيلي، ومن جهة أخرى على بدء تطبيع عربي- اسرائيلي. ما جعل هذه الادارة تهمل عنصر إجماع عربي أساسي في شأن الحل السلمي مع اسرائيل، يتمثل بمبادرة السلام العربية. لقد اشادت الادارة الاميركية بهذه المبادرة وتبنتها. ويبدو اليوم ضرورياً ان تستخلص واشنطن ضرورة اعادة هذه المبادرة الى الطاولة، في إطار أي مراجعة جدية لرعايتها للعملية السلمية.