×
محافظة حائل

تغريم الشهري 15 ألف ريال لامتناعه عن الحضور لمنطقة اللقاءات السريعة

صورة الخبر

لقد أقام المسلمون الأوائل صرح الحضارة الإسلامية بما تحويه كلمة حضارة من معنى، وذلك لانهم اخذوا بالأسباب المادية والمعنوية وبنوا خططهم على مقدمات صحيحة، فكانت النتائج هذه الحضارة التي بقيت شاهدة على مر التاريخ.قال ابن القيم رحمه الله: ان دفع القدر الذي وقع واستقر بقدر آخر يرفعه ويزيله، كدفع قدر المرض بقدر التداوي، ودفع قدر الذنب بقدر التوبة، ودفع قدر الإساءة بقدر الإحسان؛ فهذا شأن العارفين وشأن الأقدار؛ لا استسلام لها وترك الحركة والحيلة فإنه عجز. والله تعالى يقول {لَيْسَ عَلَى الأعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ} سورة الفتح آية 17. فهؤلاء أهل الاعذار ليس عليهم بأس اذا تخلفوا وعجزوا عن القيام بالواجبات، اما الصحيح العاقل فليس له عذر في التخلف.وتأسيساً على ما سبق، نقول ان وثيقة الاصلاح المالي يجب ان تأخذ بالأسباب الصحيحة لتصل لمرحلة التعافي وتترك التواكل والتراخي، وهذه الاسباب طالما طالب بها المختصون والاكاديميون والمهتمون، وهي باتت رهينة المحبسين اليوم!والحقيقة الكبرى، ان نعلم بان من سنن الله تعالى في الكون، ان من جد وجد ومن زرع حصد.وقال الشيخ محمد رشيد رضا: «إن إرشاد الله إيانا إلى أن له في خلقه سننا، يوجب علينا أن نجعل هذه السنن علما من العلوم المدونة؛ لنستمد ما فيها من الهداية والموعظة على أكمل وجه،فيجب على الأمة في مجموعها، أن يكون فيها قوم يبينون لها سنن الله في خلقه»، وقد تضمن القرآن خلاصة السنن التي تحكم المجتمعات والأمم؛ تارة نصاً، وتارة فحوى ودلالة، وتارة أخرى بما يعرض من القصص القرآني؛ عن نهوض الأمم والحضارات وسقوطها، وربط الأسباب بالمسببات، والمقدمات بالنتائج، بشكل أشبه ما يكون بالمعادلات الرياضية التي تحكم عالم المادة؛ ليعتبر أولوا الأبصار.والخلاصة وما نحب توضيحه، هو المعنى الحقيقي للتاريخ، وهو تاريخ البشرية حيثما وجد وتاريخ الأمم في أي أرض كانت وفي أي عصر ظهرت، وعلى أي ملة كانت، مسلمة أو غير مسلمة. فالعبرة لا تؤخذ من سير المؤمنين وحدهم، بل تؤخذ من المؤمن والكافر، ومن البر والفاجر، لأن الفريقين تجري عليهما سنن الله تعالى بالتساوي. فالكفار مثلاً لما اجتهدوا وتعلموا وعملوا حازوا الخيرات وانواع الانجازات ولما ترك المسلمون العلم وقصروا عن العمل وانصرفوا الى تشييد القصور والزخارف والنقوش وتفننوا بالمطاعم واللباس وانغمسوا بالدنيا وملذاتها، فاتهم الركب.فأين رسالة العرب وأين قيم العمل والولاء والانجاز وعمارة الكون؟